من قاعة المحكمة إلى العناية المركزة… قصة الإمام محمد شاهين التي هزّت الرأي العام الإيطالي
ميلانو: نجاة أبو قورة
أصدرت محكمة طورينو حكمًا يُلزم الصحفي فيتوريو فيلتري بدفع 20 ألف يورو لجمعية الدراسات القانونية للهجرة (ASGI)، بعد تصريحات اعتبرتها الجمعية مهينة وتحرض على الكراهية، أدلى بها خلال ظهوره في برنامج “زانزارا” بعد وفاة الشاب رامي إلغامل.
وأكد المحامي ألبرتو غواريسو، ممثل ASGI، أن الحكم يشكّل “انتصارًا مهمًا”، موضحًا أن انتقاد سياسات الهجرة حق مشروع، لكن استخدام لغة عدائية يتجاوز حدود حرية الرأي.
وأوضح أن قيمة التعويض المرتفعة تمنح القرار تأثيرًا رادعًا في القضايا المستقبلية، مشيرًا إلى أن الجمعية ستستخدم المبلغ في حملات توعية وبرامج مدرسية لمواجهة خطاب الكراهية.
جدل بسبب تصريحات الإمام شاهين
لكن موقف الجمعية اختلف عندما ناقش الإعلام تصريحات إمام تورينو، محمد شاهين، الذي يرقد في العناية المركزة بعد صدور قرار بترحيله.
فقد قال الإمام سابقًا إن أحداث 7 أكتوبر “ليست انتهاكًا وليست عنفًا”، رغم أن الهجمات أسفرت عن مقتل أكثر من 1200 مدني وخطف مئات الأشخاص.
ودافع غواريسو عن حق الإمام في التعبير، معتبرًا أن تصريحاته “لا تتضمن تحريضًا على العنف”، وهو ما أثار انتقادات واسعة بسبب التناقض بين موقفه من فيلتري وموقفه من الإمام، خاصة أن تصريحات الأخير تحمل تبريرًا واضحًا للعنف.

فقد سبق للإمام شاهين أن صرّح بأن أحداث 7 أكتوبر — والتي راح ضحيتها أكثر من 1200 مدني في هجمات نفذتها حماس — “ليست انتهاكًا وليست عنفًا”.
وعلى الرغم من ذلك، قال غواريسو إن هذه التصريحات يجب أن تُحمى ضمن حرية التعبير، معتبرًا أنها لا تشمل تحريضًا على العنف أو الكراهية.
هذا التناقض أثار موجة انتقادات، خاصة أن تصريحات الإمام تضمنت تبريرًا لعمليات قتل وخطف واسعة، بينما أدين فيلتري بسبب تعبير ساخر — في سياق إذاعي غير رسمي.
وانتقدت أطراف إعلامية وسياسية ما وصفته بـ”معايير مزدوجة” في تقييم الخطاب.
ردود فعل سياسية متباينة
وزيرة السياحة الإيطالية دانييلا سانتانشي دافعت عن فيلتري، معتبرة أن الحكم غير متوازن: “فيلتري أدين بسبب مزحة، بينما يُسمح للبعض بإهانة قيمنا دون عواقب.”
من جهته، ذهب نائب رئيس الوزراء وزعيم حزب الرابطة ماتيو سالفيني إلى أبعد من ذلك، مطالبًا عبر وسائل التواصل الاجتماعي بـ“إيقاف إصدار التصاريح للمسلمين” إلى حين توقيع اتفاق يلزمهم باحترام القوانين والتقاليد الإيطالية.

ونشر سالفيني مع منشوره إنفوجرافيك مستندًا إلى تحقيق نشرته صحيفة إل جورنالي حول حديث عن “حزب إسلامي إيطالي” مزعوم يطمح للتوسع بحلول عام 2050.
وأفادت الصحيفة أن ناشطًا يُدعى إبراهيم يوسف تحدث في بودكاست عن توقعات بوصول نسبة المسلمين في إيطاليا إلى 10% خلال العقود المقبلة، مؤكدًا أن “التصويت الجماعي قد يمنح المسلمين تأثيرًا أكبر على السياسة الإيطالية”.
قضية تُعيد النقاش حول حدود التعبير
وأعادت القضية الجدل حول كيفية الفصل بين حرية الرأي وخطاب الكراهية، وطريقة تطبيق القانون على قضايا متشابهة، في ظل مناخ سياسي محتدم ونقاش متصاعد حول الهجرة والاندماج والتعايش في المجتمع الإيطالي.
اقرأ أيضا:
تفاصيل جديدة في ملف الإمام شاهين بإيطاليا : اتهامات بالتطرف وارتباطات مقلقة
طرد إمام مصري من إيطاليا بعد تصريحات مثيرة للجدل ودعوات لاحتجاجات في تورينو