قنصل مصر في ميلانو لـ«الجمهورية والعالم»: لا أحكام مسبقة وباب القنصلية مفتوح للجميع

خلال أول حوار صحفي بعد توليه المنصب.. السفير عادل عثمان يستعرض رؤيته لتطوير العمل القنصلي وتوحيد الجالية المصرية في شمال إيطاليا

0 65

أجرى الحوار: نجاة أبو قورة – ميلانو

في أول حوار صحفي له منذ توليه مهام منصبه قنصلًا عامًا لجمهورية مصر العربية في ميلانو، التقت جريدة الجمهورية والعالم بسعادة السفير عادل عثمان، بعد ثلاثة أشهر من تسلمه المسؤولية خلفًا للسفيرة منال عبد الدايم، في انتقال دبلوماسي يعكس الاستمرارية والكفاءة، «خير خلف لخير سلف».

حوارنا مع السفير عادل عثمان اتسم بالوضوح والشفافية، وفتح نوافذ مهمة على مسيرته الدبلوماسية، ورؤيته للعمل القنصلي، وتعاطيه مع قضايا الجالية المصرية في شمال إيطاليا، إلى جانب تقييمه لملف التحول الرقمي في الخدمات القنصلية ودور الدبلوماسية الشعبية.

س: بداية، نود تقديمكم للجالية المصرية في لومبارديا.. كيف كانت مسيرتكم في السلك الدبلوماسي؟

ج: التحقت بوزارة الخارجية المصرية عام 1992، وكانت بدايتي القنصلية في أوروجواي بالعاصمة مونتيفيديو عام 2002. وقد تزامنت تلك الفترة مع اندلاع ثورة شعبية أثرت على الأوضاع السياسية والاقتصادية، ما جعلها تجربة صعبة لكنها ثرية مهنيًا.

لاحقًا، كان لي دور في تعزيز العلاقات الاقتصادية والتجارية خلال عملي مستشارًا بالسفارة المصرية، خاصة في إطار تجمع «ميركوسور»، وهو تكتل اقتصادي مهم في أمريكا الجنوبية يسعى إلى تحقيق التكامل وتعزيز التجارة العالمية.

ثم انتقلت إلى لندن لمدة أربع سنوات حتى 2021، حيث ركزت جهودي على التواصل مع أبناء الجالية المصرية وتحسين كفاءة الخدمات القنصلية، خاصة في ظل التحديات التي فرضتها جائحة كورونا.

تكريم السفير عادل عثمان بمناسبة انتهاء فترة عمله في لندن عام 2021 داخل بيت العائلة المصرية بدعوة من مصطفى رجب

كما شاركت في العديد من الفعاليات التي هدفت إلى إبراز الهوية المصرية ودعم المبادرات المجتمعية. وقد تشرفت بالتكريم في بيت العائلة المصرية بلندن مع انتهاء فترة عملي هناك.

بعد ذلك توليت منصب القنصل العام في لوس أنجلوس عام 2024، وأشغل حاليًا منصب القنصل العام في ميلانو، وهي من القنصليات التي تتطلب جهدًا خاصًا نظرًا لتنوع شرائح الجالية واختلاف مستويات التعليم والخبرة، وهو ما يستوجب التعامل بحرفية ومهنية لكسب ثقة المواطنين.

س: بعد توليكم المنصب، كيف ترون طبيعة التواصل مع الكيانات والاتحادات المصرية في شمال إيطاليا؟

ج: تشرفت بلقاء عدد كبير من أبناء الجالية المصرية في شمال إيطاليا، ولاحظت أن هناك تنوعًا في الكيانات، لكنها تشترك في هدف واحد، وهو تقديم صورة حقيقية عن مصر الحاضر والمستقبل، والتأكيد على مكانتها كدولة حديثة في مختلف المجالات.

أؤمن بأهمية التواصل مع منظمات المجتمع المدني التي تتسم بالشفافية والعمل التطوعي والاستقلالية. هذه الكيانات تلعب دورًا مهمًا في بناء جسور الثقة، وتشجيع الاندماج الإيجابي في المجتمع الإيطالي مع الحفاظ على القيم والهوية المصرية.

وأنا متفائل بإمكانية توحيد الجهود، فليس من المنطقي أن تعمل الكيانات كجزر منعزلة بينما الهدف واحد، وهو خدمة الجالية وتعزيز صورتها، والعمل المجتمعي في جوهره هو عمل خيري وإنساني راقٍ.

س: هل تعتقد أن ضعف العمل الجماعي يعود لعدم ممارسته سابقًا في الوطن الأم؟

ج: العمل المجتمعي يعزز التعاون بدلًا من الصراع، ويزيد القدرة على التأثير عبر الإقناع. وهو جزء من القوة الناعمة والدبلوماسية الشعبية، التي تبني جسور الثقة بين الدولة المضيفة والدولة الأم، وتعكس ثقافتها وقيمها.

لقد لمست صورة إيجابية جدًا خلال احتفالية نصر أكتوبر في مدرسة نجيب محفوظ بميلانو، حيث اجتمع أبناء الجالية ورؤساء الاتحادات، وكان ذلك دليلًا على أن العمل كمنظومة موحدة ممكن طالما الهدف واحد، وهو إبراز صورة الدولة المصرية الحديثة التي حققت إنجازات كبيرة خلال السنوات العشر الماضية.

س: كيف تقيمون التحول الرقمي في العمل القنصلي ومدى استفادة المصريين في شمال إيطاليا؟

ج: بالفعل، تم تفعيل منصة إلكترونية جديدة على صفحة القنصلية المصرية في ميلانو خلال عام 2025، تتيح للمواطنين حجز مواعيد مسبقة وإنهاء العديد من المعاملات القنصلية، مثل تجديد جواز السفر، إصدار بدل فاقد أو تالف، توثيق المستندات، واستخراج شهادات ميلاد رقمية للمواليد بالخارج.

هذه المنصة أسهمت في تقليل التكدس أمام القنصلية، وتوفير الوقت والجهد على المواطنين والعاملين معًا. واعتبارًا من الفترة المقبلة، لن يتم الدخول إلى القنصلية إلا من خلال موعد مسبق.

كنت أتمنى مشاركة أوسع من شباب الجيلين الثاني والثالث في العمل التطوعي لمساعدة كبار السن أو من ليست لديهم خبرة رقمية، لكن المشاركة كانت محدودة، رغم أن هذا العمل يُعد إضافة مهمة للسجل المجتمعي والشخصي.

 

نجاة أبو قورة، مديرة مكتب «الجمهورية والعالم»، مع السفير عادل عثمان قنصل مصر العام في ميلانو

كلمة أخيرة

في ختام الحوار، توجهت جريدة الجمهورية والعالم بالشكر إلى سعادة السفير عادل عثمان على هذا اللقاء الذي اتسم بالوضوح والتفاؤل، مؤكدين تطلعنا إلى حوارات مقبلة نناقش فيها مزيدًا من القضايا المرتبطة بالشأن المصري والجاليات بالخارج.

اقرأ أيضا:

السفيرة منال عبد الدايم لـ «الجمهورية والعالم»: نتعاون مع السلطات في ميلانو لتذليل كل العقبات أمام المصريين

Visited 18 times, 22 visit(s) today
اترك تعليق

يرجي التسجيل لترك تعليقك

شكرا للتعليق