جيش عالمي المستوى: رؤية الصين للتفوق العسكري على واشنطن

هل تستطيع الصين تعويض عقود من التفوق الأميركي بالقفز التكنولوجي؟

0 59

بحلول 2050: سباق بكين وواشنطن نحو صدارة القوى العسكرية

إعداد: قسم الشؤون الدولية

وضع الرئيس الصيني شي جين بينغ هدفاً استراتيجياً بعيد المدى منذ وصوله إلى السلطة: بناء “جيش عالمي المستوى” بحلول عام 2049، الذكرى المئوية لتأسيس جمهورية الصين الشعبية.

يسعى هذا المشروع الطموح لوضع جيش التحرير الشعبي في مصافّ أقوى الجيوش العالمية، ويمثل منافسة مباشرة مع الولايات المتحدة.

الصين والولايات المتحدة: معيار المقارنة الحتمي

أوضحت صحيفة الشعب اليومية، لسان حال الحزب الشيوعي، لم تُخفِ الإشارة إلى أن جيش التحرير الشعبي مطالب بقياس نفسه على “أقوى الجيوش الأجنبية” – أي الجيش الأميركي.

وتبين هذه المقارنة ليست مجرد رمزية، بل تعكس إدراك بكين أن معيار التفوق العسكري لا يمكن أن يُبنى إلا على قاعدة المنافسة مع واشنطن.

بينما تملك الولايات المتحدة شبكة عسكرية عالمية منتشرة في أكثر من 70 دولة، تسعى الصين إلى توسيع نطاق نفوذها عبر قواعد بحرية (مثل قاعدة جيبوتي)، وزيادة حضورها في المحيطين الهادئ والهندي.

بكين لا تنافس واشنطن فقط في عدد الجنود أو نوعية الأسلحة، بل في القدرة على إسقاط القوة عالمياً (Power Projection).

التكنولوجيا العسكرية: من المحاكاة إلى الابتكار

تظل الفجوة واضحة في القدرات التقليدية:

الولايات المتحدة تمتلك أكبر ميزانية دفاع في العالم (أكثر من 800 مليار دولار سنوياً)، وقوة بحرية تشمل 11 حاملة طائرات قادرة على الانتشار الفوري.

الصين، رغم أنها في المركز الثاني بميزانية تتجاوز 220 مليار دولار، لا تمتلك سوى حاملتي طائرات عاملتين، ولا تزال في طور بناء خبرة عملياتية مماثلة للولايات المتحدة.

لكن بكين تسعى لتجاوز هذه الفجوة عبر الاستثمار في التقنيات الكاسرة للتوازن: الذكاء الاصطناعي، الصواريخ الفرط صوتية (Hypersonic Missiles)، والحرب السيبرانية.

وهي مجالات ترى فيها الصين فرصة لتحقيق “قفزة نوعية” بدلاً من الدخول في سباق استنزاف تقليدي مع واشنطن.

المحطات الزمنية: اختبار الإرادة الاستراتيجية

2027: الذكرى المئوية لتأسيس جيش التحرير الشعبي، والتي قد تكون اختباراً أولياً لقدرة الصين على إظهار جاهزية عسكرية متقدمة.

2035: الموعد الذي حدده شي جين بينغ لتحقيق “التحديث الأساسي للجيش”، أي الوصول إلى مستوى قريب من الجيوش الكبرى.

2049-2050: تخطط الصين للوصول إلى مستوى يعادل أو يتفوق على الجيش الأميركي.

 

الصين تبني أكبر مركز قيادة عسكري في العالم يفوق البنتاغون بعشر مرات

التحدي الأكبر: الخبرة العملياتية

تستفيد الولايات المتحدة من خبرة قتالية واسعة نتيجة عقود من التدخلات العسكرية حول العالم. في المقابل، لم يختبر الجيش الصيني قدراته في صراعات كبرى منذ حرب فيتنام 1979، ما يمثل فجوة حقيقية في الخبرة العملياتية.

خلاصة تحليلية

تسعى الصين لمعادلة الولايات المتحدة عسكرياً عبر مسارين متوازيين:

تقليص الفجوة التقليدية في القوات البحرية والجوية.

اعتماد التقنيات الحديثة لتحقيق ميزة نسبية في المستقبل.

يبقي التحدي الأكبر لبكين ليس فقط في بناء جيش متطور، بل في إثبات قدرته على العمل بكفاءة في بيئات قتالية متعددة ومعقدة كما تفعل واشنطن.

 الخلاصة:

قد يشهد العالم منتصف القرن القادم ثنائية عسكرية جديدة: الجيش الأميركي بخبرته وموارده الضخمة مقابل الجيش الصيني الحديث المدعوم بالتكنولوجيا المتقدمة.

وستحدد قدرة الصين على تعويض الفجوة العملياتية عبر القفز التكنولوجي ميزان القوى العالمي في العقود المقبلة.

اقرأ أيضا:
الصين تبني أكبر مركز قيادة عسكري في العالم يفوق البنتاغون بعشر مرات
عباءة الاختفاء للطائرات: كيف تعمل المادة الصينية التي ترعب العالم؟

Visited 5 times, 1 visit(s) today
اترك تعليق

يرجي التسجيل لترك تعليقك

شكرا للتعليق