ساركوزي يدخل التاريخ كأول رئيس فرنسي يُسجن بعد إدانته في “قضية التمويل الليبي”

0 74

باريس: بريجيت محمد 

فتحت صباح اليوم أبواب سجن “لا سانتي” في العاصمة الفرنسية باريس أمام الرئيس الفرنسي الأسبق نيكولا ساركوزي، الذي بدأ تنفيذ عقوبته بعد إدانته بتهمة الارتباط الإجرامي في قضية التمويل الليبي لحملته الرئاسية عام 2007، في سابقة هي الأولى من نوعها في تاريخ الجمهورية الفرنسية.

وشهدت الساعات الأولى من الصباح تجمع العشرات من مؤيدي ساركوزي أمام منزله في الدائرة السادسة عشرة بباريس، تعبيرًا عن دعمهم له، وسط حضور كثيف للإعلاميين والمصورين الذين تابعوا لحظة خروجه متوجهًا إلى السجن.

وخلال وداع مؤثر، صافح ساركوزي زوجته كارلا بروني قبل أن يغادر نحو السجن، بينما هتف أنصاره باسمه مرددين النشيد الوطني الفرنسي “المرسييز”. وعند وصوله إلى السجن، استُقبل بهتافات بعض السجناء الذين نادوا: “الرئيس هنا” و“مرحبا”.

ساركوزي: “أنا رجل بريء.. إنها فضيحة قضائية

وفي منشور كتبه على منصة X (تويتر سابقًا) أثناء توجهه إلى السجن، أكد الرئيس الأسبق براءته التامة، قائلاً:

“ليس رئيس الجمهورية السابق هو من تم اعتقاله هذا الصباح، بل رجل بريء. إنها فضيحة قضائية حقيقية”.

وأضاف:”بينما أستعد لعبور جدران سجن لا سانتي، أفكاري مع الشعب الفرنسي. أعاني منذ أكثر من عشر سنوات من طريق صليب قاسٍ، لكنني أؤمن أن الحقيقة ستنتصر مهما كان الثمن باهظاً“.

لقاء مثير للجدل مع ماكرون قبل السجن

وأفادت تقارير فرنسية أن الرئيس إيمانويل ماكرون استقبل ساركوزي مساء أمس في قصر الإليزيه قبل ساعات من دخوله السجن، في لقاء أثار جدلاً واسعًا في الأوساط السياسية.

ووصف السكرتير الأول للحزب الاشتراكي اللقاء بأنه “شذوذ سياسي” و”ضغط غير مقبول على القضاء”، معتبرًا أن “رؤية رئيس الجمهورية ووزير العدل يقفان إلى جانب متهم مدان يعطي انطباعًا بوجود متهمين من درجات مختلفة ويقوض مبدأ استقلال العدالة”.

خطوات قانونية مرتقبة للإفراج المؤقت

من جانبه، أعلن محامو نيكولا ساركوزي أنهم سيقدمون طلبًا عاجلاً للإفراج عنه، وفق ما صرح به المحامي كريستوف إنجرين لقناة BFMTV-RMC قائلاً:

“من الناحية القانونية لا يوجد ما يمنع محكمة الاستئناف من قبول الطلب، لكننا ندرك أن هناك حالة من عدم اليقين القضائي”.

وأضاف أن ساركوزي سيخضع للحبس الاحتياطي لمدة قد تمتد من ثلاثة أسابيع إلى شهر، ريثما تُصدر محكمة الاستئناف قرارها النهائي بشأن الإفراج.

خلفية القضية

تعود القضية إلى اتهامات بتلقي حملة ساركوزي الرئاسية عام 2007 تمويلاً غير مشروع من نظام الزعيم الليبي الراحل معمر القذافي.

وتشير التحقيقات إلى أن مقربين من ساركوزي، من بينهم كلود غيان وبريس هورتفو، التقوا مسؤولين ليبيين كباراً لمناقشة تفاصيل هذا التمويل السري.

وتُعد هذه الإدانة أخطر فصل في سلسلة من القضايا القضائية التي تلاحق الرئيس الأسبق منذ خروجه من قصر الإليزيه، لتفتح فصلاً جديدًا في تاريخ القضاء والسياسة الفرنسية.

Visited 16 times, 16 visit(s) today
اترك تعليق

يرجي التسجيل لترك تعليقك

شكرا للتعليق