كتب :أحمد عبد الناصر
في أعقاب عملية “طوفان الأقصى” التي نفّذتها حركة حماس بتاريخ 7 أكتوبر 2023 رداً على حصار غزة منذ عام 2007، والتصعيد المتواصل في الضفة الغربية والمقدسات، برز واضحًا مخطط إسرائيلي لـتصفية القضية الفلسطينية نهائيًا.
الحرب المفتوحة على المدنيين
الرد الإسرائيلي لم يقتصر على استهداف المقاتلين؛ بل شمل المدنيين بشكل مشين. غزة تحوّلت إلى ما يشبه مدينة أشباح مدمّرة بنسبة تقارب 70% من المباني،
وفق بيانات الأمم المتحدة حتى ديسمبر 2024—ما يترجم إلى حوالي 170,812 مبنى تضرّر أو دُمر بالكامل .
وفي ريف غزة، وصلت النسبة إلى 74.2% من المباني مدمّرة .
قصف جيش الاحتلال المستشفيات، والمساجد والكنائس – وهناك صور لا تُحتمل عن أطفال تُلفّ جثثهم في أكياس بلاستيكية.
عدد الشهداء والمصابين في غزة
عدد الشهداء: تجاوز 63,000 فلسطيني منذ بدء الحرب في 7 أكتوبر 2023، وفق بيانات وزارة الصحة بغزة وتقارير رويترز.
عدد المصابين: أكثر من 151,000 مصاب، وفق تقارير الأمم المتحدة (OCHA).
الأطفال المصابون: 40,500 _ نصفهم معاقون.
نسب الضحايا:
الأطفال: نحو 31% من إجمالي الضحايا (أكثر من 18,000 طفل).
النساء: حوالي 16% (قرابة 9,700 امرأة).
كبار السن: نحو 7% (أكثر من 4,400).
حرب إبادة جماعية
منظمات حقوقية دولية عدّت ما يحدث في غزة إبادة جماعية منظمة _ في حرب وحشية اقتربت من دخول عامها الثالث _ حيث وثّقت “هيومن رايتس ووتش” التهجير القسري لـأكثر من 90% من سكان غزة—أي نحو 1.9 مليون فلسطيني—نتيجة لتدمير ممنهج على مدى أكثر من 13 شهرًا .
أما “العفو الدولية” فقد خلصت إلى أن هناك أدلة كافية على أن التصرفات الإسرائيلية ترقى إلى مستوى “إبادة جماعية” بالمعايير القانونية الدولية .
أمريكا.. شريان السلاح والدبلوماسية لإسرائيل
قدّمت الولايات المتحدة منذ بداية العدوان على غزة دعمًا عسكريًا وماليًا ودبلوماسيًا غير مسبوق لدولة الاحتلال الإسرائيلي، شمل تزويدها بترسانة ضخمة من الأسلحة والذخائر المتطورة، وتمويلًا بمليارات الدولارات،
إضافة إلى توفير غطاء سياسي في مجلس الأمن حال دون صدور قرارات ملزمة لوقف العدوان.
ويرى خبراء أن استمرار هذا الدعم جعل واشنطن شريكًا مباشرًا في الجرائم ضد المدنيين، مما يزيد من الضغوط الدولية لوقفه فورًا وربط المساعدات الأمريكية بالتزام إسرائيل بالقانون الدولي ووقف جرائمها ضد المدنيين.
توحيد فلسطيني ودبلوماسية متضرّرة
وسط هذا الدمار، تصاعد الحديث عن ضرورة تكوين حكومة وحدة فلسطينية تشمل جميع الفصائل، بما فيها فتح وحماس، لتحقيق موقف موحّد يواجه التحديات على الأرض، سياسياً ودبلوماسياً وقانونياً.
الاعترافات الدولية تلوح في الأفق
في تطور دبلوماسي جديد، بدأت عدة دول كبرى في أوروبا وخارجها بالإعلان عن الاعتراف الرسمي بدولة فلسطين:
بلجيكا أعلنت أنها ستعترف بفلسطين خلال الدورة المقبلة للجمعية العامة للأمم المتحدة، شرط الإفراج عن جميع الرهائن.
بريطانيا، وفرنسا، وكندا، وأستراليا، أكدت نيتها الاعتراف بدولة فلسطين، وشددت على ضرورة وقف العدوان، مع البدء بمسار سياسي نحو حل الدولتين.
حتى مالطا قررت الانضمام إلى مسعى الاعتراف خلال الجمعية العامة للأمم المتحدة في سبتمبر 2025 .
واعترفت النرويج اعترفت بفلسطين في مايو 2024 واستأنفت التواصل الدبلوماسي.
وكذلك، سلوفينيا، أيرلندا، إسبانيا، أعلنت اعترافها بدولة فلسطين.
يرى مراقبون أن هذه الاعترافات، وإن كانت رمزية حالياً، تمثّل نقطة انطلاق نحو تحقيق حل الدولتين وضغوط دولية ملموسة على الاحتلال .
مطالب حقوقية وتدخل دولي عاجل
منظمات إنسانية مثل اللجنة الدولية للصليب الأحمر واللجنة الدولية للإنقاذ (IRC) تدعو الصامتين في المجتمع الدولي إلى تحمل مسؤولياتهم، والعمل فوراً لإنقاذ ما تبقى من حياة المدنيين—بوقف فوري لإطلاق النار، وضمان دخول المساعدات وتقديم الجناة إلى العدالة الدولية .
خاتمة: خطّة التحرير والدبلوماسية
1. أساس سياسي داخلي: تشكيل حكومة فلسطينية موحّدة تُعبّر عن كل الفصائل.
2. تحرّك دبلوماسي: بناء على اعترافات دولية ودعم الاتحاد الأوروبي وكذا الأمم المتحدة.
3. ملاحقة قانونية: تقديم القتلة على المسرح الدولي—المحكمة الجنائية ومحكمة العدل الدولية.
4. حماية إنسانية عاجلة: ضمان مرور المساعدات الإنسانية وعدم تقويضها أو سرقتها من قبل المتطرفين الإسرائيلين.
5. جهود بناء: بدء إعادة الإعمار بالتنسيق مع مصر والدول الداعمة، على أن تكون تحت سلطة فلسطينية شرعية.
اقرأ أيضا:
اضطرابات في إسرائيل: متظاهرون يشعلون النار قرب منزل نتنياهو واحتجاجات تمتد إلى القدس والكنيست
التعليقات متوقفه