الولايات المتحدة تتحدى أردوغان: تعزيزات عسكرية جديدة شمال سوريا

بعد انسحاب روسيا: أمريكا تتحدى تركيا وتدعم الأكراد في سوريا

555

كتبت:بريجيت محمد

تصاعد التوترات في سوريا: القوات الأمريكية تعزز وجودها وقاعدة جديدة في كوباني

تشهد سوريا في مرحلة ما بعد نظام بشار الأسد تحولات كبرى، حيث أصبحت البلاد ساحة مواجهة بين القوى الإقليمية والدولية. في هذا السياق، بدأت الولايات المتحدة بتعزيز وجودها العسكري شمال سوريا، تحديدًا في منطقة عين العرب (كوباني)، التي تسيطر عليها قوات سوريا الديمقراطية (قسد).

وفقًا للمرصد السوري لحقوق الإنسان، وصلت قافلة أمريكية تضم حوالي 50 شاحنة محملة بالكتل الخرسانية إلى المناطق الشمالية والشرقية من سوريا، عبر طريق الحسكة-الرقة، متجهة نحو كوباني.

ترافق القافلة مركبات عسكرية تابعة لقوات قسد، وتأتي في إطار إنشاء قاعدة عسكرية أمريكية جديدة، إضافة إلى تعزيز القواعد القائمة.

التوترات بين واشنطن وأنقرة

هذا التطور يأتي وسط تصاعد الاشتباكات بين القوات الكردية المدعومة أمريكيًا والفصائل السورية الموالية لتركيا.

ووفق تقارير، قُتل نحو 300 عنصر من الفصائل الكردية في الشمال السوري منذ بدء الاشتباكات مع القوات المدعومة من أنقرة.

من جانبه، أكد وزير الخارجية التركي هاكان فيدان أن بلاده مستعدة لاتخاذ “كل ما يلزم” لضمان أمنها، مهددًا برد عسكري في حال عدم معالجة ما وصفها بـ”التهديدات الإرهابية” من الجماعات الكردية.

وتعتبر تركيا أي توسع كردي في شمال سوريا خطرًا على أمنها القومي.

تصعيد إيراني ضد الوجود الأمريكي

التوتر لا يقتصر على أنقرة وواشنطن؛ إذ انتقد المرشد الإيراني علي خامنئي ما أسماه “الهجوم على الأراضي السورية” وأكد أن وجود القواعد الأمريكية في سوريا سيواجه مقاومة شعبية.

في الذكرى السنوية لاغتيال الجنرال قاسم سليماني، قال خامنئي: “القواعد الأمريكية ستُسحق تحت أقدام الشباب السوري”، في إشارة واضحة إلى تصعيد محتمل من جانب الفصائل المدعومة إيرانيًا.

بالفعل، تصاعدت الهجمات بالطائرات المسيرة ضد المواقع الأمريكية في سوريا، إذ أعلنت الدفاعات الجوية في قاعدة خراب الجير بريف الحسكة اعتراض وإسقاط طائرة مسيرة كانت تستهدف المنطقة.

تحركات دبلوماسية ومحاولات لتهدئة الأزمة

على الجانب الدبلوماسي، تجري تحركات لتمكين الإدارة السورية الجديدة من تعزيز علاقاتها مع العواصم العربية والغربية. في هذا الإطار، من المتوقع أن يزور وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو دمشق قريبًا، بينما توجه وفد سوري برئاسة وزير الخارجية أسعد الشيبان إلى السعودية ضمن جهود تنشيط العلاقات الثنائية.

كما تُجرى مشاورات بين قوات سوريا الديمقراطية والإدارة السياسية الجديدة في دمشق، بقيادة أحمد الشرع، للوصول إلى تفاهمات قد تساهم في تهدئة التوترات وحل الأزمة المستمرة في الشمال السوري.

نظرة مستقبلية

وسط هذه الأحداث المتسارعة، تبدو إقامة القوات الأمريكية في شمال سوريا محفوفة بالتحديات، سواء من خلال التصعيد العسكري من أنقرة وطهران، أو من خلال التوترات المحلية مع القوى السياسية والعسكرية المختلفة.

ومع ذلك، تبقى سوريا ساحة رئيسية للصراعات الإقليمية والدولية التي تحدد ملامح المرحلة القادمة.

اقرأ أيضا:
ترامب: تركيا استولت على السلطة في سوريا دون خسائر وتلعب دوراً رئيسياً

Visited 24 times, 1 visit(s) today

التعليقات متوقفه