من تورينو إلى روما… الشوارع تشتعل دعماً لفلسطين
جامعات محتلة وقطارات مشلولة: عطلة نهاية أسبوع من النار في إيطاليا
عطلة نهاية أسبوع ملتهبة في إيطاليا: إضراب عام ومسيرة إلى غزة وسط تصاعد التوترات
روما : سارة غنيم
تشهد إيطاليا عطلة نهاية أسبوع استثنائية وُصفت بـ”عطلة النار”، على وقع احتجاجات واسعة رفعتها مجموعات طلابية ونقابية تحت شعار “دعونا نمنع كل شيء“، تزامناً مع الإضراب العام يوم الجمعة 3 أكتوبر/تشرين الأول، يعقبه تنظيم مسيرة وطنية دعماً لغزة في العاصمة روما يوم السبت 4 أكتوبر.
تصعيد في الجامعات والشارع
منذ أيام، عمّت التعبئة مختلف أنحاء البلاد، حيث شهدت الجامعات والمدارس إضرابات واحتلال مقار دراسية، إلى جانب احتجاجات طلابية أغلقت خطوط سكك حديدية وأدت إلى اشتباكات مع الشرطة.
في روما، انطلق موكب طلابي من جامعة “لا سابينزا” نحو الكولوسيوم، فيما احتلت مجموعات أخرى جامعات في ميلانو (جامعة الدولة)، ليتشي (جامعة سالينتو)، بولونيا وبيزا. كما توقفت الدروس في بادوفا والبندقية.
التوتر امتد إلى مدرسة كارافيلياني للفنون في العاصمة، حيث وقعت مشادات بين طلاب رددوا شعارات مؤيدة لفلسطين وأشخاص خرجوا من معبد يهودي مجاور، وانتهى الأمر بتدخل الشرطة والتعرف على عشرات المشاركين من الطرفين.
مواجهات مع الشرطة وإغلاق محطات ومطارات
في تورينو، اقتحم نحو 200 ملثم مقر Officine grandi riparazioni ودمروا بوابات ومكاتب قبل أن تتدخل الشرطة لتفريقهم. كما حاول متظاهرون اقتحام محطة القطارات في تريست محطّمين زجاج النوافذ، بينما رُميت الشرطة بأجسام صلبة وزجاجات أصابت أحد عناصرها بجروح طفيفة.
الوضع لم يختلف في فلورنسا، حيث جرى احتلال منصات محطة سانتا ماريا نوفيلا، ما أدى إلى شلل حركة القطارات على خطوط حيوية بين جنوة، روما، ليفورنو، فياريجيو وبولونيا.
في نابولي، حاول متظاهرون فرض حصار على مدخل الميناء، بينما شهدت تورينو إغلاقاً للطريق الدائري ومحاولة اقتحام لمحيط المطار، ما أدى إلى تعليق الرحلات الجوية لنحو عشرين دقيقة.
أما في ميناء ليفورنو، فقد أغلق مئات المتظاهرين المدخل الشمالي، وأقاموا حواجز أشعلوا فيها النيران، ما أدى إلى توقف حركة الشاحنات كلياً وامتداد الطوابير لعدة كيلومترات.
القلق الأمني يتصاعد

السلطات الإيطالية رفعت منسوب الحذر، خصوصاً بعد اعتراض “أسطول الصمود العالمي” من قبل البحرية الإسرائيلية، إذ أشعل ذلك موجة تضامن واسعة في الساحات الأوروبية.
وزارة الداخلية شددت إجراءات المراقبة على التظاهرات ورخص التجمعات، وأعلنت رفع مستوى الحماية لأكثر من 200 هدف إسرائيلي حساس في البلاد، من بينها الحي اليهودي في روما.
كما تزايد القلق بعد الهجوم على كنيس يهودي في مانشستر، ما عزز المخاوف من امتداد العنف أو استهداف الجاليات اليهودية.
هجوم أمام مستشفى في روما
التوتر بلغ ذروته مساء الخميس 2 أكتوبر/تشرين الأول، عندما تعرض طبيب وقيادي في حزب “ريفوندازيوني كومونيستا” لهجوم أمام مستشفى سبالانزاني في العاصمة.
ووفق إفادة جيوفاني باربيرا، القيادي في الحزب، فإن “الشاب كان يشارك في وقفة تضامنية مع غزة عندما هاجمه شبان على دراجة نارية، انتزعوا منه العلم الفلسطيني وضربوه على رأسه بخوذة”، ما استدعى نقله إلى المستشفى لتلقي العلاج.
باربيرا وصف الحادث بأنه “جزء من مناخ مقلق يتسم بتصاعد العنف السياسي، الفاشي والمؤيد لإسرائيل، يهدف إلى ترهيب الناشطين المناصرين للقضية الفلسطينية”.
وأكد أن الحادثة “لا يمكن اعتبارها عملاً فردياً أو إجرامياً بسيطاً، بل تدخل في سياق خطير من تصاعد الكراهية”.
نحو مسيرة وطنية في روما

الاحتجاجات الأخيرة لا تبدو سوى مقدمة لمسيرة كبرى مقررة يوم السبت في العاصمة روما، حيث يتوقع أن ينطلق آلاف المتظاهرين من “بورتا سان باولو” وصولاً إلى “ساحة سان جيوفاني” للتنديد بما وصفوه بـ”المجازر في غزة”.
ورغم أن التقديرات الرسمية تتحدث عن مشاركة 20 ألف شخص، فإن مراقبين يتوقعون حضوراً أكبر بكثير، وسط مخاوف حقيقية من اندلاع صدامات عنيفة مع الشرطة أو بين مجموعات متعارضة.
اقرأ أيضا:
مظاهرة في تورينو تفضح دور إيطاليا في قمع المظاهرات حول العالم
يوم “الاثنين الأسود” إيطاليا تتحد في الشوارع: احتجاجات حاشدة وإضرابات عامة تضامنًا مع غزة
10 آلاف شخص في مظاهرة دعم لفلسطين في ميلانو