أردوغان في حضن ترامب: رسائل جمركية… وصمت عن القمع!

حين تصمت واشنطن عن الاعتقالات: ما الذي تقدمه تركيا بالمقابل؟

321

في الوقت الذي فرضت فيه إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب رسوماً جمركية بنسبة 10% على واردات الألمنيوم من دول متعددة، تلقت تركيا معاملة مميزة مقارنةً بدول مثل الصين والهند ومصر. فقد شملت الرسوم أنقرة، لكنها لم تُحدث تأثيراً اقتصادياً يُذكر، نظراً لمحدودية حجم التبادل التجاري بين البلدين.

وفي ذات الوقت، أعلن معهد الإحصاء التركي (TUIK) تباطؤ التضخم السنوي إلى 38.1%، وهو أدنى مستوى منذ ديسمبر 2021.

غير أن الأوضاع السياسية الداخلية – خاصةً عقب اعتقال عمدة إسطنبول أكرم إمام أوغلو، أبرز معارضي الرئيس رجب طيب أردوغان – واحتدام الاحتجاجات المناهضة للحكومة، قد تُفاقم الضغوط على الليرة التركية، خصوصاً في ظل التوترات الاقتصادية العالمية.

أنقرة ترى في ترامب فرصة استراتيجية

على الرغم من الخلافات القائمة، لا سيما حول الملف السوري، تنظر أنقرة بإيجابية إلى إدارة ترامب، التي قد تتيح لتركيا تعزيز موقعها كلاعب إقليمي مؤثر. فبينما تتحالف واشنطن مع قوات سوريا الديمقراطية ذات الغالبية الكردية لمحاربة “داعش”، تعارض تركيا هذا التعاون بشدة وتراها امتداداً لحزب العمال الكردستاني المصنف إرهابياً.

وتقترح أنقرة بديلاً يتمثل في تشكيل تحالف إقليمي يضم قوات من العراق وسوريا والأردن ولبنان لمحاربة التنظيم، بدلاً من الاعتماد على القوات الكردية. كما تبدي الخارجية الأمريكية اهتماماً بمقترح تركي آخر يقضي بإقناع حركة “حماس” بنزع سلاحها والتحول إلى حزب سياسي بحت، ما يمهد لدور تركي أكبر في المنطقة، خصوصاً في ملف غزة.

عودة محتملة لبرنامج مقاتلات F-35؟

في ظل تقارب شخصي ملحوظ بين ترامب وأردوغان، تلوح في الأفق إمكانية إعادة دمج تركيا في برنامج تصنيع المقاتلات الأمريكية F-35، بعد استبعادها عام 2019 بسبب شرائها منظومة الدفاع الروسية S-400.

وتسعى واشنطن حالياً للاستفادة من هذا التقارب في ملفات عدة، منها سوريا وأوكرانيا واحتواء إيران، فضلاً عن التصدي للنفوذ الصيني المتزايد في أفريقيا.

صمت أمريكي على القمع الداخلي مقابل دعم إقليمي

الاجتماع الذي عقده وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو مع نظيره التركي هاكان فيدان في واشنطن، مر مرور الكرام على قضايا حقوق الإنسان، بما فيها اعتقال إمام أوغلو والتعامل العنيف مع المتظاهرين، وهو ما أعاد للأذهان الصمت الأمريكي في ثمانينيات القرن الماضي إبان انقلاب 1980 العسكري الدموي في تركيا.

في اللقاء، ناقش الطرفان ملفات استراتيجية شاملة: من الأزمة السورية إلى دور تركيا في وقف تمدد الإسلام السياسي، ومن مساعي نزع سلاح حماس وحزب العمال الكردستاني، إلى التوسط بين أرمينيا وأذربيجان، وحتى التعاون في الصناعات الدفاعية.

أردوغان شريك لا غنى عنه؟

في تصريحات متزامنة، وصف الرئيس ترامب نظيره التركي بأنه “قائد جيد”، مؤكداً أهمية التعاون مع أنقرة لاحتواء النفوذ الروسي في البحر الأسود والقوقاز، ومنع تمدد إيران في سوريا وفلسطين، والتصدي للتوسع الصيني في أفريقيا.

وفي سبيل تحقيق هذه الأهداف، يبدو أن واشنطن مستعدة لغض الطرف عن ممارسات أردوغان في الداخل، مقابل الحفاظ على شراكة إقليمية تخدم المصالح الأمريكية الأوسع.

اقرأ أيضا:
لماذا لم تشمل الرسوم الجمركية الأمريكية روسيا؟ البيت الأبيض يوضح الأسباب
ترامب يصعّد تحذيراته لروسيا وأوكرانيا وإيران.. ويتحدث عن ولاية ثالثة رغم القيود الدستورية

Visited 11 times, 1 visit(s) today

التعليقات متوقفه