تقارير: ترامب يوجه إنذارًا نهائيًا لمادورو بمغادرة فنزويلا فورًا مقابل “مرور آمن”
كتبت : بريجيت محمد
كشفت صحيفة ميامي هيرالد الأمريكية، نقلًا عن مصادر مطلعة، أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وجّه إنذارًا مباشرًا للرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو، مقترحًا عليه “خروجًا آمنًا” له ولزوجته وابنه وعدد من المقربين، مقابل مغادرته السلطة فورًا وترك البلاد، في خطوة ترى واشنطن أنها قد تفتح الباب لعودة الديمقراطية إلى فنزويلا.
وبحسب المصادر، فإن ترامب قال لمادورو خلال اتصال هاتفي: “يمكنك إنقاذ نفسك ومن يحيطون بك، لكن عليك مغادرة البلاد الآن”، مشيرًا إلى أن المرور الآمن مشروط فقط بالاستقالة الفورية.
إلا أن مادورو رفض العرض، وقدم بدوره حزمة من المطالب المقابلة، تضمنت الحصول على حصانة قضائية دولية، وإمكانية التخلي عن السيطرة السياسية مع الاحتفاظ بسلطة الإشراف على القوات المسلحة.
وتشير التسريبات إلى أن الاتصال – الذي يُعتقد أنه جرى في 21 نوفمبر – كان محاولة أمريكية أخيرة لتجنب تدخل عسكري مباشر، في ظل حديث عن استعدادات أمريكية لعمليات برية في فنزويلا.
لكنّ المفاوضات لم تُفضِ إلى نتيجة، مع تمسك الطرفين بمواقفهما. واكتفى ترامب بالقول عند سؤاله عن المكالمة: “لا أقول إنها كانت جيدة أو سيئة… كانت مجرد مكالمة هاتفية.”
وعقد ترامب في الليلة الماضية اجتماعًا في المكتب البيضاوي لمناقشة تطورات الملف الفنزويلي، بينما ظهر مادورو علنًا يوم الأحد ليدحض الشائعات حول هروبه من البلاد بعد أيام من الغياب، إذ كان آخر ظهور له في فيديو نشره الأربعاء الماضي عبر قناته على “تيليغرام” وهو يقود سيارته في كاراكاس.
خلاف داخل الإدارة الأمريكية حول “هجوم ثانٍ” في البحر الكاريبي
وفي سياق موازٍ، تناقضت تصريحات ترامب مع تقارير صحفية حول عملية عسكرية مثيرة للجدل. فقد دافع الرئيس الأمريكي عن وزير الدفاع بيت هيغسيث، بعد تقرير من واشنطن بوست أفاد بأن الوزير أمر بتنفيذ “هجوم ثانٍ” على قارب يشتبه في تهريب المخدرات قبالة ساحل ترينيداد في 2 سبتمبر، بهدف عدم ترك ناجين.
ترامب قال إنه لا يعرف شيئًا عن هذه العملية، مؤكدًا أنه “يصدق” الوزير بعد نفيه ما جاء في التقرير، مضيفًا أنه سيفتح تحقيقًا في الأمر وأنه “لم يكن ليرغب” في حدوث هجوم ثانٍ.
وبحسب الصحيفة، فقد قُتل ناجيان من قصف أولي في غارة أخرى نُفذت بأوامر شفهية تُشير إلى “عدم ترك أي ناجٍ”، وهي رواية ينفيها هيغسيث، مؤكدًا أن العمليات كانت “قانونية”.
ومنذ سبتمبر، شنت القوات الأمريكية سلسلة غارات جوية على سفن يشتبه في ضلوعها في تهريب المخدرات بالبحر الكاريبي والمحيط الهادئ الشرقي، ما أسفر عن مقتل ما لا يقل عن 83 شخصًا.
غير أن إدارة ترامب لم تقدم أدلة كافية تدعم اتهاماتها، وسط تشكيك متزايد من خبراء قانونيين حول شرعية تلك العمليات.