تحالف استراتيجي جديد في المحيط الهادئ: مثلث تايوان–الفلبين–اليابان وخطة واشنطن لاحتواء الصين
في ظل تصاعد التوترات في منطقة المحيطين الهندي والهادئ، برز تحالف استراتيجي جديد يضم الفلبين واليابان وكوريا الجنوبية، بدعم مباشر من الولايات المتحدة، بهدف مواجهة التحديات الأمنية المتزايدة وعلى رأسها التهديدات الصينية المتواصلة وأنشطة كوريا الشمالية النووية.
تحركات في المحيط الهادئ… ومخاوف متنامية
يشهد المحيط الهادئ تحولات جيوسياسية متسارعة؛ فبينما تواصل كوريا الشمالية توسيع برنامجها النووي وتجري تجارب صاروخية بوتيرة متزايدة، تتصاعد المخاوف في واشنطن وطوكيو ومانيلا من احتمال إقدام الصين على فرض السيطرة العسكرية على تايوان، الجزيرة التي تعتبرها بكين جزءًا لا يتجزأ من أراضيها وفق مبدأ “الصين الواحدة”.
الصين واليابان… تصاعد التوتر بسبب تايوان وبكين تحذّر: “التدخل سيقابل بهزيمة ثقيلة”
وفي هذا السياق المتوتر، قررت اليابان وكوريا الجنوبية والفلبين تشكيل تحالف ثلاثي منسق، بالتعاون مع الولايات المتحدة، بهدف تعزيز الوعي المشترك بما يحدث في المنطقة وتقديم استجابات موحدة ومتزامنة– وفق ما أوضحه الجنرال كزافييه برونسون، قائد قوات الأمم المتحدة والقوات الأمريكية في كوريا الجنوبية.
تحالف متعدد الأبعاد… أمن واقتصاد وتكنولوجيا
لا يقتصر هذا التحالف على الجانب العسكري؛ إذ يشمل أيضًا أبعادًا اقتصادية وتنموية واسعة، أبرزها:
حماية الموارد الطبيعية في المناطق البحرية المتنازع عليها.
تأمين البنية التحتية الحيوية، خصوصًا المرتبطة بالطاقة والملاحة.
تعزيز التعاون في الأمن السيبراني، وهو مجال يتزايد فيه النفوذ الصيني بسرعة.
يمثل هذا الترابط الاقتصادي والعسكري فرصة لتعميق التكامل الإقليمي والحدّ من الهيمنة الصينية المتنامية في المنطقة.
الصين تُصعّد وتايوان تُعلن “الاستعداد للمعركة” وسط توترات إقليمية
تايوان… القطعة المحورية في توازن القوى
تشكّل تايوان مركز الثقل في أي صراع محتمل في المنطقة. فسيطرة الصين عليها ستعيد تشكيل المشهد الأمني تمامًا، وستضع اليابان والفلبين أمام واقع جيوسياسي جديد، إذ ستجد الدولتان نفسيهما معزولتين عمليًا خلف نفوذ صيني مباشر، مهما كانت درجة الدعم الأميركي.
تقع تايوان في موقع استراتيجي بالغ الحساسية بين الجزر الجنوبية الغربية لليابان شمالًا وأرخبيل لوزون الفلبيني جنوبًا. ويصف الاستراتيجيون هذا الامتداد بـ “سلسلة الجزر الأولى”—وهي قوس دفاعي يمتد من جزر الكوريل وصولًا إلى بورنيو مرورًا باليابان وتايوان والفلبين.
هذه السلسلة تشكّل اليوم حاجزًا طبيعيًا لاحتواء البحرية الصينية في بحري الصين الجنوبي والشرقي. أما سقوط هذا الرابط المحوري—تايوان—فسيُحدث تحولًا جذريًا يُعيد رسم معادلة الأمن الإقليمي.
اقرأ أيضا:
“تايوان في خطر: الصين تستخدم استراتيجيات الحرب الرمادية للضغط على الجزيرة”
تحول استراتيجي حاد: كيف انتقلت واشنطن من الاحتواء إلى الاستعداد لصدام مباشر مع الصين؟