منشور رقمي يثير عاصفة أمنية: جيمس كومي يواجه تحقيقًا بعد رمز رقمي اعتبر تهديدًا لترامب

336

أثار منشور غامض على “إنستغرام” لمدير مكتب التحقيقات الفيدرالي الأسبق، جيمس كومي، جدلًا واسعًا في الأوساط السياسية والأمنية الأمريكية، بعد أن نشر صورة لأصداف بحرية مرصوفة على شكل الرقم 8647، وهو ما فسّره مراقبون على أنه رسالة مشفرة تتضمن تهديدًا واضحًا لحياة الرئيس الأمريكي السابق، دونالد ترامب.

المنشور الذي نشره كومي في 15 مايو 2025، جاء بتعليق مقتضب قال فيه: تشكيل جميل للأصداف أثناء مسيرتي على الشاطئ.” إلا أن ما بدا للبعض أنه تعبير فني عابر، قرأه آخرون، ومنهم خبراء في الرموز العددية، على أنه يحمل رسالة تهديد مباشرة، استنادًا إلى رمزية الرقم 86 الذي يستخدم في الثقافة الأمريكية ككود غير رسمي لـ”التخلص من شخص ما”، بينما يُعتقد أن الرقم 47 يشير إلى ترامب كونه سيكون الرئيس السابع والأربعين في حال فوزه في الانتخابات القادمة.

الأجهزة الأمنية تتحرك سريعًا

في أعقاب الانتقادات الغاضبة، حذفت كومي المنشور وكتب اعتذارًا قال فيه:
لم يخطر ببالي أن هذه الأرقام قد تُفسَّر كدعوة للعنف. أعارض العنف بشدة، ولهذا أزلت المنشور فورًا.”
لكن هذه الخطوة لم تكن كافية لاحتواء تداعيات القضية، إذ اصطحب عناصر من جهاز المخابرات كومي إلى مكتب التحقيقات في واشنطن لاستجوابه، وفق ما أفادت به شبكة CNN.

ترامب يرد: الرسالة كانت مقصودة

في تصريحات إعلامية أدلى بها خلال زيارة إلى أبو ظبي، قال ترامب لقناة “فوكس نيوز”:
كومي يعلم تمامًا ما تعنيه هذه الأرقام، وهو لم يفعل ذلك مصادفة. الرسالة كانت مقصودة.”

وردت وزيرة الأمن الداخلي كريستي نويم على الحادث عبر منصة X (تويتر سابقًا)، قائلة:
التحقيق جارٍ في التهديد الواضح الذي وجهه كومي، وسنرد بالشكل المناسب.”

كما طالبت المديرة السابقة للاستخبارات الوطنية، تولسي غابارد، بمحاكمة كومي قائلة: ينبغي أن يُسجن.”

خلفية مشحونةومحاولتا اغتيال سابقتان

الحادثة أعادت للأذهان محاولتين فاشلتين لاغتيال ترامب في عام 2024.

  • الأولى في بتلر، بنسلفانيا يوم 13 يوليو، عندما أطلق شاب يبلغ من العمر 20 عامًا النار من سطح مبنى خلال تجمّع انتخابي. أصيب ترامب في أذنه، وقُتل أحد الحاضرين، بينما أردت قوات الأمن المنفذ قتيلًا.
  • والثانية في ويست بالم بيتش يوم 15 سبتمبر، حين أُلقي القبض على رجل مسلح ببندقية نصف آلية كان يخطط لتنفيذ هجوم بالقرب من نادي ترامب الدولي للغولف.

من هو جيمس كومي؟

شغل جيمس كومي منصب مدير مكتب التحقيقات الفيدرالي بين عامي 2013 و2017، وتم تعيينه من قبل الرئيس الأسبق باراك أوباما. وبعد تولي ترامب منصبه، أقال كومي في خطوة أثارت جدلًا سياسيًا واسعًا. لاحقًا، أصدر كومي كتابًا بعنوان ولاء أعلى هاجم فيه ترامب بشكل مباشر، قائلاً إنه لا يستحق ولاءه، مؤكدًا أن الولاء يجب أن يكون للمبادئ الديمقراطية لا للأشخاص.

جدل عام وخشية من التحريض غير المباشر

يثير الحادث نقاشًا أوسع حول حدود حرية التعبير والمسؤولية الأخلاقية، خاصة في ظل ازدياد العنف السياسي والتوتر الحزبي في الولايات المتحدة. فرغم اعتذار كومي، يرى كثيرون أن مثل هذه الرسائل الرمزية، خصوصًا عندما تأتي من شخصيات بارزة، قد تُستخدم وقودًا للتحريض أو إلهام أعمال عنف من قبل أفراد يعانون من اضطرابات عقلية أو يتبنون توجهات متطرفة.

وفي ظل الاستعدادات الجارية للانتخابات الرئاسية المقبلة، يتزايد القلق بشأن أمن الشخصيات السياسية، لا سيما الرئيس السابق ترامب، الذي لا يزال يواجه تهديدات متكررة.

اقرأ أيضا:
الجمهورية والعالم تنشر تفاصيل محاولة اغتيال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بمادة «الريسين»
نظريات المؤامرة حول هجوم ترامب: الشهادات وردود الفعل السياسية 

Visited 8 times, 1 visit(s) today

التعليقات متوقفه