غارات وهدم: الجيش الإسرائيلي يحول غزة إلى أنقاض

0 59

إعداد: قسم الشؤون الدولية

تشهد مدينة غزة في الأيام الأخيرة مزيجاً من القصف الجوي وعمليات الهدم الممنهج. الجيش الإسرائيلي يواصل تدمير ما تبقى من المباني في ضواحي المدينة، من صبرا والتفاح إلى جباليا والزيتون.

ومع تزايد وتيرة العمليات، نزح السكان نحو الجهة الغربية من غزة، حيث تجمع عشرات الآلاف قرب البحر، قبل أن تدفعهم الظروف القاسية جنوباً باتجاه دير البلح وخان يونس.

كماشة عسكرية وخطر مجاعة

يصف محمد، وهو صحفي شاب، اليوم الرابع من عملية “عربة جدعون 2” بأنها “كماشة مدمرة” تحاصر نحو 800 ألف شخص جواً وبراً، تمهيداً للهجوم على شبكة أنفاق حماس تحت الأرض. ويضيف: “لساعات، وتحت الشمس الحارقة، يبحث الأمهات والآباء عن الماء والطعام لإطعام أطفالهم، وغالباً دون جدوى.”

الأمم المتحدة أعلنت رسمياً شبح المجاعة في غزة يوم الجمعة، لتصبح أول مجاعة موثقة في تاريخ الشرق الأوسط الحديث.

حصيلة ثقيلة للضحايا

وفق وزارة الصحة في غزة، أسفرت الغارات الإسرائيلية عن مقتل 61 شخصاً وإصابة 308 آخرين في يوم واحد فقط. وأكدت مصادر طبية في مستشفى الكويت أن أربعة أطفال قُتلوا فجراً في غارة استهدفت مخيمات خان يونس.

رغم الكلفة الإنسانية، لا تظهر حكومة بنيامين نتنياهو استعداداً للتراجع. فالحرب التي امتدت على جبهات عدة – من لبنان وسوريا إلى اليمن وإيران – لم تردع تل أبيب عن مواصلة هجومها، في ظل ما تعتبره سعيًا لتحقيق “نصر كامل”.

تصعيد في الضفة الغربية

لم تقتصر تداعيات الحرب على غزة. في الضفة الغربية، اقتلع الجيش والمستوطنون 3,100 شجرة من قرية المغير، عقب هجوم فلسطيني على مستوطنة غير قانونية. كما شهدت نابلس وجنين وطولكرم ورام الله مداهمات واعتقالات واسعة.

خلافات داخل إسرائيل

في الداخل الإسرائيلي، تعالت أصوات الغضب. فقد اعترض محتجون وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير أثناء زيارته لكنيس، واتهموه بتخريب أي صفقة محتملة للإفراج عن الرهائن.

وأظهرت احتجاجات مماثلة صوراً لرهائن هزيلين في أنفاق غزة، في رسالة مباشرة: “انظر إلى وجوههم… إذا اختُطفت، سيتركك والدك تموت.”

تأتي هذه الضغوط فيما يواجه نتنياهو معضلة سياسية داخل حكومته، إذ يمتلك بن غفير ووزير المالية بتسلئيل سموتريتش القدرة على إسقاط الائتلاف عبر جناحهما الديني المتطرف.

مصادر عسكرية لصحيفة معاريف ربطت استمرار العملية في غزة بمحاولة نتنياهو الحفاظ على حكومته الهشة.

أزمة الرهائن

أكثر من مليوني إسرائيلي خرجوا في تظاهرات تطالب بإنهاء الحرب، معتبرين أن استمرار الهجوم حكم بالإعدام على الأسرى.

وأثار الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب جدلاً بتصريحاته المرتبكة حول عدد الرهائن الأحياء، ما دفع عائلاتهم للتعبير عن غضبهم. ورد منسق ملف الرهائن غال هيرش مؤكداً: “20 رهينة على قيد الحياة، اثنان منهم في حالة حرجة”.

صدى دولي متصاعد

المجتمع الدولي عبّر عن رفضه المعلن للمجاعة وعمليات التهجير، فيما وجّهت السيدة التركية الأولى أمينة أردوغان رسالة مباشرة إلى ميلانيا ترامب، قالت فيها: “أطفال غزة يستحقون نفس الاهتمام الذي يحظى به أطفال أوكرانيا.”

في الداخل الإسرائيلي، يستعد منتدى عائلات المختطفين لتنظيم مظاهرات واسعة الأحد والاثنين، تضاف إلى الاحتجاجات السابقة التي شلت شوارع إسرائيل. لكن وسط هذه الأصوات، يظل صمت رسمي كثيف يخيّم على مصير غزة وسكانها.

🔻 الخلاصة:

بينما تتصاعد الغارات والعمليات البرية في غزة، تزداد معاناة المدنيين الذين يواجهون خطر المجاعة والتهجير. وفي الوقت نفسه، تتفاقم الانقسامات داخل إسرائيل، فيما يواصل المجتمع الدولي الضغط دون أن يوقف آلة الحرب.

اقرأ أيضا:
إجلاء مليون فلسطيني… الخطوة الأولى في خطة السيطرة الإسرائيلية على غزة 

Visited 4 times, 4 visit(s) today
اترك تعليق

يرجي التسجيل لترك تعليقك

شكرا للتعليق