خطاب ناري لترامب بالجمعية العامة.. هجوم على بايدن والأوروبيين وتهديد للبرازيل
في الذكرى الـ80 لتأسيس الأمم المتحدة.. ترامب يقدم نفسه "زعيمًا وحيدًا" قادرًا على حل الأزمات
في خطاب استمر قرابة ساعة داخل أروقة الجمعية العامة للأمم المتحدة، تخللته لهجة حادة وغير تقليدية، قدّم الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب نفسه على أنه “الزعيم الوحيد القادر على حل أزمات العالم”، مهاجمًا في الوقت ذاته الأمم المتحدة وواصفًا إياها بأنها “غير فعالة”.
الخطاب، الذي جاء خلال احتفال المنظمة الدولية بالذكرى الثمانين لتأسيسها، انعقد في ظل أزمات متفاقمة في غزة والسودان وأوكرانيا.
وأكد ترامب أنه تمكن من حل صراعات إقليمية خلال فترة رئاسته “كما لم يفعل أي زعيم آخر”، مشيرًا إلى أزمات بين إسرائيل وإيران وكمبوديا وتايلاند وأرمينيا وأذربيجان، في حين اتهم الأمم المتحدة بالتقاعس عن التدخل.
انتقادات لبايدن وأوروبا
وجّه ترامب سهام انتقاداته لخلفه جو بايدن، محملًا إياه مسؤولية الغزو الروسي لأوكرانيا، كما اتهم الصين والهند بتمويل الحرب عبر شراء النفط الروسي.
وأبدى استعداده لفرض رسوم جمركية جديدة على موسكو إذا رفضت وقف إطلاق النار، لكنه ربط ذلك بشرط “وقف أوروبا استيراد النفط والغاز الروسي”.
كما تجاوز ترامب الوقت المخصص للخطاب ليهاجم “الطاقة الخضراء”، معتبرًا أنها “طريق إلى الإفلاس”، ووصف تغير المناخ بأنه “أكبر عملية احتيال في العالم”، فيما نعت اتفاقية باريس للمناخ بـ”الخدعة”.
ملف الهجرة والانتقادات للناتو
الملف الحدودي كان حاضرًا بقوة في خطاب ترامب، حيث شدد على ضرورة إنهاء سياسة “الحدود المفتوحة”، محذرًا الدول التي لا تتبنى نهجه بأنها “ستنتهي في الجحيم”. كما اتهم بعض حلفاء الناتو، خصوصًا الأوروبيين، بأنهم “يمولون الحرب ضد أنفسهم” عبر الاعتماد على الطاقة الروسية.
البرازيل والقضية الفلسطينية
وردًا على تصريحات الرئيس البرازيلي لولا دا سيلفا، الذي انتقد الهجمات على القضاء في بلاده بعد إدانة الرئيس السابق جايير بولسونارو بمحاولة انقلاب عام 2023، لوّح ترامب بتهديد مباشر للبرازيل قائلاً: “ستستمر في دفع ثمن باهظ إذا لم تتعاون معنا، وقد تفشل كما فشلت دول أخرى”.
أما عن القضية الفلسطينية، فأكد ترامب أنه لن يعترف بالدولة الفلسطينية، خلافًا لبعض حلفاء واشنطن مثل بريطانيا وفرنسا، مجددًا مطلبه بالإفراج عن “جميع الرهائن” المحتجزين في غزة.
لكنه تجاهل الإشارة إلى العمليات العسكرية الإسرائيلية في القطاع أو أزمة المساعدات الإنسانية المتفاقمة وسط اتهامات دولية بتعمد إسرائيل فرض حصار يرقى إلى “الإبادة الجماعية”.
غوتيريس يدعو للوحدة
في المقابل، افتتح الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريس، أعمال الجمعية العامة محذرًا من “حالة الفوضى الخطيرة التي يشهدها العالم”، لكنه أبدى تفاؤلًا بإمكانية إعادة الاستقرار عبر الوحدة والدبلوماسية.
وقال: “الناس في كل مكان يطلبون شيئًا أفضل، ونحن مدينون لهم بما يستحق ثقتهم”.