تحقيق خاص | من هم الجنرالات والعلماء النوويون الذين قُتلوا في الضربات الإسرائيلية على إيران؟

84

كتبت : سارة غنيم

في واحدة من أعنف الهجمات الجوية على إيران منذ سنوات، نفّذت إسرائيل عملية مفاجئة تحت اسم “عملية الأسد الصاعد”، استهدفت خلالها منشآت نووية وعسكرية، بالإضافة إلى مساكن خاصة، في مختلف أنحاء البلاد. ووفقًا لتقارير إيرانية رسمية، أسفرت الغارات عن مقتل عدد من القادة العسكريين والعلماء النوويين البارزين.
في هذا التحقيق، نسلط الضوء على أبرز الشخصيات التي تم اغتيالها، وأدوارهم في البنية الدفاعية والعلمية الإيرانية.

الجنرالات القتلى: ضرب رأس القيادة العسكرية الإيرانية

اللواء محمد باقري – رئيس هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة

محمد باقري، رئيس أركان القوات المسلحة الإيرانية

كان اللواء محمد باقري يُعد أعلى مسؤول عسكري في إيران، إذ تولى رئاسة الأركان العامة للقوات المسلحة. وقد التحق بالحرس الثوري مبكرًا،وتحديدًا عام 1980، حيث شارك في تأسيس جهاز استخبارات الحرس أثناء الحرب العراقية الإيرانية.
ورغم أنه كان يوصف بالأقل تشددًا، إلا أن مواقفه الأخيرة، لا سيما دعوته للسلام في خطاب ألقاه أمام أنقاض برسيبوليس، أثارت جدلًا داخل المؤسسة العسكرية.
على إثر مقتله، عُيّن عبد الرحيم موسوي، وهو جنرال في الجيش النظامي، خلفًا له، ما قد يشير إلى تحوّل في ميزان النفوذ داخل المؤسسة العسكرية الإيرانية.

سلامي وباكبور: تغيّر قيادة الحرس الثوري

قائد الحرس الثوري الإيراني، حسين سلامي،

 

من جهة أخرى، قُتل اللواء حسين سلامي، القائد العام للحرس الثوري، المعروف بخطابه التصعيدي تجاه إسرائيل والولايات المتحدة.
وكان قد صرّح مؤخرًا بأن أي هجوم على إيران “سيفتح أبواب الجحيم”.
في المقابل، تم تعيين اللواء محمد باكبور خلفًا له، وهو ما قد ينعكس على طبيعة الرد الإيراني في المرحلة المقبلة.

الجنرال غلامعلي رشيد – قائد مقر “خاتم الأنبياء” للقيادة المركزية

بالتزامن مع هذه التغييرات، لقي الجنرال غلامعلي رشيد، قائد مقر “خاتم الأنبياء”، مصرعه أيضًا.
وقد كان يُشرف على التنسيق العملياتي بين فروع الجيش والحرس، ولذلك مثّل مقتله ضربة موجعة للبنية القيادية العليا.

في هذا السياق، يُعتبر مقتل أمير علي حاجي زاده، قائد القوة الجوفضائية، أحد أبرز التطورات في العملية.

رشيد وحاجي زاده: نهاية قادة العمليات والصواريخ

اللواء أمير علي حاجي زاده

أحد أبرز المسؤولين عن برنامج الصواريخ الباليستية، وكان يشرف على القوة الجوفضائية. تشير التقارير إلى أنه قُتل مع عدد من كبار الضباط داخل مركز قيادة تحت الأرض كان يُحضّر لهجوم على إسرائيل.

سبق أن واجه انتقادات واسعة بعد تحمّله مسؤولية إسقاط طائرة مدنية أوكرانية عام 2020.وكان قد اجتمع مع عدد من الضباط داخل مركز قيادة تحت الأرض، استعدادًا لهجوم مضاد على إسرائيل، إلا أن المركز تعرّض لضربة مباشرة، أسفرت عن مقتله ومقتل معظم القيادات الحاضرة.

العلماء النوويون المستهدفون: ضربة للقدرات البحثية والعلمية

في موازاة الضربات العسكرية، استهدفت الغارات الإسرائيلية ستة من أبرز العلماء النوويين الإيرانيين.
من أبرزهم: الدكتور فريدون عباسي

ترأس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية من 2011 إلى 2013، وعضو سابق في البرلمان. عُرف بمواقفه المتشددة، وصرّح مؤخرًا بإمكانية تصنيع سلاح نووي في حال صدور أوامر بذلك.

الدكتور محمد مهدي طهرانشي

كان يشغل منصب رئيس جامعة آزاد في طهران، وكان من الوجوه الأكاديمية البارزة في دعم البرنامج النووي.

الدكتور عبد الحميد منوشهر

رئيس قسم الهندسة النووية في جامعة الشهيد بهشتي، إحدى المؤسسات العلمية المرتبطة بالتطوير النووي المدني والعسكري.

الدكتور أحمد رضا ذو الفغاري

أستاذ في كلية الهندسة النووية بجامعة الشهيد بهشتي، وعضو بارز في فرق البحث الحكومية.

الدكتور أمير حسين فقهي

أستاذ جامعي وباحث في مجالات الطاقة النووية والفيزياء، وكان له دور محوري في تأهيل الكفاءات العلمية الإيرانية.

تداعيات أمنية واستراتيجية مفتوحة

نتيجة لذلك، يرى مراقبون أن البرنامج النووي الإيراني قد يتعرض لانتكاسة مؤقتة، خصوصًا أن بعض القتلى كانوا يشرفون مباشرة على البرامج الفنية والبحثية الحساسة.

واعتبر هذا الهجوم تحولًا كبيرًا في الصراع الإسرائيلي الإيراني، حيث تمكّنت إسرائيل – بحسب التقارير – من استهداف قلب القيادة العسكرية والعلمية الإيرانية، ما يطرح تساؤلات حول الاختراقات الأمنية، ومستقبل البرنامج النووي الإيراني، وردّ طهران المحتمل.

اقرأ أيضا:
تعرف على أسرار “مطرقة منتصف الليل”التي دمرت منشآت إيران النووية.. تفاصيل غير مسبوقة تكشف للمرة الأولى
ترامب يعلن هدنة مفاجئة بين إيران وإسرائيل وسط استمرار الغارات 

Visited 18 times, 1 visit(s) today

التعليقات متوقفه