من مقاتل في أكتوبر إلى فنان تشكيلي مُكرّم من الرئيس “صور”

الفن والتحدي: عطية مهدي يحوّل إصابته في حرب أكتوبر إلى إبداع

1٬172

حوار حصري مع البطل المقاتل عطية مهدي: “إصابتي في حرب أكتوبر كانت طاقة وليست إعاقة”

حوار :رانيا حسن

تحت عنوان الفخر والانتصار في شهر أكتوبر، نلتقي مع أحد أبطال حرب أكتوبر المجيدة، البطل المقاتل عطية مهدي، الذي تجاوز إصابته خلال الحرب وحول إعاقته إلى مصدر طاقة وإلهام.

بداية الحكاية

وُلد عطية مهدي في 29 يوليو 1958 بمحافظة الإسماعيلية، إلا أن عائلته انتقلت إلى القاهرة عام 1962 واستقروا بحي كوبري القبة.

التحاقه بالجيش المصري

رحلة البطل عطية مهدي من جبهة القتال إلى ساحات الفن

 

في الرابع والعشرين من يونيو 1973، وقبل الحرب بثلاثة أشهر، تطوع عطية مهدي في الجيش المصري بعد إنهائه المرحلة الإعدادية.

التحق بالقوات الجوية وتخصص في صيانة محركات وبناء هياكل الطائرات المقاتلة.

انضم إلى مطار المنصورة، حيث شارك في معركة المنصورة الجوية يوم 14 أكتوبر 1973، والتي تحتفل بها القوات الجوية المصرية نظراً لشجاعة طياريها.

الإصابة في الحرب

الفن والتحدي: عطية مهدي يحوّل إصابته في حرب أكتوبر إلى إبداع

 

خلال نفس المعركة، أطلق صاروخ على الدوشمة التي كان بها عطية، ما أدى إلى فقدانه أطرافه السفلية وأصابع يديه.

نقله الطاقم الطبي إلى مستشفى المعادي العسكري، حيث خضع لعدة عمليات جراحية.

ذكريات حرب أكتوبر

عطية مهدي: قصة بطل أكتوبر الذي انتصر على إعاقته

 

رغم صغر سنه، حيث كان يبلغ 15 عاماً فقط، شعر عطية بحماس كبير للمشاركة في الحرب. ورغم إصابته القاسية، استطاع بعزيمته وروح النصر أن يستمر في حياته وأن يحول إعاقته إلى طاقة إيجابية دفعته لتحقيق النجاح.

التكيف مع الإعاقة

إصابة حرب أكتوبر تصبح قوة دافعة للفنان التشكيلي عطية مهدي

بعد الحرب، انضم عطية إلى جمعية المحاربين القدماء فرع الوفاء والأمل، التي ساعدته في التكيف مع إعاقته واستعادة ثقته بنفسه. وجد الدعم اللازم لاستمرار مسيرته الحياتية رغم التحديات.

الموهبة والتكريم

إصابة حرب أكتوبر تصبح قوة دافعة للفنان التشكيلي عطية مهدي

 

بدأ عطية مشواره الفني بدعم من الأستاذة هبة سيف في قصر ثقافة الوفاء والأمل، حيث تعلم الرسم على الزجاج وتطور ليصبح فناناً مبدعاً في فنون الموزاييك وحرفة الصدف.

في عام 2017، كرمه الرئيس عبد الفتاح السيسي كفنان تشكيلي ومقاتل، وشارك في افتتاح مركز المنارة بالتجمع الخامس.

التعامل مع التنمر

رحلة البطل عطية مهدي من جبهة القتال إلى ساحات الفن

 

على الرغم من مواجهته بعض الانتقادات بسبب إعاقته، خاصة من بعض الأشخاص الذين شككوا في قدراته الفنية قائلين: “أبو صباع واحد كيف يكون رسام؟”، إلا أن عطية استمر في عمله بثقة.

وثق جميع أعماله صوتاً وصورة ليُثبت للناس مدى موهبته، معرباً عن شكره لله على التوفيق الذي يحققه.

رؤية لمصر 2024 ورسالة للشباب

رحلة البطل عطية مهدي من جبهة القتال إلى ساحات الفن

 

يؤكد عطية لـ”الجمهورية والعالم” أن مصر هي أجمل بلاد العالم، وأنه خلال رحلاته العلاجية في الخارج لم يجد بلداً ينافس جمال مصر.

كما وجه نصيحته للشباب بأن يعتمدوا على أنفسهم ويستغلوا صحة وشبابهم لتحقيق طموحاتهم.

و أشاد الفنان بشباب ذوي الاحتياجات الخاصة، مؤكداً أنهم يمثلون حالة إنسانية متميزة ويجب أن يُحتذى بهم.

في الختام، يبقى عطية مهدي مثالاً حياً على أن الإرادة والعزيمة قادرتان على تحقيق المعجزات حتى في أصعب الظروف.


اقرأ أيضا

Visited 42 times, 1 visit(s) today

التعليقات متوقفه