خطة توني بلير لإدارة غزة: مجلس دولي ورجال أعمال كبار… ودور ثانوي للفلسطينيين

0 91

كشفت صحيفة هآرتس الإسرائيلية، عبر وثيقة حصرية، تفاصيل خطة مثيرة للجدل منسوبة إلى رئيس الوزراء البريطاني الأسبق توني بلير لإدارة قطاع غزة بعد الحرب.

وتقترح الخطة إنشاء “سلطة غزة الانتقالية الدولية” (GITA)، بهيكل هرمـي يقوده دبلوماسيون دوليون ورجال أعمال بارزون، بينما يقتصر دور الفلسطينيين على المهام التنفيذية الثانوية.

ووفق الوثيقة، يُطرح اسم بلير نفسه لرئاسة هذه السلطة، بالتعاون مع السلطة الفلسطينية، وبتفويض من مجلس الأمن الدولي يمنحها صلاحيات واسعة تشمل إدارة الأمن وسنّ القوانين اليومية لسكان غزة.

هيكل إداري متعدد المستويات

يتألف المقترح من مجلس دولي يضم 7 إلى 10 أعضاء، مع تمثيل بارز لشخصيات مسلمة لضمان “شرعية إقليمية”، ومن بين الأسماء المقترحة سيغريد كاج، نجيب ساويرس، مارك روان، وأرييه لايتستون.

وتحت إشراف المجلس، تعمل أمانة تنفيذية وخمسة مفوضين مختصين بالشؤون الإنسانية، إعادة الإعمار، التشريع، الأمن، والتنسيق مع السلطة الفلسطينية.
على المستوى الميداني، يدير الفلسطينيون سلطة تنفيذية “محايدة” تقدم الخدمات اليومية، لكن دون استقلالية في القرار، حيث تخضع لتوجيهات المجلس الدولي.

البعد الأمني والجدل مع إسرائيل

تركز الخطة على ملف الأمن، عبر إنشاء ثلاث قوى: وحدة حماية لأعضاء السلطة، شرطة مدنية غير حزبية، وقوة دولية للاستقرار تتولى مراقبة الحدود والطرق البحرية ومكافحة الإرهاب.

هذه البنود قد تصطدم بموقف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الذي يشدد على ضرورة بقاء السيطرة الأمنية بيد إسرائيل.
وبحسب الوثيقة، ستعمل السلطة في سنواتها الأولى من القاهرة والعريش وعمان، قبل أن تنتقل فعلياً إلى غزة ابتداءً من السنة الثالثة.

ميزانيات وأهداف غير محسومة

تحدد الخطة أهدافاً رئيسية لإنجازها خلال ثلاث سنوات، لكن دون جدول زمني واضح لما بعد هذه المرحلة، مع نية معلنة لنقل الإدارة لاحقاً إلى السلطة الفلسطينية.

وتُقدَّر ميزانية الفريق بـ 90 مليون دولار في السنة الأولى، ترتفع إلى 164 مليون دولار في الثالثة، من دون احتساب تكاليف إعادة الإعمار والمساعدات الإنسانية.

بلير وكوشنر… والخلفية السياسية

ترى هآرتس أن بلير يحظى بدعم البيت الأبيض، فيما لم تُبد إسرائيل رفضاً للخطة. ويُنظر إلى دوره في سياق ارتباطه بجاريد كوشنر، صهر الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب، عبر صفقات استشارية واستثمارية في الخليج.

إرث بريطاني مثير للجدل

يثير ترشيح بلير لإدارة غزة انتقادات واسعة بالنظر إلى دوره في حرب العراق وما خلفته من أزمات، إضافة إلى الإرث البريطاني المثير للانقسام في فلسطين منذ وعد بلفور وحتى نهاية الانتداب.

ويرى مراقبون أن تكليف شخصية بريطانية بمثل هذا الدور قد يعيد إلى الأذهان تاريخاً استعماريّاً لا يزال يثقل كاهل المنطقة.

اقرأ أيضا:
ترامب يستدعي بلير: مستقبل غزة يُرسم في البيت الأبيض دون الفلسطينيين 

Visited 11 times, 1 visit(s) today
اترك تعليق

يرجي التسجيل لترك تعليقك

شكرا للتعليق