عودة “داعش” إلى الواجهة.. انهيار قبضة إيران يُحيي التهديد المتغيّر

226

في ظل تصاعد الضغوط على إيران من قبل الولايات المتحدة وإسرائيل، يطفو على السطح مجددًا تهديد قديم يعود للواجهة بقوة: تنظيم “داعش”.

فبينما تنشغل طهران برد الهجمات العسكرية الإسرائيلية ومواجهة الاحتجاجات الداخلية، يستغل التنظيم الإرهابي حالة الفوضى ليعيد تنظيم صفوفه ويتقدم من جديد، مستفيدًا من التصدعات في المشهد الأمني الإيراني.

كراهية مزدوجة: اليهود و”الروافِض” في مرمى نيران داعش

في افتتاحية العدد الأخير من مجلة “النبأ”، الناطقة باسم تنظيم الدولة الإسلامية، وجه “داعش” هجومًا مزدوجًا ضد كل من إسرائيل وإيران، واصفًا الإسرائيليين بـ”اليهود”، والشيعة الإيرانيين بـ”الروافض”، وهو مصطلح طائفي تحقيري يستخدمه المتشددون السنّة للإشارة إلى الشيعة.

وادّعى التنظيم أن “تحالف اليهود والروافض مع الصليبيين (الغرب) ضد المسلمين لن يدوم”، مشيرًا إلى أن “الفتنة دبت بينهم، والحرب مشتعلة، وكلما زادت المعركة بينهم، ربح أهل السنة”.

تصعيد في الداخل الإيراني: عمليات نوعية وتقصير أمني

عاد “داعش” ليضرب في عمق إيران، في واحدة من أكثر هجماته دموية منذ الثورة الإسلامية عام 1979، حين فجر انتحاري نفسه في مدينة كرمان في يناير 2024، خلال مراسم إحياء ذكرى مقتل الجنرال قاسم سليماني، ما أسفر عن سقوط 89 قتيلًا.

وقد واجهت السلطات الإيرانية انتقادات واسعة لفشلها في تأمين الحدث، حتى من أصوات بارزة مثل الناشطة المسجونة نرجس محمدي، الحائزة على جائزة نوبل للسلام لعام 2023.

ورغم عدم توجيه اتهام رسمي لإسرائيل بالتورط، فإن الخطاب الرسمي الإيراني حمّل كلًا من تل أبيب وواشنطن مسؤولية تصاعد هجمات التنظيم، واتهمهما بـ”استخدام الإرهابيين كأداة لنشر الفوضى”.

وقال الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي إن “أعداء إيران يحاولون يائسًا زعزعة أمن المنطقة بسبب فشلهم في تحقيق أهدافهم، لكن إرادة الشعب الإيراني لن تنكسر”.

اعتقالات وإعدامات: النظام الإيراني يستنفر

في يونيو/حزيران، أعلنت السلطات الإيرانية عن اعتقال 13 عنصرًا يشتبه بانتمائهم إلى “داعش” في ثلاث مدن، فضلًا عن تنفيذ أحكام إعدام بحق تسعة آخرين.

لكن مع استمرار إسرائيل في ضرب مواقع استراتيجية داخل إيران، تتراجع قدرة طهران الأمنية، ما يمنح “داعش” مساحة للتوسع وإعادة بناء قواعده.

ويحذر الجنرال الأميركي المتقاعد جوزيف فوتيل، القائد السابق للقيادة المركزية، من أن التنظيمات الجهادية “انتهازية بطبيعتها، وتستفيد من الفراغات الأمنية، والتهميش الاجتماعي، والفقر”. ويرى أن انهيار سيطرة الدولة المركزية في إيران قد يمنح “داعش” موطئ قدم جديدًا في المنطقة.

تهديد متحوّل.. من دولة إلى أيديولوجيا

رغم تراجع سيطرته الجغرافية، يؤكد محللون أن تنظيم الدولة الإسلامية لم يُهزم أيديولوجيًا. فقد خسر أكثر من نصف أراضيه في العراق وسوريا، و85% من وجوده في ليبيا بين عامي 2015 و2016، لكن الهجمات المتفرقة في أوروبا والشرق الأوسط أظهرت قدرة متجددة على العمل.

يقول كامران بخاري، مدير معهد نيو لاينز في واشنطن، إن “ضعف إيران سيفتح مجالًا واسعًا أمام داعش للتوسع، ويكشف عن مفارقة استراتيجية: إضعاف الشيعة يعزز نفوذ الجهاديين السنّة، والعكس صحيح”.

اقرأ أيضا:
الإيرانية نرجس محمدي الحائزة على جائزة نوبل تواجه محاكمة جديدة: اتهامات بالاعتداء الجنسي تثير التوتر
فوز الناشطة الإيرانية نرجس محمدي بجائزة نوبل للسلام: تكريم لشجاعة المرأة ونضالها من أجل حقوق الإنسان

Visited 12 times, 1 visit(s) today

التعليقات متوقفه