إسرائيل تُعلن شوارع غزة “مناطق قتال”.. وتعليق توزيع المساعدات بعد “مذبحة طحين” جديدة

255

أعلن الجيش الإسرائيلي، اليوم، أن الطرق المؤدية إلى مراكز توزيع المساعدات في قطاع غزة أصبحت تُصنّف “مناطق قتال”، داعياً المدنيين إلى تجنبها بشكل كامل، في تصعيد جديد يُفاقم الوضع الإنساني المتدهور أصلاً في القطاع المحاصر.

جاء هذا القرار بالتزامن مع إعلان “مؤسسة غزة الإنسانية” — وهي منظمة مدعومة أميركياً تشرف مؤخرًا على إدارة توزيع المساعدات — تعليق نشاطها مؤقتًا لهذا اليوم، مبررة الإغلاق برغبتها في “تحديث وتحسين كفاءة التوزيع”، دون تقديم موعد واضح لاستئناف العمل.

مجزرة جديدة في صفوف المنتظرين للغذاء

جاءت التطورات الأخيرة عقب “مجزرة طحين” ثالثة خلال ثلاثة أيام، حيث قُتل صباح أمس ما لا يقل عن 27 مدنياً فلسطينياً بعد إطلاق القوات الإسرائيلية النار على حشود كانت تنتظر مساعدات غذائية عند أحد مراكز التوزيع في غزة.

ووفقاً لرواية الجيش الإسرائيلي، فإن الجنود أطلقوا الرصاص بعدما اقترب “عدد من المشتبه بهم بطريقة تهديدية” من إحدى نقاط الانتشار. بينما أفادت مصادر فلسطينية بأن القتل وقع في منطقة “روتوندا ديلا بانديرا”، على بعد نحو كيلومتر من المركز الفعلي للتوزيع.

يقول فادي أبو محمد (43 عاماً): “أُصيب ابن عمي محمد أبو شمالة (22 عاماً) برصاصة في ظهره بينما كان ينتظر حصته من الطعام. كان من المفترض أن يتزوج الشهر المقبل. العودة إلى هناك مخاطرة بحياتك، لكن لا خيار لنا: إما الرصاص أو الموت جوعاً”.

انتقادات حادة من الصحة الفلسطينية والأمم المتحدة

أكدت وزارة الصحة في غزة عدد الضحايا، مشددة على أن نظام توزيع المساعدات الجديد “فشل في ضمان الحد الأدنى من السلامة للمدنيين”. وفي موقف دولي لافت، وصف المفوض السامي لحقوق الإنسان بالأمم المتحدة، فولكر تورك، هذه الهجمات بأنها “جرائم حرب”، قائلاً: “الهجمات على المدنيين الباحثين عن الطعام تمثل انتهاكاً واضحاً للقانون الدولي”.

الوضع الإنساني عند حافة المجاعة

تأتي هذه الكارثة الجديدة في ظل بيئة إنسانية متدهورة بشدة، تفاقمت منذ فرض إسرائيل حصاراً كاملاً على دخول المساعدات في مارس/آذار الماضي، متهمةً حركة حماس بتحويل الإمدادات لأغراض عسكرية. إلا أن منظمات الإغاثة نفت وجود أي أدلة على ذلك.

وفي تصريحات حديثة، أكد متحدث باسم مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) أن غزة أصبحت “المكان الأكثر جوعاً في العالم”، محذراً من أن جميع سكان القطاع مهددون بخطر المجاعة.

وقال المتحدث، خلال مؤتمر صحفي عقد في جنيف، إن إيصال المساعدات الإنسانية أصبح “مقيداً إلى حد خانق” نتيجة القيود الإسرائيلية، واصفاً الوضع بأنه أحد “أكثر الأزمات الإنسانية تعقيداً في التاريخ الحديث”.

يأتي ذلك في وقت قال فيه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إن “لا جوع في غزة”، بل ذهب إلى القول إن “الفلسطينيين أصبحوا بدناء” — في تصريحات اعتُبرت صادمة ومتناقضة مع تقارير الأمم المتحدة.

Visited 5 times, 1 visit(s) today

التعليقات متوقفه