تعديلات جذرية في المناهج السورية: هل هي تحديث أم تشويه للهوية؟

كتبت : بريجيت محمد

أثارت تعديلات شاملة أقرتها وزارة التربية السورية في المناهج الدراسية لكافة المراحل التعليمية جدلاً واسعاً بين المواطنين وخبراء التعليم.

طالت هذه التعديلات مواد التاريخ والديانة والعلوم، مما أثار تساؤلات حول تأثيرها على الهوية الثقافية والوطنية للطلاب ومستقبل التعليم في سوريا.

تفاصيل التعديلات

شملت التعديلات حذف نصوص وفقرات وإعادة صياغة عبارات، إضافة إلى تعديل أو إزالة صور ورسومات من الكتب المدرسية. وجرى حذف ما يتعلق بالنظام السوري السابق، إلى جانب فقرات تاريخية تتعلق بفترات زمنية مختلفة، مثل تاريخ الآراميين والكنعانيين وشريعة “حمورابي”، وحتى شخصيات تاريخية كزنوبيا التي تم اعتبارها شخصية خيالية.

في مادة التربية الدينية، تم حذف أحاديث نبوية ضعيفة واستبدال عبارات مثل “الدفاع عن الوطن” بـ”في سبيل الله”.

كما استبدلت عبارات “المغضوب عليهم” و”الضالين” بعبارة “اليهود والنصارى”، ما أثار استياءً واسعاً بين المواطنين.

في مادة العلوم للصف الثالث الثانوي العلمي، تم حذف الوحدة المتعلقة بـ”أصل وتطور الحياة” وفقرة “تطور الدماغ”، في حين شهدت مادة الفلسفة حذف نصوص مثل “الفكر الفلسفي الصيني” وإعادة صياغة نصوص أخرى.

تغييرات تطال التاريخ

تم حذف الإشارات إلى “السلطة العثمانية الغاشمة” وكل ما يتعلق بها في الكتب التاريخية، إلى جانب حذف جملة “إعدام قادة الحركة الوطنية في السادس من أيار 1916”.

كما حُذفت الفقرات المتعلقة بـ”حرب تشرين التحريرية” ورموز النظام السوري السابق.

تداعيات التعديلات

هذه التعديلات أثارت مخاوف من طمس الهوية التاريخية والثقافية، وسط اتهامات بمحاولة تسييس التعليم وتوجيه المناهج بما يتماشى مع التغيرات السياسية.

وفي المقابل، يعتبر مؤيدو هذه الخطوة أنها تهدف لتحديث المناهج بما يتناسب مع المتغيرات الجديدة.

بينما تستمر التعديلات بإثارة الجدل، يبقى التساؤل الأساسي حول كيفية تأثيرها على الأجيال القادمة، وهل ستساهم في بناء وعي جديد أم أنها ستمثل قطيعة مع ماضٍ غني بالتاريخ والثقافة؟.

اقرأ أيضا:
الجولاني: الانتخابات السورية قد تُجرى خلال أربع سنوات
بأمر من المرشد الأعلى: طالبان تحظر النوافذ للحفاظ على خصوصية النساء
الجهاديون الأجانب في الجيش السوري المستقبلي: الجولاني يثير الجدل