قمة ألاسكا بين ترامب وبوتين: بناء جسور جديدة بلا سلام منتظر

ترامب يجري مكالمة جماعية مع زيلينسكي وقادة أوروبا بعد القمة

0 82

أنكوراج – ألاسكا- بريجيت محمد

محادثات “مفيدة وبنّاءة” لكنها خالية من اختراقات حاسمة لوقف الحرب. هذا هو المشهد الذي خرج به العالم بعد القمة التي جمعت الرئيس الأميركي دونالد ترامب ونظيره الروسي فلاديمير بوتين، أمس الجمعة، في قاعدة إلمندورف–ريتشاردسون العسكرية بمدينة أنكوراج.

القمة، التي استمرت ثلاث ساعات خلف الأبواب المغلقة، أفضت إلى بيانات مشتركة حملت لغة التعاون والاحترام المتبادل، لكنها لم تُترجم إلى تفاهمات مباشرة لوقف إطلاق النار بين روسيا وأوكرانيا، في وقت لا يزال فيه السلام بعيد المنال.

ترامب على الهاتف مع زيلينسكي والقادة الأوروبيين

في أعقاب اللقاء، تحرك ترامب سريعًا نحو الجانب الأوروبي والأوكراني، حيث أجرى مكالمة هاتفية مطوّلة استمرت أكثر من ساعة مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي،

شارك فيها أيضًا رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر، والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، والمستشار الألماني فريدريك ميرز، والأمين العام لحلف الناتو مارك روته، إضافة إلى رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين.

ووفقًا للرئاسة الأوكرانية، فقد بدأ الاتصال مع زيلينسكي بشكل ثنائي، قبل أن ينضم إليه باقي القادة الأوروبيين، بينما أكّد البيت الأبيض على أهمية هذه المشاورات لتنسيق المواقف بعد لقاء ترامب–بوتين.

كما أعلنت مصادر من الحكومة الإيطالية أن رئيسة الوزراء جورجيا ميلوني كانت من بين المشاركين في الاتصال.

بوتين: القرار لم يُحسم بعد

من الجانب الروسي، صرّح يوري أوشاكوف، المساعد المقرب من بوتين، أن اللقاء القادم بين الزعيمين ما زال قيد النقاش: “لا نعرف بعد متى يمكن أن يعقد اجتماع ثانٍ، الرئيس الأميركي قال إنه سيتواصل مع شركائه أولًا، وبعدها نقرر ما يجب القيام به”.

ترامب: كلاهما يريدني هناك

في مقابلة مع قناة “فوكس نيوز”، كشف ترامب أن كلاً من بوتين وزيلينسكي طلبا مشاركته في اجتماع ثلاثي محتمل لمناقشة مسار السلام. وأضاف: “كلاهما يريدني أن أكون هناك، وسأكون هناك”، مشيرًا إلى إمكانية عقد اللقاء “قريبًا جدًا”.

ورغم نبرته الإيجابية، أقر ترامب أمام الصحفيين: “لا يوجد اتفاق حتى الآن، لا وقف لإطلاق النار، لا شيء ملموس يمكن الإعلان عنه”، في إشارة واضحة إلى أن نتائج القمة لم تحقق طموحاته المعلنة قبل مغادرته واشنطن.

تصريحات لافتة: روسيا قوية جدًا

ترامب أوضح في المقابلة أنه نصح زيلينسكي بالتوصل إلى اتفاق مع موسكو، مضيفًا: “روسيا قوة كبيرة جدًا، وأوكرانيا ليست كذلك، رغم شجاعة جنودها”. وحرص على التأكيد أن أي معاهدة سلام “لن تُفرض على كييف”، مشددًا على ضرورة موافقة زيلينسكي وحلف الناتو عليها.

بوتين: واشنطن شريك قديم.. وترامب رجل صادق

أما بوتين، فحرص خلال كلمته على إظهار أجواء “بناءة”، مؤكدًا أن الولايات المتحدة “جار قريب وحليف أساسي سابق” لروسيا، وأن هناك “عدوًا مشتركًا هزمناه معًا”. وأشاد بترامب، قائلًا إنه “لم يكن ليبدأ الحرب لو كان في الحكم منذ البداية”.

كما شدد الرئيس الروسي على أن الصراع في أوكرانيا يتجاوز حدود كييف، معتبرًا أنه “يتعلق بتهديدات أوسع لأمن روسيا”، لكنه في الوقت نفسه وصف أوكرانيا بأنها “دولة شقيقة ذات جذور مشتركة”.

ردود الفعل: بوتين الفائز المعنوي

وسائل الإعلام الأميركية وصفت ترامب بعد القمة بأنه بدا “متعبًا ومحبطًا ومخيّبًا للآمال”، بينما اعتبرت أن بوتين خرج بمكاسب سياسية ورمزية، إذ منحه ترامب سجادة حمراء، طائرات مقاتلة، وحفاوة استثنائية.

الزعيم الروسي تحدث لنحو تسع دقائق أمام الصحافة، أي أكثر من ضعف مدة خطاب ترامب، في إشارة فسّرها مراقبون بأنها دلالة على تفوق رمزي روسي في هذه القمة.

آفاق المرحلة المقبلة

ترامب أنهى حديثه بالتشديد على رغبته في عقد لقاء جديد مع بوتين، حتى أنه لم يستبعد تنظيمه في موسكو، قائلاً بابتسامة: “سأتعرّض لبعض الانتقادات، لكن أعتقد أنه يمكن أن يحدث”.

ومع ذلك، يبقى السلام بين روسيا وأوكرانيا مؤجلاً، والآمال معلّقة على محادثات ثلاثية محتملة تجمع ترامب وبوتين وزيلينسكي قريبًا.

اقرأ أيضا:

 

Visited 9 times, 9 visit(s) today
اترك تعليق

يرجي التسجيل لترك تعليقك

شكرا للتعليق