ميلانيا ترامب تتبرأ من خطة هدم الجناح الشرقي للبيت الأبيض: “لم تكن فكرتي”
أثار مشروع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لهدم الجناح الشرقي من البيت الأبيض موجة واسعة من الجدل السياسي والثقافي في واشنطن، بعدما أعلنت السيدة الأولى ميلانيا ترامب صراحة أن الفكرة “لم تكن فكرتها”، في تصريح اعتُبر نادرًا وصريحًا يكشف عن توتر داخل العائلة الرئاسية.
الجناح الشرقي.. رمز تاريخي للذاكرة الأمريكية
الجناح الشرقي، الذي شُيّد في أوائل القرن العشرين، يمثل منذ عقود القلب التشغيلي للسيدات الأوائل، حيث يضم مكاتبهن والأمانة الاجتماعية، ويُعد مساحة رمزية تتقاطع فيها الحياة العامة والخاصة داخل البيت الأبيض.
ميلانيا ترامب كانت قد أمضت ساعات طويلة في هذا الجناح خلال ولايتها الأولى، حيث أدارت مشاريعها الاجتماعية، ما يجعل موقفها الرافض لهدمه تعبيرًا عن مرارة شخصية وتاريخية في آن واحد.
مشروع “الحلم الفرعوني” لترامب
ووفق تقارير أمريكية، يعتزم ترامب بناء قاعة احتفالات ضخمة مكان الجناح الشرقي، بتمويل من متبرعين من القطاع الخاص، بتكلفة تُقدَّر بنحو 300 مليون دولار.
الهدف المعلن للمشروع هو “إضفاء طابع معماري جديد أكثر فخامة ووظائفية على البيت الأبيض”، وفق المتحدث باسم الرئاسة ديفيس إنجل، الذي وصف ترامب بأنه “مولود باني”.
لكن هذا التبرير لم ينجح في تهدئة الجدل، إذ اعتبر مؤرخون وخبراء ترميم أن الخطوة تمثل تدميرًا لرمز مؤسسي وتاريخي لا يمكن تعويضه.
غضب ميلانيا وصمت البيت الأبيض

مصادر قريبة من السيدة الأولى أكدت أن ميلانيا عبّرت عن “خيبة أمل ومرارة” بعد اتخاذ القرار دون استشارتها، خاصة وأن الجناح يمثل جزءًا من هوية السيدات الأوائل في تاريخ الولايات المتحدة.
ويرى مراقبون أن تصريحها العلني يعد أول إشارة إلى انقسام داخلي داخل البيت الأبيض منذ عودة ترامب إلى السلطة، وأنه يعكس رفضها لنهج “الشخصنة المفرطة للمؤسسة الرئاسية”.
ردود الفعل السياسية والثقافية
الخطوة أثارت انتقادات واسعة من الحزب الديمقراطي، إذ وصفها عضو مجلس الشيوخ روبن جاليغو بأنها “تخريب مؤسسي متعمد”، واقترح مازحًا تسمية القاعة الجديدة “قاعة باراك أوباما” في حال فوز الديمقراطيين في الانتخابات المقبلة.
حتى داخل الحزب الجمهوري، عبّر بعض القياديين عن حيرة وتحفظ، من بينهم عضو الكونغرس السابق جو والش، الذي تعهّد بـ”إعادة بناء الجناح الشرقي إذا فاز بالرئاسة عام 2028″.
البيت الأبيض بين الذاكرة والسلطة
يرى مؤرخون أن هدم الجناح الشرقي يرمز إلى تحول خطير في هوية البيت الأبيض من كونه “بيت الشعب” إلى “نصب شخصي للقوة”، محذرين من فقدان البعد الإنساني والتاريخي للمكان.
وبتصريحها اللافت: “لم تكن فكرتي”, تكون ميلانيا ترامب قد رسمت خطًا فاصلاً بين رؤية زوجها للسلطة ورؤيتها للذاكرة المؤسسية، في لحظة تعكس صراعًا بين التاريخ والهيمنة داخل أكثر البيوت رمزية في أمريكا.
اقرأ أيضا:
ميلانيا ترد بغضب: لا علاقة لي بإبستين وهذه الحقيقة
ميلانيا ترامب تدعم تشريعًا جديدًا لمكافحة الإباحية الانتقامية
قبعة ميلانيا تشعل السخرية: من “أرملة مافيا” إلى “كارمن سانديغو”