إجلاء مليون فلسطيني… الخطوة الأولى في خطة السيطرة الإسرائيلية على غزة
في مقابلة مع قناة فوكس نيوز قبل ساعات من اجتماع مجلس الأمن المصغر في القدس، أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عزمه فرض “السيطرة الكاملة” على قطاع غزة، مع التأكيد على أن حكومته لا تخطط لإدارته بشكل مباشر.
وأوضح أن الخطة تقوم على تسليم إدارة القطاع إلى “قوى عربية قادرة على حكمه بشكل صحيح، دون تهديد إسرائيل، وبما يضمن حياة كريمة للسكان”، مضيفًا: “هذا لن يتحقق طالما بقيت حماس”.
ورغم ذلك، لم يحدد نتنياهو الجهات العربية التي قد توافق على تولي هذه المهمة.
تحذيرات من داخل المؤسسة العسكرية
الخطط التي كشفها نتنياهو قوبلت بانتقادات من رئيس الأركان الجنرال إيال زمير، الذي حذر من أن أي تحرك بهذا الحجم قد يعرّض حياة آخر 20 رهينة محتجزين في غزة للخطر، ويكبّد الجيش خسائر فادحة، في وقت يحتاج فيه إلى إعادة تنظيم واستراحة.
كما شدد على أن الخطة قد تزيد من عزلة إسرائيل الدولية. وقال زمير بوضوح: “سنواصل التعبير عن آرائنا دون أي تردد”.
مشاورات في أجواء متوترة واحتجاجات في الشارع
استمرت مشاورات الكابنيت الأمني حتى ساعات متأخرة من الليل وسط أجواء مشحونة، بينما تظاهر آلاف من ذوي الرهائن ومؤيديهم في القدس وتل أبيب.
وفي مشهد لافت، وقع اشتباك بين جنود احتياط سابقين عادوا من غزة وهم يعانون صدمات نفسية، وبين قوات الشرطة أمام وزارة الدفاع.
تفاصيل الخطة الإسرائيلية
تشير المعلومات المسربة إلى أن تنفيذ الخطة، بعد موافقة الحكومة، قد يستغرق ما لا يقل عن ستة أشهر. وتشمل المرحلة الأولى إجلاء نحو مليون فلسطيني من مدينة غزة إلى جنوب القطاع، مع تجهيز عاجل للبنى التحتية الطبية،
ومراكز توزيع المواد الغذائية، وتخصيص 3 مليارات شيكل (نحو 800 مليون يورو) لاحتياجاتهم.
عقب ذلك، سيعمل الجيش على السيطرة الميدانية على مدينة غزة وتدمير البنية التحتية التابعة لحماس، وهي عملية قد تمتد لأشهر وتعرض القوات لمخاطر كبيرة. الجناح العسكري لحماس رد محذرًا: “الاقتحام ليس نزهة في الحديقة”.
كما يتوقع أن تمتد العمليات لاحقًا إلى مخيمات النصيرات والبريج والمغازي. أما ملف الرهائن، فيؤكد تصريح زمير أن الجيش لا يملك حاليًا قدرة عسكرية مباشرة على تحريرهم.
تحديات إنسانية خطيرة
الخطة تواجه انتقادات واسعة من منظمات إنسانية، إذ أعلن مستشفى الأقصى عن انهياره بسبب تزايد الإصابات في مراكز توزيع المساعدات التي تديرها منظمة أمريكية تحت حماية الجيش الإسرائيلي.
وتشير بيانات أممية إلى أن 12 ألف طفل في غزة يعانون من سوء تغذية حاد، فيما ارتفع عدد الوفيات الناجمة عن الجوع إلى 197 حالة، بينهم 96 طفلًا.
كما يسجَّل نقص حاد في الصابون ومنتجات النظافة وورق المراحيض، ما يجعل فرضية نقل مليون شخص إضافي إلى مناطق مكتظة وفقيرة بالبنى التحتية محفوفة بالمخاطر.
خطة تدريجية وقابلة للتعديل
أوضح نتنياهو خلال الاجتماع أن خطته “تدريجية” وليست نهائية، وأنه يمكن إيقافها إذا أبدت حماس استعدادًا للعودة إلى طاولة المفاوضات والتوصل إلى هدنة، في إشارة إلى أن التحرك قد يكون ورقة ضغط بقدر ما هو مشروع عسكري ميداني.