ترامب يصطدم بعقبة بوتين في مساعيه لتحقيق السلام بأوكرانيا: تعثر في الوعود وتصعيد في الشرق

125

كتبت : بريجيت محمد

رغم سلسلة النجاحات السياسية والعسكرية التي حققها الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب، إلا أن “السلام في أوكرانيا”، الذي وعد بتحقيقه خلال 24 ساعة من عودته إلى البيت الأبيض، لا يزال الهدف الأكبر الذي يتعثر تحقيقه حتى الآن، في ظل تعنّت موسكو وتصعيدها الميداني.

بحسب تقرير لموقع Axios الأميركي، فإن مكالمة هاتفية جرت في 3 يوليو بين ترامب والرئيس الروسي فلاديمير بوتين شكّلت نقطة تحوّل. في تلك المكالمة، أبلغ بوتين نظيره الأميركي السابق بأنه يعتزم تكثيف الهجوم العسكري في شرق أوكرانيا خلال الستين يومًا المقبلة، بهدف السيطرة الكاملة على المناطق ذات الوجود الروسي الكثيف.

من “استرضاء” موسكو إلى نبرة غاضبة

ترامب لم يُخفِ خيبة أمله خلال حديثه للصحفيين، معترفًا بأنه “غير سعيد” بما يجري في أوكرانيا، مضيفًا: “لم أحرز أي تقدم مع بوتين”. هذا التصريح بدا متعارضًا مع نغمة النصر التي أحاطت بإقرار “مشروع القانون الجميل الكبير” في الكونغرس في اليوم ذاته.

المكالمة مع بوتين تبعتها مباشرة محادثة أخرى مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، قال فيها ترامب بوضوح: “بوتين يريد أن يأخذ كل شيء”. ووفق مصادر داخل البيت الأبيض، فإن نغمة الاسترضاء التي اتبعها ترامب تجاه الكرملين بدأت في التبدل إلى نبرة أكثر حدة، بينما خفتت انتقاداته السابقة للرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي.

ويُذكر أن توترًا حصل في وقت سابق من فبراير الماضي بين ترامب وزيلينسكي داخل المكتب البيضاوي، حيث خاطبه ترامب قائلاً: “ليس لديك أوراق في يدك، وأنت تلعب بالحرب العالمية الثالثة”، وسط شكاوى من نواب جمهوريين مثل جي دي فانس بشأن “قلة امتنان” كييف للدعم الأميركي.

تحول استراتيجي: دعم أوكرانيا عبر أوروبا والناتو

في أعقاب مكالمة 3 يوليو، بدأت واشنطن بإعادة رسم استراتيجية الدعم لأوكرانيا، مع تركيز على “تمرير” الدعم عبر حلف شمال الأطلسي (الناتو) وتحميل التكلفة الاقتصادية للدول الأوروبية، في محاولة لإرضاء قاعدة “أمريكا أولًا” الجمهورية، التي لم تستسغ انخراط واشنطن العسكري في ملفات دولية مؤخرًا، أبرزها الحرب القصيرة بين إسرائيل وإيران.

ورغم محاولة وزير الدفاع بيت هيغسيث تعطيل الإمدادات العسكرية التي سبق أن أقرها الرئيس بايدن لكييف، سرعان ما صدرت أوامر مضادة من ترامب نفسه، لتسريع وتيرة التنسيق مع الحلفاء الأوروبيين، وعلى رأسهم فرنسا.

صعود “الصقور” وعودة كيلوج إلى الواجهة

التغييرات ظهرت كذلك على صعيد التعيينات الدبلوماسية، حيث صعد نجم الجنرال المتقاعد كيث كيلوج، المعروف بمواقفه المتشددة تجاه روسيا، والذي كان قد تم تعيينه في يناير مبعوثًا خاصًا للسلام بين موسكو وكييف.

وقد وصل كيلوج مؤخرًا إلى العاصمة الأوكرانية، حيث التقى بالرئيس زيلينسكي في لقاء وُصف بأنه “مثمر”، تناول تعزيز الدفاعات الجوية والتعاون الصناعي العسكري مع أوروبا.

من جانبها، أشادت كييف بجهود كيلوج، بينما رفعت فرنسا نبرة خطابها تجاه موسكو، في ظل تنسيق متزايد مع واشنطن بشأن ملف أوكرانيا.

مسار معقّد… والطريق إلى السلام لا يزال بعيدًا

في ظل تعنت الكرملين، وتصعيد عسكري مرتقب في الشرق الأوكراني، يبدو أن طريق ترامب لتحقيق وعده “السريع” بالسلام في أوكرانيا لا يزال مليئًا بالتحديات.

فمعادلة الحرب تغيرت، والتحالفات تعيد رسم أولوياتها، فيما تُبقي موسكو على أجندتها التصعيدية، رافضة كل مبادرات الوساطة حتى الآن.

ورغم كل هذا، لا تزال إدارة ترامب – سواء من البيت الأبيض أو من خلال دوائر النفوذ في الكونغرس – تدفع باتجاه إعادة تشكيل الموقف الأميركي في الصراع، على أمل تحقيق “انتصار دبلوماسي” يعيد رسم التوازنات الجيوسياسية في أوروبا الشرقية.

اقرأ أيضا:

 

Visited 13 times, 1 visit(s) today

التعليقات متوقفه