صحيفة إيطالية :من القاعدة إلى الأمم المتحدة.. أحمد الشرع يثير جدلاً دولياً

سوريا بين استبداد الأمس واليوم: انتقال ديمقراطي لم يكتمل

0 47

انتخابات شكلية في سوريا ورحلة الشرع الأولى إلى نيويورك: “القاعدة” على منصة الأمم المتحدة

إعداد: [سارة غنيم]

في مشهد يثير جدلاً واسعاً، يستعد أحمد الشرع، الرئيس المؤقت لسوريا والقيادي السابق في تنظيم القاعدة المعروف بـ”أبو محمد الجولاني”، لإلقاء كلمة أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، وذلك للمرة الأولى منذ عام 1967 التي يتحدث فيها رئيس سوري مباشرة من منبر المنظمة الدولية.

الشرع، الذي وصل إلى السلطة بعد الإطاحة ببشار الأسد، سيشارك أيضاً في قمة “كونكورديا” السنوية، إلى جانب قادة عالميين وشخصيات سياسية واقتصادية مؤثرة.

لكن خلف هذه الواجهة الدبلوماسية التي توحي بالشرعية، تعيش سوريا واقعاً مختلفاً: انتخابات صورية، عنف طائفي، واستبداد سياسي متصاعد.

انتقال فاشل من الاستبداد إلى الاستبداد

سقوط نظام الأسد اعتبرته بعض العواصم الغربية فرصة لمرحلة انتقالية ديمقراطية، إلا أن ما جرى لم يكن سوى إعادة إنتاج للاستبداد.

فالبلاد اليوم تحت حكم أحمد الشرع الذي يقود سلطة انتقالية ذات طابع عسكري – ديني، متهمة بارتكاب مجازر وانتهاكات ممنهجة ضد الأقليات.

وفق تقارير أممية، شهد شهر مارس الماضي مقتل نحو 1400 شخص، معظمهم من المدنيين العلويين، على يد قوات موالية للشرع. الضحايا تعرضوا للتعذيب والتشويه، ودفن كثير منهم في مقابر جماعية من دون توثيق.

المسيحيون، من جانبهم، يواجهون واقعاً مقلقاً بعد الهجوم الدموي على كنيسة مار الياس في دمشق في يونيو، الذي أسفر عن مقتل 25 شخصاً.

ودفعت هذه الاعتداءات الطوائف المسيحية إلى تحصين كنائسها ومؤسساتها خوفاً من تكرار الهجمات، في مشهد لم تعهده البلاد سابقاً.

انتخابات شكلية لتعزيز الحكم

الانتخابات الجارية حالياً في سوريا ليست سوى وسيلة لترسيخ سلطة الشرع. من أصل 210 مقاعد برلمانية، يُنتخب ثلثاها فقط عبر دوائر انتخابية محلية، بينما يحتفظ الرئيس المؤقت بحق تعيين الثلث المتبقي مباشرة، بما يضمن ولاء الغالبية الساحقة له.

اللافت أن الانتخابات أُجّلت في محافظات رئيسية مثل السويداء والحسكة والرقة، حيث يشكل الدروز والأكراد نسبة بارزة من السكان. في السويداء وحدها نزح أكثر من 176 ألف مواطن نتيجة هجمات نفذتها جماعات موالية للحكومة.

أما في الحسكة والرقة، فقد نددت الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا بتأجيل الانتخابات، معتبرة ذلك محاولة لتهميش نصف السكان السوريين تقريباً.

إضافة إلى ذلك، يحرص الشرع على إحكام قبضته من خلال تعيين مقربين من عائلته في مواقع حساسة داخل مؤسسات الدولة، بما يعزز الطبيعة العائلية – السلطوية للنظام الجديد.

شرعية دولية مقابل واقع مظلم

ورغم هذا المشهد المظلم، تتهافت بعض الدول الغربية والإقليمية إلى التعامل مع حكومة الشرع باعتبارها “أمراً واقعاً”، متجاهلة الانتهاكات والجرائم المرتكبة بحق الأقليات والمعارضين.

هذا التوجه، وفق مراقبين، يضفي شرعية سياسية على شخصية خرجت من عباءة القاعدة، لتصبح رئيساً لدولة تمزقها الطائفية والاستبداد.

وبينما يستعد الشرع لإلقاء خطابه في نيويورك وسط أضواء الإعلام والدبلوماسية، يبقى الواقع السوري أسيراً لانقسامات داخلية، انتخابات صورية، وجرائم لا تجد من يحاسب عليها.

تحقيق لروبرتو فيفالديلي – InsideOver | ترجمة: سارة غنيم

اقرأ أيضا:
تعديلات جذرية في المناهج السورية: هل هي تحديث أم تشويه للهوية؟
يوسف زيدان: “حكم أسرة الأسد انتهى والجولاني قد يكون اللاعب الأهم في المستقبل القريب 

مصدر سوري: حكومة الجولاني منفتحة على سلام مع إسرائيل

 

Visited 5 times, 5 visit(s) today
اترك تعليق

يرجي التسجيل لترك تعليقك

شكرا للتعليق