مقتل الجنرال فانيل سارفاروف في تفجير استهدف سيارته جنوب موسكو
قُتل جنرال روسي، صباح اليوم، إثر انفجار سيارة مفخخة في العاصمة موسكو، في حادثة جديدة تزيد من حدة التوتر المتصاعد في سياق الحرب الدائرة بين روسيا وأوكرانيا،
فيما سارعت موسكو إلى اتهام كييف بالوقوف خلف الهجوم.
وأفادت وكالة «تاس» الروسية، نقلاً عن المتحدثة باسم لجنة التحقيق الروسية سفيتلانا بيترينكو، بأن الانفجار أسفر عن مقتل الجنرال فانيل سارفاروف، رئيس قسم التدريب العملياتي في هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الروسية، متأثراً بإصابته البالغة.
ووفقاً للتحقيقات الأولية، وقع الانفجار في موقف سيارات بشارع ياسينيفا جنوب موسكو قرابة الساعة السابعة صباحاً، مشيرة إلى أن السيارة المفخخة يُعتقد أنها كانت تعود للجنرال نفسه، حيث زُرعت العبوة الناسفة أسفل هيكل المركبة.
وأعلنت السلطات فتح تحقيق جنائي بتهمتي القتل غير المشروع وحيازة ونقل مواد متفجرة، مع استجواب شهود العيان ومراجعة تسجيلات كاميرات المراقبة في محيط الحادث.
وأضافت المصادر أن انفجاراً آخر استهدف سيارة ثانية في ساحة أحد المباني بجنوب موسكو قبل وقت قصير من الحادث، ما يثير تساؤلات حول وجود عملية منسقة.
موسكو: الهجوم نفذته الأجهزة الخاصة الأوكرانية
وسارعت موسكو إلى توجيه الاتهام إلى الأجهزة الخاصة الأوكرانية، معتبرة أن الهجوم يأتي في إطار ما وصفته بـ«العمليات التخريبية الممنهجة» داخل الأراضي الروسية.
وقد يُسهم هذا التطور في تعقيد المساعي الدبلوماسية المتعثرة أصلاً للتوصل إلى هدنة أو تهدئة على الجبهة الأوكرانية.
ويبلغ سارفاروف من العمر 56 عاماً، وكان قد حصل على رتبة فريق في مايو 2024 بمرسوم رئاسي من الرئيس فلاديمير بوتين. ويُعد من أبرز القيادات العسكرية في هيئة الأركان الروسية.
وليست هذه المرة الأولى التي تُتهم فيها كييف بتنفيذ هجمات نوعية داخل روسيا منذ اندلاع الحرب في فبراير 2022.
ففي أغسطس من العام الأول للنزاع، قُتلت داريا دوغينا، ابنة المفكر القومي الروسي ألكسندر دوغين، جراء انفجار سيارة مفخخة.
كما قُتل المدون العسكري الروسي ماكسيم فومين في أبريل 2023 إثر انفجار داخل مقهى في سانت بطرسبرغ.
وفي ديسمبر 2024، لقي قائد قوات الدفاع الإشعاعي والكيميائي والبيولوجي الروسية، إيغور كيريلوف، مصرعه بانفجار سكوتر كهربائي مفخخ، وهو الهجوم الذي أعلنت أجهزة الأمن الأوكرانية مسؤوليتها عنه.
سياسياً، يأتي هذا التصعيد في وقت تشهد فيه المساعي الدبلوماسية جموداً ملحوظاً، بعد فشل محادثات غير رسمية عُقدت مؤخراً في ولاية فلوريدا الأميركية.
ونفى المستشار الرئاسي الروسي يوري أوشاكوف وجود أي إمكانية لاتفاق ثلاثي بين موسكو وكييف وواشنطن في المرحلة الحالية.
في المقابل، أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين انفتاحه على الحوار مع نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون، مشدداً على استعداد موسكو للسلام وفق الشروط التي أعلنتها في يونيو 2024، والتي اعتبرتها كييف بمثابة استسلام.
كما استبعد الاتحاد الأوروبي، في وقت سابق، استخدام الأصول الروسية المجمدة لتمويل الحرب في أوكرانيا لعامين إضافيين.
وعلى الأرض، لا تزال العمليات العسكرية مستمرة، مع تركّز الهجمات الروسية في منطقة سومي شمال شرقي أوكرانيا، في ظل تصعيد ميداني متواصل.
اقرأ أيضا:
معهد دراسة الحرب يفند رواية موسكو: لا انهيار للجبهة الأوكرانية رغم ادعاءات بوتين
لماذا يفشل ترامب في «ترويض بوتين»؟ بين فخّ الأنا، تضارب المصالح، وحدود النفوذ الأمريكي