الغواصات اليابانية… السلاح الصامت الذي يربك الصين ويغيّر ميزان القوة

0 13

تواصل الصين توسيع وجودها العسكري في المحيط الهادئ، إذ بلغ أسطولها البحري أكبر حجم في العالم، وتخطط لزيادته إلى 435 سفينة بحلول 2030.

ومع ذلك، يبرز تهديد جديد لا يأتي من الولايات المتحدة، بل من اليابان، التي أدخلت إلى أسطولها غواصات حديثة تثير قلقاً حقيقياً في بكين.

تهديد غير متوقع من طوكيو

رغم أن اليابان تمتلك فقط 24 غواصة تقليدية، فإنها بدأت الاعتماد على غواصات من فئة “تايغي” التي تعمل ببطاريات ليثيوم–أيون.

وتمنح هذه التقنية الغواصات قدرة غوص تتجاوز شهراً كاملاً. كما تجعلها شديدة الصمت، وبالتالي يصعب رصدها، وهو ما يقلق الصين بشكل واضح.

وبحسب محللين عسكريين، توفر هذه الغواصات لليابان ميزة نوعية تتفوق على تفوق الصين العددي. ولذلك تحولت إلى “شوكة في خاصرة” البحرية الصينية.

موقع حرج… ومهمة حساسة

تكمن خطورة هذه الغواصات أيضاً في طبيعة المهام التي تنفذها. فهي تنتشر في نقاط حساسة من سلسلة الجزر الأولى، ولا سيما مضيق مياكو، أحد أهم الممرات البحرية التي تستخدمها الصين للعبور نحو المحيط الهادئ.

وبفضل قدرتها على التخفي، تستطيع هذه الغواصات:

اعتراض تحركات البحرية الصينية

تعطيل أي محاولة لعملية برمائية ضد تايوان

فرض رقابة دقيقة على النشاط العسكري الصيني

وهو ما يشكل ضغطاً مضاعفاً على بكين، خاصة في ظل تصاعد التوتر حول تايوان.

الصين تواجه معادلة صعبة

تجبر هذه التطورات الصين على ضخ استثمارات ضخمة في برامج مكافحة الغواصات، بما يشمل تكنولوجيا السونار، والطائرات الدورية البحرية، والشبكات الاستشعارية تحت الماء.

ويأتي ذلك على حساب مشاريع عسكرية أخرى، في وقت تسعى فيه بكين لتطوير قوتها العالمية.

وزيادة على “تايغي”، تعتمد اليابان على غواصات فئة “سوريو” Soryu، التي دخلت الخدمة منذ عام 2009، والمزودة بمحركات ستيرلينغ AIP، ما يمنحها القدرة على البقاء مغمورة لمدة تصل إلى أسبوعين.

وتُعد “سوريو” من أكبر الغواصات التقليدية في العالم، بقدرتها على العمل في أعماق كبيرة وتنفيذ دوريات بعيدة المدى، مع أنظمة تخفي وسونار شديدة التطور.

ميزان قوة جديد في المحيط الهادئ

بفضل تطور أسطولها تحت سطح البحر، أصبحت اليابان لاعباً أساسياً في معادلة الأمن الإقليمي.

ومع استمرار التوتر حول تايوان، ومع تصاعد المنافسة بين الصين والولايات المتحدة، يبدو أن الغواصات اليابانية ستؤثر بشكل مباشر في ميزان القوة في المنطقة.

فقد تغيّر هذه الغواصات، بصمتها العميق وقدرتها على التخفي، قواعد اللعبة في بحر الصين الشرقي والجنوبي، وتفرض على الصين التعامل مع تهديد جديد ومباشر من الجبهة اليابانية.

اقرأ أيضا:
تحالف استراتيجي جديد في المحيط الهادئ: مثلث تايوان–الفلبين–اليابان وخطة واشنطن لاحتواء الصين 

 

 

Visited 3 times, 3 visit(s) today
اترك تعليق

يرجي التسجيل لترك تعليقك

شكرا للتعليق