الهند وباكستان تتوصلان إلى اتفاق وقف إطلاق نار بوساطة أمريكية.. وانفجارات تهز كشمير رغم الهدنة

189

في تطور دبلوماسي لافت، أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، السبت، عبر منصاته على وسائل التواصل الاجتماعي، عن توصل الهند وباكستان إلى اتفاق كامل وفوري لوقف إطلاق النار، بعد مفاوضات مكثفة بوساطة أمريكية استمرت طوال الليل.

وأوضح وزير الخارجية الأمريكي، ماركو روبيو، أن الاتفاق جاء بعد جهود مشتركة بذلها إلى جانب نائب الرئيس جي دي فانس، حيث أجريا محادثات مباشرة مع رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي، ورئيس الوزراء الباكستاني شهباز شريف، بمشاركة وزراء خارجية وقادة عسكريين من البلدين.

وكتب روبيو على منصة “X”: “يسعدني أن أعلن أن حكومتي الهند وباكستان اتفقتا على وقف فوري لإطلاق النار وبدء حوار شامل حول مجموعة من القضايا، في موقع محايد”.

من جهته، أكد وزير الخارجية الباكستاني، إسحاق دار، عبر منشور مماثل، أن بلاده “كانت ولا تزال تدافع عن السلام الإقليمي، دون التنازل عن سيادتها وسلامة أراضيها”.

وفي خطوة عملية، أعادت باكستان فتح مجالها الجوي، بينما أعلنت وزارة الخارجية الهندية دخول وقف إطلاق النار حيز التنفيذ بدءًا من الساعة الخامسة مساء بالتوقيت المحلي. وأكد الجانبان أن محادثات موسعة ستنطلق يوم الاثنين لبحث القضايا العالقة بينهما.

انفجارات تهز كشمير رغم الإعلان

لكن، وبعد ساعات فقط من إعلان الاتفاق، شهدت مدينة سريناجار – العاصمة الصيفية لكشمير الخاضعة للإدارة الهندية – سلسلة انفجارات عنيفة، بحسب ما أكده شهود عيان ووسائل إعلام محلية. كما أظهرت مقاطع فيديو نشرها عمر عبد الله، رئيس وزراء كشمير السابق، على مواقع التواصل الاجتماعي، تحركات عسكرية، وفعّلت القوات الهندية الدفاعات الجوية في وسط المدينة.

وقال عبد الله: “هذا لا يبدو وكأنه وقف لإطلاق النار. وحدات الدفاع الجوي الهندية في سريناجار دخلت في حالة تأهب”.

وأفاد السكان المحليون بحدوث انقطاعات للتيار الكهربائي بالتزامن مع الانفجارات، وسط حالة من القلق والتوتر المتجدد في المدينة التي تعيش على وقع التوترات منذ سنوات.

خلفية التصعيد

جاء وقف إطلاق النار بعد أربعة أيام من تصعيد عسكري خطير على جانبي خط السيطرة في كشمير، أسفر عن مقتل ما لا يقل عن 60 شخصًا، إلى جانب نزوح آلاف المدنيين من مناطق التماس.

وكان التوتر قد تصاعد بشكل حاد بعد هجوم دموي وقع في 22 أبريل بمدينة باهالجام في كشمير الهندية، أسفر عن مقتل 26 شخصًا، معظمهم من السياح. ووجهت نيودلهي أصابع الاتهام إلى جماعة “عسكر طيبة”، المصنفة إرهابية من قبل الأمم المتحدة، متهمة باكستان بتوفير الدعم للجماعة، وهو ما نفته إسلام أباد بشكل قاطع.

ويُذكر أن العلاقات بين الهند وباكستان لطالما اتسمت بالتوتر منذ انفصالهما عام 1947، وخاض البلدان ثلاث حروب كبرى، فضلاً عن مناوشات متكررة في إقليم كشمير المتنازع عليه.

اقرأ أيضا:
تصاعد الإسلاموفوبيا في الهند وسط التوتر مع باكستان: المسلمون يدفعون ثمن الصراع السياسي

Visited 11 times, 1 visit(s) today

التعليقات متوقفه