“طهران”.. مسلسل تجسسي تنبأ بتسلل الموساد إلى إيران والغارات على منشآتها النووية

كتبت: سارة غنيم

في تطابق لافت بين الخيال والواقع، يبدو أن أحداث المسلسل الإسرائيلي “طهران”، الذي تعرضه منصةApple TV+، قد سبقت الواقع في تجسيد التوترات المتصاعدة بين إسرائيل وإيران.

إذ يعيد المتابعون اليوم مشاهدة حلقات العمل الدرامي الشهير من زاوية مختلفة، بعدما تحققت كثير من تفاصيله بشكل شبه حرفي، لا سيما ما يتعلق بتسلل عملاء الموساد إلى إيران وتنفيذ عمليات سرية تستهدف البنية التحتية لبرنامجها النووي.

المسلسل، الذي حاز جائزة إيمي لأفضل مسلسل درامي في عام 2021، يستعرض نشاط الموساد داخل الجمهورية الإسلامية من خلال شبكة مخبرين، بينهم مسؤولون إيرانيون رفيعو المستوى تم تجنيدهم عبر الرشاوى أو الابتزاز.

وفي قلب هذا العالم المليء بالمؤامرات، تبرز شخصية “تمار رابينيان”، عميلة الموساد التي وُلدت في إيران ثم فرت إلى إسرائيل، لتعود في مهمة سرية تعمل فيها داخل شركة الكهرباء الإيرانية بهدف تعطيل أنظمة الرادار.

ورغم فشل مهمتها بسبب محاولة اعتداء، إلا أن القصة تجسد صراعاً استخباراتياً شديد التعقيد بين الطرفين، حيث تتداخل العمليات السرية مع الدوافع الإنسانية، وهي النقطة التي ركزت عليها المنتجة دانا إيدن،

مؤكدة أن “طهران” ليس مجرد مسلسل تجسس، بل محاولة لفهم الإنسان خلف صورة “العدو”. وقد شارك في العمل ممثلون من إسرائيل وإيران، وكان من الواضح، كما تقول إيدن، أن “ما يجمعنا أكثر مما يفرقنا“.

المخرج دانيال سيركين كشف أن السيناريو الأصلي تضمن مشهداً لقصف صاروخي واسع على تل أبيب، مشابهاً لما حدث في أبريل وأكتوبر 2024. وقال: “لحسن الحظ لم نُدخل هذا المشهد ضمن الأحداث”، في إشارة إلى واقع تفجّر لاحقاً.

أما الموسم الثالث من المسلسل، الذي جرى تصوير معظمه في أثينا، فقد تم الانتهاء من إنتاجه في صيف 2023، وظهر فيه الممثل إريك بيترسون بدور مشرف نووي غامض من جنوب إفريقيا.

ورغم أنه بُثّ في ديسمبر 2024 على قناة “كان 11” الإسرائيلية، فإن Apple TV+ امتنعت عن عرضه عالمياً حتى الآن، تفادياً لإثارة الجدل في ظل تصاعد النزاع الإقليمي بعد هجمات 7 أكتوبر.

يبقى السؤال الأهم: هل يدفع استمرار الحرب الإسرائيلية الإيرانية شركة Apple لإطلاق الموسم الثالث قريباً، أم سيبقى حبيس الأدراج، في وقت يترقبه جمهور كبير في أوروبا والعالم العربي منذ أكثر من عامين؟.