حرارة الصيف تهاجم الهواتف الذكية تحذيرات من الأضرار ومخاطر الاستخدام في الطقس الحار

كتبت : سارة غنيم

مع دخول أشهر الصيف وارتفاع درجات الحرارة، يواجه الكثير من مستخدمي الهواتف الذكية مشكلة ارتفاع حرارة أجهزتهم بشكل ملحوظ، الأمر الذي قد يؤثر سلباً على أداء الجهاز، وقد يصل في بعض الحالات إلى تلف البطارية أو المكونات الداخلية.

ترجع هذه الظاهرة إلى عدة عوامل أبرزها: ارتفاع درجة الحرارة المحيطة، الاستخدام المكثف للجهاز، التعرض المباشر لأشعة الشمس، أو استخدام الشواحن والملحقات غير الأصلية.

ارتفاع حرارة الهاتف لا يؤدي فقط إلى بطء الأداء أو إغلاق بعض التطبيقات بشكل مفاجئ، بل قد يدفع النظام إلى إيقاف التشغيل التلقائي كإجراء وقائي. ولحسن الحظ، هناك مجموعة من الإجراءات التي يمكن اتخاذها لتبريد الهاتف ومنع تفاقم المشكلة، مما يضمن الحفاظ على كفاءة الجهاز حتى خلال أكثر أيام الصيف حرارة.

أسباب شائعة لارتفاع حرارة الهاتف في الصيف

يُعد التعرض المباشر لأشعة الشمس أحد أبرز الأسباب التي تؤدي إلى ارتفاع حرارة الهاتف، خصوصاً إذا تُرك لفترات طويلة داخل السيارة أو على سطح ساخن مثل الشرفة.

كما أن استخدام الهاتف أثناء ذروة درجات الحرارة – مثل مشاهدة مقاطع الفيديو أو إجراء مكالمات الفيديو أو تشغيل تطبيقات ثقيلة – يساهم في زيادة الضغط على المعالج، مما يؤدي إلى إنتاج حرارة زائدة.

البيئة المحيطة بالجهاز تلعب أيضاً دوراً حاسماً؛ فاستخدام الهاتف في أماكن مغلقة أو سيئة التهوية، مثل تحت الأغطية أو داخل الحقائب، يمنع تبديد الحرارة بشكل فعّال.

هذا بالإضافة إلى استمرار تشغيل بعض التطبيقات في الخلفية والتي تستهلك الطاقة حتى في حال عدم استخدام الجهاز. كما أن بعض أغطية الهواتف المصنوعة من مواد عازلة قد تعيق تصريف الحرارة، ما يزيد من احتمالات ارتفاع درجة الحرارة.

لماذا يسخن الهاتف أثناء الشحن؟

من الطبيعي أن تولد البطارية حرارة معينة أثناء الشحن، لكن في البيئات الحارة أو عند وضع الهاتف على سطح يحتفظ بالحرارة، قد ترتفع درجة حرارته بشكل مفرط. المشكلة تتفاقم عند استخدام شواحن غير أصلية أو رديئة الجودة لا تنظم الجهد الكهربائي بشكل سليم.

كذلك، يؤدي استخدام الهاتف أثناء الشحن – مثل تصفح الإنترنت أو مشاهدة الفيديوهات – إلى مضاعفة الضغط على المعالج والبطارية، ما يرفع من حرارة الجهاز. وتزيد عمليات الخلفية مثل التحديثات التلقائية ومزامنة البيانات من هذا التأثير.

ما العمل عند تكرار ارتفاع الحرارة؟

عند ملاحظة سخونة غير معتادة، يُنصح بالتوقف فوراً عن استخدام الهاتف، وفصله عن الشحن إن كان موصولاً بالكهرباء. من الأفضل أيضاً إيقاف تشغيل الجهاز أو تفعيل “وضع الطيران” لتقليل الحمل على النظام وتسهيل عملية التبريد.

إزالة الغطاء الواقي، خاصة إذا كان سميكاً أو مصنوعاً من مواد عازلة، خطوة مهمة أيضاً، مع نقل الهاتف إلى مكان بارد وجاف بعيداً عن مصادر الحرارة وأشعة الشمس المباشرة.

ولا يُنصح إطلاقاً بوضع الهاتف في الثلاجة أو الفريزر، لأن التغير المفاجئ في درجات الحرارة قد يؤدي إلى تلف مكونات الجهاز. كما يمكن إغلاق التطبيقات المفتوحة يدوياً، وتعطيل مزايا مثل الـGPS والبلوتوث والواي فاي، أو تفعيل وضع توفير الطاقة.

إذا استمرت المشكلة: الحلول التقنية

في حال استمرت حرارة الهاتف بالارتفاع رغم اتخاذ كافة الاحتياطات، حتى في ظل عدم الاستخدام المكثف، فقد يشير ذلك إلى خلل برمجي أو عطل في العتاد. في هذه الحالة، يُستحسن أولاً التأكد من تحديث نظام التشغيل وكافة التطبيقات، إذ أن بعض التحديثات قد تعالج مشاكل تتسبب في استهلاك مفرط للطاقة.

كما يمكن التحقق من حالة البطارية عبر الإعدادات في الأجهزة الحديثة، وإذا تبين أن تطبيقاً معيناً يستهلك طاقة غير مبررة، فيجب التفكير في تعطيله أو إزالته.

وإذا لم تُجدِ هذه الإجراءات نفعاً، يُنصح بإعادة ضبط الجهاز إلى إعدادات المصنع، كخطوة لاستبعاد الأخطاء البرمجية. وفي حال استمرار المشكلة، من الأفضل التوجه إلى مركز صيانة معتمد لإجراء فحص شامل وتحديد الأسباب بدقة.