وزير الخارجية والهجرة يلتقي السيناتور “كريس فان هولن” ويؤكد: لا تهجير للفلسطينيين والتزام راسخ بحل الدولتين

في إطار زيارته الرسمية إلى العاصمة الأمريكية واشنطن، عقد الدكتور بدر عبد العاطي، وزير الخارجية والهجرة وشؤون المصريين بالخارج، لقاءً مهمًا مع السيناتور كريس فان هولن، عضو لجنتي العلاقات الخارجية والاعتمادات بمجلس الشيوخ الأمريكي، حيث جرى استعراض عدد من القضايا الإقليمية ذات الاهتمام المشترك، وفي مقدمتها تطورات الأوضاع الإنسانية والسياسية في قطاع غزة والسودان.

جهود مصرية متواصلة لوقف إطلاق النار في غزة

أكد الوزير عبد العاطي خلال اللقاء على الجهود الحثيثة التي تبذلها مصر، بالتعاون مع الولايات المتحدة وقطر، للتوصل إلى وقف فوري لإطلاق النار في قطاع غزة، مع تسهيل وصول المساعدات الإنسانية إلى القطاع وتهيئة الأرضية اللازمة لبدء مرحلة التعافي المبكر وإعادة الإعمار.

وشدد على رفض مصر القاطع لأي محاولات لتهجير الفلسطينيين من أراضيهم، مؤكدًا التزام القاهرة بحل الدولتين كمسار وحيد لتحقيق السلام العادل والشامل، بما يضمن إقامة دولة فلسطينية مستقلة على حدود 4 يونيو 1967، وعاصمتها القدس الشرقية.

مؤتمر دولي لإعادة الإعمار

وأشار عبد العاطي إلى أن مصر ستستضيف مؤتمرًا دوليًا للتعافي المبكر وإعادة إعمار غزة، بالتعاون مع الأمم المتحدة والسلطة الفلسطينية، بهدف حشد الدعم الدولي لمساعدة الفلسطينيين على تجاوز تداعيات العدوان.

دعم مصري لوحدة السودان واستقراره

وفيما يتعلق بالأوضاع في السودان، شدد وزير الخارجية على موقف مصر الثابت والداعم لمؤسسات الدولة السودانية، وعلى ضرورة التوصل إلى وقف فوري ومستدام لإطلاق النار، مع ضمان نفاذ المساعدات الإنسانية واحترام سيادة السودان ووحدة أراضيه.

إشادة أمريكية بالدور المصري

من جانبه، أعرب السيناتور كريس فان هولن عن تقديره العميق للدور المصري في المنطقة، مثمنًا موقف القاهرة الواضح ضد تهجير الفلسطينيين، ومؤكدًا أهمية جهود الوساطة التي تقودها للتوصل إلى تهدئة في غزة.

عبد العاطي يلتقي هيئة تحرير “واشنطن بوست”: الشراكة المصرية الأمريكية ركيزة للاستقرار

وفي سياق الزيارة نفسها، التقى الوزير عبد العاطي هيئة تحرير صحيفة “واشنطن بوست”، حيث استعرض أبرز محاور السياسة الخارجية المصرية ومجالات التعاون المشترك بين القاهرة وواشنطن.

وأكد الوزير على خصوصية الشراكة الاستراتيجية بين مصر والولايات المتحدة، والتي تمثل إحدى الركائز الأساسية للاستقرار الإقليمي، داعيًا إلى تعزيز التعاون في الملفات السياسية والاقتصادية والأمنية، بما يخدم المصالح المشتركة للبلدين.

وتطرق الوزير إلى العلاقات الاقتصادية والتجارية المتنامية بين البلدين، مشيرًا إلى ما شهده منتدى الأعمال المصري–الأمريكي، الذي عقد في القاهرة خلال مايو الماضي، من نتائج إيجابية، في ظل سعي مصر لتوسيع دور القطاع الخاص وتنفيذ إصلاحات هيكلية لتحسين بيئة الاستثمار.

كما استعرض الوزير الخطوات التي تتخذها الدولة المصرية لتعزيز الحقوق السياسية والمدنية، وتحقيق التنمية الاجتماعية، في إطار رؤية وطنية شاملة للتحديث والإصلاح.

قضايا إقليمية: سوريا، السودان، والقرن الإفريقي

وفي ما يخص الملف السوري، أكد عبد العاطي على دعم مصر الكامل لوحدة وسلامة الأراضي السورية، وضرورة أن تكون سوريا جزءًا من معادلة الاستقرار في المنطقة، بعيدًا عن التدخلات الخارجية.

كما تطرق اللقاء إلى تطورات الأوضاع في منطقة القرن الإفريقي والساحل، مشيرًا إلى التهديدات المتزايدة الناتجة عن نشاط الجماعات الإرهابية والتنظيمات المسلحة، حيث استعرض نتائج جولته الأخيرة في غرب إفريقيا، مؤكدًا أن مصر تنظر إلى إقليم الساحل باعتباره امتدادًا مباشرًا لأمنها القومي.

ختام اللقاءات: رؤية مصرية شاملة للأمن الإقليمي

تعكس لقاءات الوزير بدر عبد العاطي في واشنطن حرص الدبلوماسية المصرية على تعزيز الشراكة مع الولايات المتحدة، والتأكيد على ثوابت السياسة المصرية في دعم الاستقرار الإقليمي، وعلى رأسها القضية الفلسطينية، ووحدة السودان، والحفاظ على مؤسسات الدولة في مواجهة التحديات المعقدة بالمنطقة.