مسار نتنياهو “الإلزامي”: الاحتلال للحفاظ على بقاء الحكومة

0 74

إعداد: قسم الشؤون الدولية

يواجه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو واحدة من أصعب لحظاته السياسية منذ توليه السلطة. فبينما يزداد ضعفه في نظر الرأي العام، يواصل دفع الجيش الإسرائيلي نحو احتلال مدينة غزة، في خطوة ترى مصادر عسكرية أنها تهدف قبل كل شيء إلى الحفاظ على تماسك حكومته وضمان بقائه في السلطة.

استطلاعات الرأي: فقدان الثقة

صحيفة معاريف نشرت استطلاعاً أجرته شركة Lazar Research بالتعاون مع Panel4All يومي 20 و21 أغسطس. النتائج جاءت صادمة:

62% من الإسرائيليين يعتقدون أن حكومة نتنياهو فقدت ثقة الشعب.

27% فقط يرون أنها لا تزال تحظى بتأييد عام.

أما في ملف الرهائن، فأكد 46% من المستطلعين ضرورة توقيع الحكومة على اتفاق شامل لإنهاء الحرب وإعادتهم، بينما عارض 18% هذا الخيار وأصروا على مواصلة القتال حتى لو عرّض حياة المختطفين للخطر.

الجيش: الاحتلال كشرط سياسي

تقول مصادر من داخل الجيش إن نتنياهو يدفع نحو احتلال غزة لأنه يدرك أن حكومته ستنهار من دونه.

ونقلت معاريف عن مصدر دفاعي: “الانطباع هو أن رئيس الوزراء ينفذ العملية لأنه يعرف أنه لن يتمكن من الحفاظ على سلطته التنفيذية إن لم يفعل ذلك.”

بكلمات أخرى، يخشى نتنياهو سقوط حكومته أكثر من احتجاجات الشارع المستمرة في تل أبيب وغيرها، حيث تظاهر مئات الإسرائيليين أمس للمطالبة بإنهاء الحرب والتوصل إلى اتفاق لإعادة الرهائن وتخفيف معاناة المدنيين الفلسطينيين.

الشارع والسياسة: ضغوط متزايدة

حتى وزراء نتنياهو لم يسلموا من غضب المحتجين. وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير، زعيم حزب “القوة اليهودية” اليميني المتطرف، تعرض لهتافات غاضبة خلال زيارته كنيساً في كفار ملال، حيث وصفه المتظاهرون بـ”الإرهابي” و”المجرم”، واتهموه بعرقلة أي اتفاق محتمل.

في المقابل، يحاول قادة المعارضة استثمار الموقف. فقد اقترح بيني غانتس تشكيل حكومة انتقالية مدتها ستة أشهر تضم يائير لابيد وأفيغدور ليبرمان إلى جانب نتنياهو، بهدف توقيع هدنة وإعادة الرهائن قبل التوجه لانتخابات جديدة. لكن معظم المراقبين يشككون في إمكانية حدوث ذلك.

المظلة الأميركية

ويرى محللون أن غياب الضغط الأميركي الفعّال، خاصة من الرئيس السابق دونالد ترامب الذي يتجنب كبح نتنياهو، يترك لرئيس الوزراء الإسرائيلي حرية أوسع في مواصلة الحرب، ويُبعد احتمال التوصل إلى وقف لإطلاق النار في المدى القريب.

🔻 الخلاصة:

يعتمد نتنياهو في هذه المرحلة على استمرار العمليات العسكرية في غزة كوسيلة لإبقاء حكومته على قيد الحياة، رغم تراجع شعبيته وتصاعد احتجاجات الداخل.

وبينما يزداد الغضب الشعبي وتتنامى الضغوط الدولية، يبقى مصير الصراع مرهوناً بمزيج من الحسابات السياسية الإسرائيلية والدعم أو الصمت الأميركي.

اقرأ أيضا:

Visited 7 times, 7 visit(s) today
اترك تعليق

يرجي التسجيل لترك تعليقك

شكرا للتعليق