رحيل أسطورة الجمال والحرية.. وفاة بريجيت باردو عن 91 عامًا

0 84

فرنسا:بريجيت محمد 

فقدت السينما العالمية واحدة من أكثر أيقوناتها تأثيرًا في القرن العشرين. فقد أُعلن عن وفاة النجمة الفرنسية بريجيت باردو، رمز الجمال والحرية والتمرد، عن عمر ناهز 91 عامًا، لتطوي برحيلها صفحة استثنائية جمعت بين الشهرة الفنية العالمية والنشاط الحقوقي المثير للجدل، وتركت أثرًا لا يُمحى في الثقافة والفن والسياسة معًا.

وفاة أسطورة فرنسية هزّت العالم

أعلنت مؤسسة بريجيت باردو، في بيان رسمي نقلته وكالة الأنباء الفرنسية، وفاة مؤسستها ورئيستها، الممثلة والمغنية العالمية بريجيت باردو، دون الكشف عن مكان أو تاريخ الوفاة بدقة.

وجاء في البيان أن باردو اختارت، بعد مسيرة فنية لامعة، أن تكرّس حياتها بالكامل للدفاع عن حقوق الحيوانات عبر المؤسسة التي تحمل اسمها.

الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون نعى الراحلة بكلمات مؤثرة، قال فيها:

“أفلامها، صوتها، شهرتها الساحرة، وشغفها السخي بالحيوانات… بريجيت باردو جسّدت الحرية. حضور فرنسي ببهاء عالمي. لقد أثّرت فينا جميعًا، ونحن نحزن اليوم على أسطورة القرن.”

من نجمة سينما إلى أيقونة عالمية

بريجيت باردو

وُلدت بريجيت باردو في 28 سبتمبر 1934، وظهرت على غلاف مجلة «إيل» وهي في السادسة عشرة من عمرها، قبل أن تقتحم عالم السينما بقوة.
وجاءت شهرتها العالمية عام 1956 مع فيلم «وخلق الله المرأة» للمخرج روجيه فاديم، الذي أحدث صدمة ثقافية وأعاد تعريف صورة المرأة على الشاشة.

خلال مسيرة فنية امتدت قرابة عشرين عامًا، شاركت باردو في نحو خمسين فيلمًا، من أبرزها:

«الحقيقة» (1960)،

«الاحتقار» لجان لوك غودار (1963)،

«الحياة الخاصة» للويس مال (1962).

لم تكن مجرد ممثلة ناجحة، بل تحولت إلى ظاهرة ثقافية صنعت أسلوبًا خاصًا في الموضة والحياة، ورسخت صورة المرأة الحرة المستقلة التي “لا تحتاج إلى أحد”.

حياة شخصية تحت الأضواء

عاشت باردو حياة عاطفية صاخبة، تزوجت خلالها أربع مرات، وكان من أبرز أزواجها المخرج روجيه فاديم، والملياردير الألماني غونتر ساكس.

أنجبت ابنها الوحيد نيكولا-جاك عام 1960 من الممثل جاك شارييه، وهي الفترة التي شهدت واحدة من أصعب مراحل حياتها، إذ عانت من اكتئاب حاد حاولت على إثره الانتحار.

اعتزال الفن والتحول إلى النضال الحقوقي

قبل بلوغها الأربعين، قررت بريجيت باردو اعتزال التمثيل نهائيًا، وكرّست حياتها للدفاع عن حقوق الحيوانات. وفي عام 1986 أسست «مؤسسة بريجيت باردو»، التي أصبحت بعد سنوات مؤسسة ذات نفع عام، وضمت مئات الموظفين والناشطين.

في كتابها «دموع القتال»، عبّرت باردو عن نظرتها القاسية تجاه البشر، مؤكدة أنها وجدت في الدفاع عن الحيوانات معنى جديدًا لحياتها، وهو الدور الذي اعتبرته أعظم إنجازاتها.

مواقف سياسية مثيرة للجدل

في سنواتها الأخيرة، أثارت باردو جدلًا واسعًا بسبب تقاربها من اليمين المتطرف في فرنسا، ودعمها العلني لمارين لوبان، إضافة إلى تصريحاتها المثيرة حول الهجرة والأديان، والتي أدت إلى صدور عدة إدانات قضائية بحقها بتهمة التحريض على الكراهية.

إرث لا يُمحى

بين سان تروبيه، التي ساهمت في تحويلها إلى أيقونة عالمية، وأفلام خالدة، وأغانٍ لا تزال تتردد حتى اليوم، تظل بريجيت باردو رمزًا معقدًا يجمع بين التحرر والتمرد، الفن والجدل، الشهرة والانعزال.

برحيلها، يخسر العالم إحدى أكثر الشخصيات تأثيرًا وإثارة للانقسام، لكنها تبقى، دون شك، أسطورة لا تتكرر.

اقرأ أيضا:
بريجيت باردو تدخل المستشفى لثلاثة أسابيع وسط قلق وتمنيات بالشفاء 

Visited 12 times, 12 visit(s) today
اترك تعليق

يرجي التسجيل لترك تعليقك

شكرا للتعليق