نتنياهو: “نعمل على إنقاذ إخواننا الدروز”.. إسرائيل تتدخل في سوريا لحماية الطائفة الدرزية

في تطور لافت يعكس التوتر المتصاعد على الحدود الشمالية، أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن حكومته تعمل على “إنقاذ إخواننا الدروز”، في إشارة إلى العمليات العسكرية الإسرائيلية الأخيرة داخل الأراضي السورية.
جاء هذا التصريح عقب دعوات متزايدة من الطائفة الدرزية في إسرائيل للتحرك لحماية أبناء طائفتهم في محافظة السويداء جنوب سوريا، التي تشهد تصعيدًا عسكريًا منذ أسابيع.
وكان مئات الدروز قد حاولوا عبور الحدود من إسرائيل إلى سوريا عبر معبر حضر في منطقة مجدل شمس بهضبة الجولان المحتلة، قبل أن تتدخل قوات الجيش الإسرائيلي لمنعهم وإعادتهم.
بالتزامن، دعا الشيخ موفق طريف، الزعيم الروحي للطائفة الدرزية في إسرائيل، إلى مظاهرة في الجولان، مؤكدًا أنه وجّه مناشدات مباشرة إلى نتنياهو ووزير الدفاع يسرائيل كاتس للتدخل الفوري.
من هم الدروز؟ ولماذا تساندهم إسرائيل؟
الدروز طائفة دينية توحيدية، تتقاطع معتقداتها مع الإسلام والمسيحية واليهودية، وتتميّز بسرّيتها ورفضها قبول المتحوّلين إلى دينها. يشكل الدروز نحو 3% من سكان سوريا، ويتمركزون أساسًا في محافظة السويداء الجنوبية.
وقد حافظت هذه الطائفة على الحياد طوال سنوات الحرب الأهلية التي اندلعت عام 2011، لكنهم باتوا الآن في مرمى نيران الجماعات المسلحة المتطرفة التي ظهرت عقب الإطاحة بنظام بشار الأسد.
وتتزايد المخاوف من وقوع مجازر طائفية بحق الدروز بعد صعود حكومة سورية جديدة بقيادة عماد أسين الشرع، التي يشتبه في وجود صلات لها بجماعات متشددة متفرعة من القاعدة، رغم محاولاتها طمأنة الأقليات.
الدروز في إسرائيل.. ولاء متبادل ودعم متزايد
يعيش في إسرائيل عشرات الآلاف من الدروز الذين يحملون الجنسية الإسرائيلية، ويتجند العديد منهم في الجيش الإسرائيلي، في مشهد نادر بين المواطنين العرب في الدولة العبرية.
وعلى النقيض، فإن معظم دروز الجولان البالغ عددهم قرابة 23 ألفًا يرفضون الجنسية الإسرائيلية ويعتبرون أنفسهم سوريين.
وقد عززت إسرائيل علاقاتها بالطائفة الدرزية بشكل علني خلال الشهور الماضية، عبر إرسال مساعدات إنسانية ضخمة إلى السويداء ومناطق درزية أخرى داخل سوريا، كما استقبلت وفودًا دينية درزية من الخارج لأداء مناسك حج دينية في البلاد.
تصعيد عسكري ورسائل سياسية
في 30 أبريل/نيسان الماضي، أمر رئيس الوزراء نتنياهو بشنّ ضربة استباقية ضد جماعة مسلحة كانت تخطط لهجوم على دروز قرب دمشق، وذلك بعد سلسلة تحذيرات إسرائيلية للسلطات السورية الجديدة بـ”عدم إيذاء الدروز”. وتكرر الموقف ذاته مؤخرًا مع تنفيذ الجيش الإسرائيلي غارات على مواقع في محافظة السويداء، بعد ورود تقارير عن اشتباكات دامية.
ويبدو أن إسرائيل ترى في حماية الدروز جزءًا من التزاماتها الأخلاقية والسياسية، في ظل العلاقة المتينة التي تربطها بالطائفة، والتي تقابلها الأخيرة بالولاء والدعم، في وقت تزداد فيه تعقيدات المشهد السوري بين تطورات محلية وصراعات إقليمية.