إسرائيل تصف المتطوعين الإيطاليين بالإرهابيين… والمعارضة تطالب برد دبلوماسي حازم

أسطول غزة الإنساني يضع حكومة ميلوني في مرمى الانتقادات

0 44

كتبت : سارة غنيم

ميلوني ترد على رسالة شلاين بشأن أسطول غزة: جدل سياسي ودبلوماسي في إيطاليا

أثار رد رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني على الرسالة التي وجهتها إليها سكرتيرة الحزب الديمقراطي، إيلي شلاين، جدلاً واسعًا في الأوساط السياسية والإعلامية.

شلاين كانت قد طلبت من الحكومة اتخاذ موقف واضح لحماية الأسطول المتجه نحو سواحل غزة محمّلاً بمساعدات إنسانية، في ظل تهديدات إسرائيلية اعتبرت القافلة “دورية إرهابية”.

الأسطول يضم عشرات المتطوعين الإيطاليين غير المسلحين والسلميين، بالإضافة إلى أربعة نواب في البرلمان: أناليسا كورادو، بينيديتا سكوديري، أرتورو سكوتو، وماركو كرواتي.

تصريحات وزير إسرائيلي حول اعتبار هذا الأسطول “إرهابياً” اعتُبرت في روما إهانة موجهة ليس فقط إلى المتطوعين بل إلى البرلمان الإيطالي نفسه، ما يستدعي – وفق المعارضة – رداً سياسياً ودبلوماسياً حازماً.

جدل في إيطاليا حول رد ميلوني على رسالة شلاين بشأن أسطول غزة

موقف ميلوني: مساعدات عبر القنوات الرسمية

في ردها، أوضحت ميلوني أن المتطوعين كان من الأفضل لهم تسليم المساعدات إلى الحكومة الإيطالية لتتكفل بتوصيلها عبر القنوات الرسمية. كما شددت على أن الدولة ستتعامل مع أي اعتداء على مواطنيها في الخارج وفق الإجراءات المعتادة، دون اتخاذ موقف سياسي مباشر من تصريحات إسرائيل أو تهديداتها.

هذا الرد، وفق منتقديها، يعكس استفزازاً وتجاهلاً للبُعد السياسي والدبلوماسي للأزمة، خاصة وأن الحكومة الإسرائيلية صنفت نواباً إيطاليين منتخبين ضمن “إرهابيين”.

المتطوعون والبرلمانيون: شجاعة ومثالية

حضور أربعة برلمانيين على متن الأسطول اعتُبر من قبل المعارضة دليلاً على شجاعة سياسية وأخلاقية، وممارسة للمسؤولية الديمقراطية في أبهى صورها.

هؤلاء النواب – بحسب المدافعين عن مشاركتهم – جسّدوا صورة نادرة من المثالية السياسية، التي غالباً ما تطغى عليها الانتهازية والمصالح.

غياب الموقف الدبلوماسي

تساؤلات كثيرة طُرحت حول غياب أي رد دبلوماسي رسمي على تصريحات الحكومة الإسرائيلية. لماذا لم تستدعِ روما السفير الإسرائيلي؟ ولماذا لم تُلوّح بفرض عقوبات أو حتى بقطع العلاقات الدبلوماسية إذا ما تم الاعتداء على الأسطول؟

المعارضة ترى أن الحكومة الإيطالية اختارت التزام الصمت والانشغال بقضايا ثانوية، مثل ضريبة القيمة المضافة على الأجهزة المنزلية، بدلاً من مواجهة مأساة إنسانية متفاقمة في غزة، حيث قُتل آلاف الأطفال وسط حصار خانق ونقص حاد في الأدوية.

مقارنة مع الماضي: دروس من الجمهورية الأولى

في هذا السياق، استُعيدت حادثة من تاريخ السياسة الإيطالية: حين رفض رئيس مجلس النواب الأسبق بيترو إنغراو استبعاد النائب ميركو تريماجليا من وفد برلماني متجه إلى الاتحاد السوفيتي رغم اعتراض موسكو، مؤكداً أن تشكيل الوفد حق سيادي إيطالي خالص.

النتيجة كانت تراجع السوفييت. هذه الواقعة تُطرح اليوم كدليل على استقلالية القرار السياسي في الماضي، مقارنةً بما يعتبره منتقدو الحكومة الحالية خضوعاً وتبعية.

وبينما يواصل الأسطول الإنساني رحلته نحو غزة وسط مخاطر جدية، يبقى السؤال الأبرز: هل ستتخذ الحكومة الإيطالية موقفاً سياسياً ودبلوماسياً يليق بحجم التحدي والإهانة التي طالت مؤسساتها، أم ستكتفي بالمعالجات التقنية والبيروقراطية، تاركة شرف المبادرة الإنسانية للمتطوعين والبرلمانيين الذين خاطروا بحياتهم دفاعاً عن قيم العدالة والتضامن؟

اقرأ أيضا:
جدل حول تصريحات ميلوني بشأن “الإبادة الجماعية الفلسطينية”: بين سوء الفهم والتمسك بالموقف الرسمي

Visited 7 times, 7 visit(s) today
اترك تعليق

يرجي التسجيل لترك تعليقك

شكرا للتعليق