تصاعد الإسلاموفوبيا في الهند وسط التوتر مع باكستان: المسلمون يدفعون ثمن الصراع السياسي

270

كتب : فرشوطي محمد

تشهد الهند هذه الأيام موجة تصاعد خطيرة في العداء تجاه المسلمين، في أعقاب التوتر المتزايد مع باكستان وهجوم دامٍ في كشمير تبنته جماعة إرهابية.

ومع اقتراب الصراع من أجواء الحرب، تتصاعد وتيرة الكراهية وخطاب التحريض، مما يفاقم المخاوف على أوضاع نحو 200 مليون مسلم يشكلون أكبر أقلية دينية في الهند.

خطاب كراهية منظم مدعوم من اليمين المتطرف

الجماعات القومية الهندوسية، المرتبطة بشكل مباشر أو غير مباشر بحزب “بهاراتيا جاناتا” الحاكم بقيادة رئيس الوزراء ناريندرا مودي، استغلت الحادث لتأجيج المشاعر الطائفية.

ومن خلال مسيرات وتحركات ميدانية وخطابات حادة، عمدت هذه الجماعات إلى نشر خطاب كراهية واسع ضد المسلمين، مصورة إياهم كأعداء داخليين يجب التصدي لهم.

ووفقًا لتقرير صادر عن “مختبر الكراهية الهندي” التابع لمركز دراسة الكراهية المنظمة في واشنطن، فقد تم توثيق 64 حادثة مباشرة لخطاب الكراهية بين 22 أبريل و2 مايو، شملت تسع ولايات إضافة إلى إقليم جامو وكشمير.

وتصدرت ولاية ماهاراشترا القائمة بـ17 حادثة، تلتها أوتار براديش بـ13 حادثة.

الدعوة إلى العنف والمقاطعة

في مشهد مقلق، تضمنت بعض الفعاليات تحريضًا صريحًا على العنف، حيث استخدم المتحدثون لغة تحقيرية تجاه المسلمين واصفين إياهم بـ”الثعابين” و”الحشرات”. المؤثر اليميني المتطرف بوشبندرا كولشريسثا دعا إلى إطلاق النار على المسلمين خلال فعالية عقدت في كونداغاون، فيما حث الراهب مادهورام شيفا على التسلح والاستعداد لما سماه “الحرب المقبلة”.

اعتداءات ميدانية وانتشار لخطاب الكراهية على الإنترنت

رافق هذه الخطابات المتطرفة تزايد ملحوظ في جرائم الكراهية ضد المسلمين، خصوصًا في ولايات هاريانا وأوتارانتشال وأوتار براديش، حيث وثقت اعتداءات جسدية وإحراق لعربات الباعة المسلمين، إضافة إلى هجمات على الكشميريين.

من جهة أخرى، أشارت التقارير إلى أن معظم هذه الخطابات جرى بثها مباشرة عبر مواقع التواصل الاجتماعي مثل فيسبوك ويوتيوب وإنستغرام، ما ساعد في نشرها على نطاق واسع وتحفيز مشاعر العداء، في بيئة رقمية تفتقر للرقابة الفعالة.

تحذير من فقدان السيطرة

خبراء حقوق الإنسان والقانون الدولي حذروا من أن تصاعد خطاب الكراهية وتحويله إلى أداة سياسية قد يؤدي إلى تداعيات أمنية واجتماعية خطيرة يصعب احتواؤها لاحقًا. ومع انتشار أغانٍ ومقاطع فيديو تحرض على المسلمين وتدعوهم لمغادرة الهند، تبدو مؤسسات الدولة عاجزة عن مواجهة هذا التيار.

مستقبل الهند على المحك

في ظل هذا المناخ، تخاطر الهند ليس فقط بوحدة نسيجها الاجتماعي، بل بمكانتها كديمقراطية متعددة الثقافات. فالمعادلة باتت واضحة: استمرار استخدام الطائفية لأغراض سياسية سيقود إلى مزيد من الاستقطاب والعنف، في بلد يقف على حافة الانفجار المجتمعي.

اقرأ أيضا:
التصعيد النووي يلوح في الأفق.. غارات متبادلة بين الهند وباكستان بعد انفجارات كشمير
السماء تشتعل فوق كشمير: مواجهة جوية بين قوتين نوويتين

Visited 10 times, 1 visit(s) today

التعليقات متوقفه