ترامب يستدعي بلير: مستقبل غزة يُرسم في البيت الأبيض دون الفلسطينيين

0 52

كتبت :بريجيت محمد 

في مشهد سياسي غير متوقع، عاد رئيس الوزراء البريطاني الأسبق توني بلير إلى واجهة الأحداث، بعدما شارك في اجتماع بالبيت الأبيض بدعوة من الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب. اللقاء ركّز على مستقبل غزة بعد الحرب، في إطار خطة أمريكية تسعى لإعادة رسم ملامح المنطقة.

بلير على الطاولة من جديد

ورغم أن علاقة بلير بالشرق الأوسط لطالما اتسمت بالتعقيد، خصوصًا بعد دوره في غزو العراق، جلس السياسي العمالي السابق إلى جانب شخصيات بارزة في إدارة ترامب.

وقد حضر الاجتماع جاريد كوشنر، صهر ترامب، بالإضافة إلى رجل الأعمال الأمريكي ستيف ويتكوف، أحد الممولين الكبار المقربين من الإدارة.

بحسب تقارير بي بي سي وسي إن إن، هدف اللقاء إلى بلورة تصور لما يُعرف بـ “اليوم التالي” في غزة، عبر إنشاء مشاريع اقتصادية تعيد إعمار القطاع وتربطه بشبكة علاقات إقليمية جديدة.

محور بلير–كوشنر

تتضح ملامح محور غير رسمي بين بلير وكوشنر، فالأول يدير معهدًا مؤثرًا في الاستشارات السياسية، بينما يقود الثاني شركة استثمارية نشطة في الخليج. هذا التقاطع يمنحهما القدرة على التواصل مع عواصم عربية أساسية.

وتراهن واشنطن على هذا الدور في إعادة إعمار غزة وفتح آفاق لاتفاقيات إقليمية شبيهة بـ “اتفاقيات إبراهيم”.

مشاريع مثيرة للجدل

تقارير صحفية مثل ميدل إيست آي وفاينانشيال تايمز كشفت أن معهد بلير شارك في مناقشات حول مشاريع غير مسبوقة في غزة، بينها إنشاء “ريفييرا على البحر المتوسط”، وبناء مناطق صناعية حديثة، وحتى ميناء بحري عميق يربط غزة بممر الهند – الشرق الأوسط – أوروبا.

غير أن هذه الطروحات قوبلت بغضب فلسطيني واسع، واعتُبرت محاولة لتجاوز حق الفلسطينيين في تقرير مصيرهم مقابل استثمارات اقتصادية.

تاريخ من العلاقات القديمة

العلاقة بين ترامب وبلير ليست وليدة اللحظة. ففي عام 2017، نقل كوشنر إلى بلير عرضًا من وزير الخارجية آنذاك ريكس تيلرسون للعمل كمستشار لملف المفاوضات الفلسطينية – الإسرائيلية.

كما ذكرت تقارير أن بلير حذر ترامب من “تجسس بريطاني” محتمل على حملته الانتخابية، وهو ادعاء نفاه لاحقًا بقوة.

مصير غزة بلا صوت فلسطيني

اجتمع ترامب وكوشنر وبلير في واشنطن لوضع “الهندسة الجيوسياسية” الجديدة لغزة. لكن الطاولة خلت من أي صوت فلسطيني، رغم أن القرارات ستنعكس مباشرة على حياة مليوني إنسان في القطاع.

وبينما كان النقاش يجري في القاعات المغلقة، واصل الغزيون مواجهة القصف والجوع والموت اليومي.

اقرأ أيضا:

 

Visited 6 times, 6 visit(s) today
اترك تعليق

يرجي التسجيل لترك تعليقك

شكرا للتعليق