إسرائيل توسع هجومها على مدينة غزة وسط نزوح واسع وتوتر دبلوماسي في الأمم المتحدة
وسّعت إسرائيل عملياتها العسكرية في مدينة غزة، ضمن ما تسميه عملية “عربات جدعون 2″، بهدف معلن يتمثل في “إغلاق الحساب مع حماس” واستعادة الرهائن المحتجزين.
وأكد المتحدث العسكري الإسرائيلي أفيخاي أدرعي أن الجيش سيستخدم “قوة غير مسبوقة”، داعياً الفلسطينيين إلى إخلاء المدينة والتوجه نحو “المنطقة الإنسانية” في جنوب القطاع.
نزوح جماعي
وبحسب تقديرات الجيش الإسرائيلي، فقد نزح ما لا يقل عن 480 ألف شخص من مدينة غزة التي كان عدد سكانها نحو مليون نسمة قبل بدء العملية. واصطفت طوابير طويلة من المدنيين على طريق الرشيد الساحلي، الذي أبقي مفتوحاً للإخلاء، في ظل إغلاق الطريق المركزي “صلاح الدين”.
سقوط ضحايا مدنيين
قُتل ما لا يقل عن 33 فلسطينياً في هجمات إسرائيلية متفرقة، بينهم 18 في مدينة غزة. كما سُجّلت حالات وفاة نتيجة الجوع وسوء التغذية، ليرتفع عدد الضحايا جراء المجاعة منذ بدء الحرب إلى 440 شخصاً، بينهم 147 طفلاً.
في المقابل، أعلن الجيش الإسرائيلي أنه “قضى على 10 مسلحين” وفكك “20 موقعاً عسكرياً لحماس”، مؤكداً مواصلة العمليات في خان يونس ورفح جنوب القطاع.
تحركات دولية للاعتراف بدولة فلسطين
بالتزامن مع التصعيد العسكري، يشهد مقر الأمم المتحدة في نيويورك أسبوعاً دبلوماسياً رفيع المستوى، حيث تعتزم 12 دولة بقيادة فرنسا والسعودية الدفع نحو الاعتراف بدولة فلسطين، في محاولة لإحياء حل الدولتين.
ويرى الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أن الاعتراف يمثل “أفضل وسيلة لعزل حماس وضمان أمن إسرائيل”، إضافة إلى فتح الطريق أمام إدارة فلسطينية جديدة عبر السلطة الوطنية بعد إصلاحها.
إسرائيل والولايات المتحدة أعربتا عن رفض قاطع لهذه الخطوة، إذ لجأت واشنطن مؤخراً إلى استخدام حق النقض (الفيتو) ضد مشروع قرار في مجلس الأمن لوقف إطلاق النار، مبررة ذلك بعدم إدانة “حماس”.
مشاركة فلسطينية وسعودية عن بُعد
ورغم العراقيل، سمحت الجمعية العامة للرئيس الفلسطيني محمود عباس بالمشاركة عبر تقنية الفيديو كونفرنس، فيما يُنتظر أن يلقي ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان كلمة خلال جلسة مخصصة لمناقشة القضية الفلسطينية.
تصاعد التوتر مع إيران
في سياق متصل، فرض مجلس الأمن مجدداً عقوبات على إيران بسبب برنامجها النووي، بعد رفض قرار بتمديد تعليقها. ومن المقرر أن تدخل العقوبات حيز التنفيذ في 28 سبتمبر، في حال عدم التوصل إلى اتفاق جديد.
وأكدت باريس، إلى جانب برلين ولندن ضمن مجموعة E3، أنها “سعت لإيجاد حل تفاوضي”، فيما شدد السفير الإيراني لدى الأمم المتحدة أمير سعيد إيرواني على أن “الدبلوماسية تُدار بالحوار وليس بالضغط والترهيب”، مع ترك “باب التفاوض” مفتوحاً.
من جانبها، جددت إسرائيل موقفها بأن “الهدف يجب أن يبقى منع إيران من امتلاك قدرات نووية”.
اقرأ أيضا:
فلسطين بين الحلم والانقسام: شعب واحد وحكومتان متعارضتان