لقاء زيلينسكي وترامب في البيت الأبيض: حديث عن سلام ثلاثي وضغوط أوروبية لوقف إطلاق النار

0 21

شهد البيت الأبيض لقاءً لافتًا بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ونظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، وسط حضور أوروبي واسع، في خطوة وُصفت بأنها محاولة جديدة لفتح نافذة نحو السلام في أوكرانيا.

اللقاء الذي اتسم بالودية والمصافحات الحارة، حمل رسائل متناقضة بين وعود بسلام “قريب” من ترامب، وتحذيرات أوروبية بضرورة وقف إطلاق النار أولاً.

ترامب: “السلام ممكن حتى دون هدنة”

البيت الأبيض والكونغرس يسعيان لإجبار روسيا على وقف الحرب في أوكرانيا

قال الرئيس الأمريكي إن الحرب في أوكرانيا يمكن أن تنتهي “تقريبًا على الفور” إذا أراد زيلينسكي ذلك، مضيفًا: “لسنا بحاجة لوقف إطلاق النار للوصول إلى اتفاق، يمكن التوصل إلى السلام أثناء القتال.”

وأكد أن الولايات المتحدة ستدعم كييف ضمن ترتيبات أمنية، مشيرًا إلى أن أوروبا ستكون في “الصف الأمامي” في هذه الضمانات.

ترامب لم يستبعد حتى إمكانية وجود قوات أمريكية في المستقبل، وأعلن أنه يخطط للتواصل مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بعد اجتماعات البيت الأبيض، ملمحًا إلى إمكانية عقد قمة ثلاثية تجمعه مع زيلينسكي وبوتين، بل وربما قمة رباعية لاحقة لبحث الضمانات الأمنية الأوروبية.

زيلينسكي: استعداد للتفاوض… وحتى لانتخابات جديدة

فولوديمير زيلينسكي

زيلينسكي، الذي تخلى عن زيه العسكري التقليدي وارتدى سترة مدنية في محاولة لتهدئة ترامب، بدا أكثر مرونة هذه المرة. وأعلن أنه مستعد لبحث انتخابات جديدة في أوكرانيا، بل ولم يستبعد فكرة إجراء انتخابات ثلاثية مع بوتين، في إشارة إلى انفتاحه على مسارات غير تقليدية لإنهاء النزاع.

كما سلّم الرئيس الأوكراني رسالة شخصية من زوجته أولينا زيلينسكا إلى السيدة الأولى ميلانيا ترامب، في لفتة رمزية تهدف لتليين الأجواء.

شروط بوتين ومأزق كييف

بحسب مصادر مقربة من المحادثات، فإن بوتين يطرح مطالب تشمل السيطرة على دونباس، والتخلي عن شبه جزيرة القرم، والتراجع عن طموحات الانضمام إلى الناتو.

ورغم رفض زيلينسكي لهذه الشروط في السابق، إلا أن سفره إلى واشنطن يعكس – وفق مراقبين – انفتاحًا أكبر على مناقشة “تبادل الأراضي” كجزء من أي صفقة مستقبلية.

أوروبا: لا مفاوضات بلا هدنة

الحضور الأوروبي كان لافتًا؛ إذ شارك الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، والمستشارة الألمانية فريدريك ميرز، ورئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني، ورئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر، ورئيس المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، ورئيس الوزراء الهولندي مارك روته، بالإضافة إلى الرئيس الفنلندي ألكسندر ستوب.

القادة شددوا على وحدة الصف داخل الناتو، وسط مخاوف من أن تؤدي مناورة ترامب مع بوتين إلى إضعاف الحلف. وقال ماكرون بوضوح: “الجميع حول هذه الطاولة يؤيدون السلام. لكن لا يمكن عقد اجتماع ثلاثي دون هدنة أو وقف للقتل.”

أما المستشار الألماني ميرز، فأكد أن أي مفاوضات لا بد أن تسبقها هدنة، في إشارة إلى تحفظ أوروبي على مقاربة ترامب.

رسائل متباينة ومخاوف استراتيجية

بينما طمأن ترامب الأوكرانيين قائلاً: “نحن نحبكم، وسنصل إلى سلام دائم قريبًا”، واصل بوتين إرسال إشارات مضادة من موسكو، حيث اعتبر أن كييف يجب أن تدفع ثمنًا إقليميًا واضحًا لإنهاء الحرب.

وفي الوقت ذاته، كانت صفارات الإنذار تدوي في العاصمة الأوكرانية مع وصول القادة إلى البيت الأبيض، في مشهد جسّد التناقض بين الدبلوماسية والواقع الميداني.

اختبار للناتو ومستقبل الحرب

اللقاء في واشنطن حمل بعدًا يتجاوز أوكرانيا، إذ يتعلق مباشرة بأمن أوروبا ووحدة حلف الناتو. فبينما يسعى ترامب لإقناع زيلينسكي بصفقة سريعة، يضغط الأوروبيون باتجاه مسار أكثر تقليدية يبدأ بوقف إطلاق النار.

ويبقى السؤال: هل ينجح البيت الأبيض في تنظيم قمة ثلاثية أو رباعية قادرة على وقف نزيف الحرب، أم أن التباينات بين واشنطن وأوروبا ستمنح بوتين فرصة جديدة لتعميق انقسام الحلف الغربي؟

اقرأ أيضا:

 

Visited 2 times, 2 visit(s) today
اترك تعليق

يرجي التسجيل لترك تعليقك

شكرا للتعليق