في لقاء اتسم بالمصداقية والصراحة.. القنصل العام الجديد لمصر في ميلانو يعلن عن تطوير شامل في الخدمات القنصلية
كتبت : نجاة آبو قور
في أجواء ودية مليئة بالمصارحة والشفافية، استضافت جمعية لوتس بمدينة ميلانو لقاءً مفتوحًا مع السفير وليد عثمان، القنصل العام الجديد لجمهورية مصر العربية في ميلانو، بحضور القنصل أحمد البقلي والمستشار العمالي سعيد عتمان، وعدد من ممثلي أبناء الجالية المصرية في إقليم لومبارديا.
التواصل مع الجالية أولوية دبلوماسية
استهل السفير وليد عثمان كلمته بالتعبير عن سعادته بلقاء أبناء الجالية المصرية، مؤكدًا أن البعثة الدبلوماسية في ميلانو تحرص على التواصل المستمر مع ممثلي الجالية، باعتبارهم الأقرب إلى المواطنين المصريين والأقدر على نقل احتياجاتهم ومشكلاتهم اليومية سواء في تعاملهم مع القنصلية أو مع السلطات الإيطالية.
وأضاف القنصل العام أن البعثة تسعى إلى تطوير منظومة العمل القنصلي بالكامل عبر إدخال نظام تقني حديث، يتيح للمواطن المصري تسجيل بياناته إلكترونيًا وتحديد نوع الخدمة المطلوبة مثل تجديد جواز السفر، أو استخراج بطاقة الرقم القومي، أو شهادات الميلاد.
وأوضح أن النظام الجديد سيُمكّن المواطن من معرفة موعد استلام الخدمة إلكترونيًا بعد مراجعتها من قبل الموظف المختص، مما سيقلل بشكل كبير من الزحام داخل مقر القنصلية.
تنظيم المواعيد وتسهيل الخدمات
وأشار السفير إلى أن القنصلية تدرس زيادة عدد ساعات العمل اليومية لتلبية الطلب المتزايد على الخدمات القنصلية، خاصة مع الارتفاع الملحوظ في أعداد المصريين العاملين في إقليم لومبارديا، لكنه شدد في الوقت ذاته على ضرورة مراعاة طاقة الموظفين داخل القنصلية لضمان جودة الأداء واستمرارية الخدمة.
وأكد كذلك أن حجز المواعيد عبر موقع القنصلية الإلكتروني أصبح شرطًا أساسيًا لتنظيم العمل وتسريع الخدمة ومنع التكدس، مع منح أولوية خاصة لكبار السن وذوي الاحتياجات الخاصة.
ووعد السفير عثمان بعقد لقاءات دورية مفتوحة مع أبناء الجالية لتبادل الرؤى ومناقشة القضايا المشتركة والعمل معًا لإيجاد حلول عملية لها.
القنصل أحمد البقلي: القنصلية هي “الدرع الواقي” للمصريين في الغربة
من جانبه، أكد القنصل أحمد البقلي أن القنصلية تعد الملاذ والسند لكل مصري في الخارج، مشيرًا إلى أن أبوابها مفتوحة دائمًا أمام أبناء الوطن، وأنها تعمل على تقديم الدعم القانوني والإداري لكل من يواجه صعوبات أو مشاكل في بلد الغربة.
المستشار العمالي سعيد عتمان: حماية العامل المصري أولوية قصوى
وفي مداخلة ثرية بالمعلومات، تحدث المستشار العمالي سعيد عتمان عن الدور المحوري للمكتب العمالي في تنظيم العلاقة بين العامل وأصحاب العمل، بما يضمن حقوق وواجبات الطرفين وفقًا للقوانين الدولية والوطنية.
وأشار إلى أن ذلك يتم في إطار اتفاقيات منظمة العمل الدولية (ILO) التي تأسست عام 1919 في جنيف عقب الحرب العالمية الأولى، وتضم 186 دولة من أعضاء الأمم المتحدة، مؤكدًا أن الهدف الأساسي لتلك المنظمة هو تحسين ظروف العمل وضمان الحقوق الأساسية للعمال، ومنها:
تحديد حد أدنى لسن العمل (18 عامًا).
حظر العمل القسري وعمالة الأطفال.
ضمان المساواة وعدم التمييز بسبب الدين أو الجنس أو اللون.
تعزيز معايير السلامة المهنية ومكافحة العنف في بيئة العمل.
وأوضح أن المنظمة تتابع مدى التزام الدول الموقعة بهذه الاتفاقيات، لافتًا إلى أن مصر كانت من أوائل الدول التي انضمت إلى المنظمة عام 1936، وأقامت معها شراكة استراتيجية أثمرت عن افتتاح مكتب رسمي للمنظمة بالقاهرة عام 1959.
تعاون مصري – إيطالي في ملف العمالة
وفيما يخص العمالة المصرية في إيطاليا، أوضح المستشار العتمان أن سوق العمل الإيطالي يستوعب أعدادًا كبيرة من المصريين، خاصة في قطاعات العمالة الموسمية والمهن الحرفية.
وأشار إلى أن دوره في الخارج يشمل حماية حقوق العمال المصريين، وتقديم الاستشارات القانونية، وتسوية المنازعات العمالية، بالإضافة إلى التنسيق مع الجهات الإيطالية لضمان تطبيق قوانين العمل المحلية بما يصون حقوق العامل المصري.
وأضاف أن هناك تفاهمًا مثمرًا بين وزارة العمل المصرية والجانب الإيطالي، عقب اللقاء الذي جمع وزير العمل المصري والسفير الإيطالي في القاهرة، لبحث آليات استقدام العمالة الفنية المدربة من مصر لتلبية احتياجات السوق الإيطالي.
فرص عمل جديدة وتدريب وتأهيل الشباب
وكشف المستشار العتمان أن هناك 20 فرصة عمل جديدة للشباب المصري في إيطاليا في مجالات متعددة مثل الكهرباء، ومحطات توليد الطاقة، وأعمال البناء والتشطيبات، على أن يكون المتقدم حاصلًا على دبلوم فني.
وأشار إلى أن الوزارة تتولى تدريب هؤلاء الشباب في مراكز متخصصة داخل مصر، تشمل أيضًا تعليم اللغة الإيطالية الأساسية لتمكينهم من الاندماج بسهولة في المجتمع الإيطالي.
ختام اللقاء
اختتم اللقاء وسط أجواء من التفاؤل والتعاون، حيث اتفق الجميع على أهمية استمرار التواصل والتنسيق بين القنصلية وأبناء الجالية لتعزيز صورة مصر في الخارج، والعمل المشترك من أجل رفعة الوطن وخدمة المواطنين المصريين في إيطاليا.
ووعد السفير وليد عثمان بعقد لقاءات قادمة أكثر شمولًا لمناقشة التحديات التي تواجه الجالية وبحث الحلول الممكنة في إطار من الشفافية والعمل الجماعي.
