طرد إمام مصري من إيطاليا بعد تصريحات مثيرة للجدل ودعوات لاحتجاجات في تورينو
ميلانو : نجاة أبو قورة
أصدرت وزارة الداخلية الإيطالية قراراً بترحيل محمد شاهين، إمام مسجد عمر بن الخطاب في شارع سالوزو بمدينة تورينو، بعد تصريحات أدلى بها خلال مظاهرة مؤيدة لفلسطين في 9 أكتوبر أثارت جدلاً واسعاً.
ووقع مرسوم الطرد وزير الداخلية كارلو بيانتيدوسي، ليشكل ذلك نهاية مرحلة من السجالات السياسية والإعلامية التي تصاعدت على خلفية المظاهرات المناصرة لفلسطين.
تم اقتياد شاهين، وهو مصري من مواليد ميت خاقان – شبين الكوم بمحافظة المنوفية وأب لطفلين، إلى مركز الشرطة يوم الاثنين، حيث تقدم بطلب لجوء سياسي. وبعد إجراءات سريعة، نُقل إلى مركز احتجاز المهاجرين (CPR) في كورسو برونليسكي، تمهيداً لإبعاده إلى مصر بعد سحب تصريح إقامته.
تصريحات مثيرة وفاصل رقيق بين الرأي والتحريض
العبارة التي أثارت الجدل كانت قوله: “إن السابع من أكتوبر كان ردًّا على سنوات من الاحتلال“. ووفق مصادر إعلامية إيطالية، فإن شاهين كرر هذه الجملة في أكثر من مظاهرة مؤيدة لفلسطين، ظهر فيها بين الصفوف الأولى، وبعضها شهد أحداثاً عنفـية وقطع طرق أدت إلى تسجيل بلاغات.
وتشير الصحف الإيطالية إلى أن قرار الطرد يأتي في سياق أوسع شمل إجراءات ضد نشطاء ونقابيين، وأوامر إبعاد لقادة جمعيات فلسطينية في مدن أخرى مثل ميلانو ونابولي، في إطار تشديد الدولة الإيطالية الرقابة على الأنشطة المرتبطة بالمظاهرات المؤيدة لفلسطين.
سجل نظيف… ومخاوف من إعادته إلى مصر
على الرغم من قرار الطرد، لا يملك شاهين أي سجل جنائي، باستثناء شكوى تتعلق بحصار طريق أثناء احتجاج مؤ pro-Pal. وبحسب خبراء قانونيين، فإن إعادته إلى مصر قد تشكل خطراً على حياته، نظراً لمعارضته السياسية لنظام الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، وانتمائه لجماعة الإخوان المسلمين المحظورة.

احتجاجات وتضامن واسع في تورينو
أثار اعتقال الإمام ردود فعل غاضبة في تورينو، حيث خرج عدد كبير من المتضامنين يوم الثلاثاء 25 نوفمبر في مظاهرة شارك فيها ممثلو كنائس والدينسيان الذين يرتبطون بعلاقات تعاون طويلة مع مسجد عمر بن الخطاب في مشروعات للحوار بين الأديان.
وقبل شهر فقط، كان ممثلو الكنائس المسيحية والجالية اليهودية قد وقعوا بياناً مشتركاً أكدوا فيه أهمية التعايش واحترام التنوع داخل المدينة.
رسالة عاجلة إلى الرئيس الإيطالي ماتاريلا
أرسلت “شبكة الحوار المسيحي–الإسلامي في تورينو” رسالة مفتوحة إلى الرئيس سيرجيو ماتاريلا والوزير بيانتيدوسي، أعربت فيها عن “الدهشة والقلق” من اعتقال الإمام،
وذكّرت الشبكة بأن شاهين كان قد تراجع عن تصريحاته وأصدر بياناً مشتركاً للتضامن بين مكونات المدينة الدينية.
وجاء في الرسالة أن “القرار يبدو متسرعاً وغير منسجم مع الجهود المتواصلة لتعزيز السلام والحوار داخل المجتمع”.
السياق الدولي… إشارات إلى تصنيف الإخوان
وتشير مصادر إعلامية إلى أن التطورات الأخيرة أعادت إلى الواجهة الجدل حول جماعة الإخوان المسلمين، خاصة بعد إعلان الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب نيته تصنيف الجماعة منظمة إرهابية أجنبية،
وهو قرار كان قد أثار مخاوف واسعة داخل صفوفها بسبب ما يترتب عليه من عقوبات وتشديدات قانونية ومالية.
اقرأ أيضا:
إيطاليا تطرد رئيس الجمعية الفلسطينية بتهمة التحريض على العنف والكراهية
طرد الإمام ذو الفقار خان من بولونيا: اتهامات بدعم حماس والتطرف الديني