ضربة صينية موجعة للتكنولوجيا الأمريكية: بكين تعلق تصدير المعادن الأرضية النادرة

533

بكين – الجمهورية والعالم | في خطوة تصعيدية جديدة ضمن الحرب التجارية المستمرة بين الولايات المتحدة والصين، أعلنت بكين رسميًا تعليق تصدير مجموعة من المعادن الأرضية النادرة والمغناطيسات الاستراتيجية، مما يشكل تهديدًا مباشرًا لصناعات التكنولوجيا الفائقة الأمريكية.

وبحسب تقرير نشرته نيويورك تايمز، فإن القرار الصيني أدى إلى احتجاز شحنات هذه المواد الحيوية في عدد من الموانئ، وسط ترقب للوائح حكومية جديدة تنظم آلية التصدير. وتشير مصادر مطلعة إلى أن هذه الخطوة تمثل “ردًا انتقاميًا مباشرًا” على الرسوم الجمركية التي فرضتها إدارة الرئيس السابق دونالد ترامب.

احتكار صيني وغياب بدائل فورية

الصين تسيطر على نحو 90% من الإنتاج العالمي للمعادن الأرضية النادرة، مما يمنحها ورقة ضغط استراتيجية في وجه الدول الصناعية الكبرى. وتشمل هذه المواد عناصر أساسية تدخل في تصنيع السيارات الكهربائية، الطائرات، أنظمة الدفاع، وأشباه الموصلات.

في 4 أبريل، فرضت بكين قيودًا على تصدير ستة أنواع من المعادن الأرضية النادرة الثقيلة، مع ضرورة الحصول على تراخيص تصدير خاصة. لكن هذه التراخيص لم تُفعّل بعد، مما جعل العديد من الشحنات عالقة في موانئ صينية بانتظار الإجراءات التنظيمية الجديدة.

بكين تكثّف انفتاحها على أوروبا

في مقابل التصعيد مع واشنطن، تسعى الصين إلى توثيق علاقاتها التجارية والدبلوماسية مع أوروبا. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية، لين جيان، إن بلاده “مستعدة لتعزيز التعاون مع الاتحاد الأوروبي للدفاع عن العدالة والإنصاف في التجارة العالمية”.

وأضاف لين أن الصين والاتحاد الأوروبي، بوصفهما قوتين اقتصاديتين عالميتين، يتحملان مسؤولية مشتركة في الحفاظ على النظام التجاري الدولي ومبادئ منظمة التجارة العالمية.

تحركات استراتيجية في جنوب شرق آسيا

بالتوازي، افتتح الرئيس الصيني شي جين بينغ جولة آسيوية بزيارة رسمية إلى فيتنام، أثمرت عن توقيع 45 اتفاقية تعاون تشمل قطاعات الذكاء الاصطناعي، البنية التحتية، سلاسل الإمداد، والدوريات البحرية المشتركة.

وقال شي خلال لقائه بالأمين العام للحزب الشيوعي الفيتنامي تو لام إن “العلاقات بين الصين وفيتنام تمرّ بمرحلة مفصلية ويجب أن تتقدما جنبًا إلى جنب نحو مستقبل مشترك”.

فيما أكدت فيتنام سعيها إلى بناء شراكة “كبيرة، متوازنة، ودائمة” مع بكين رغم التحديات الإقليمية، خاصة في بحر الصين الجنوبي.

خاتمة: مواجهة طويلة الأمد؟

بينما تحاول الولايات المتحدة تقليل اعتمادها على الصين في سلاسل التوريد، يثبت الواقع أن بكين ما زالت تملك أوراق ضغط قوية في قطاعات لا غنى عنها للاقتصاد العالمي. ومع احتدام المنافسة الجيوسياسية، يبدو أن معركة المعادن النادرة ستكون إحدى أبرز جبهات الحرب التجارية في السنوات القادمة.

اقرأ أيضا:
خطر الحرب التجارية يعود مجددًا… والتعريفات تفتح أول شرخ في حكومة ترامب 

Visited 12 times, 1 visit(s) today

التعليقات متوقفه