دييلا.. وزيرة رقمية تنضم إلى الحكومة الألبانية لمكافحة الفساد
هل ينجح "الوزير الروبوت" في إعادة الثقة إلى أموال الدولة الألبانية؟
كتبت:سارة غنيم
في خطوة غير مسبوقة على مستوى العالم، أعلنت حكومة ألبانيا الجديدة، برئاسة إيدي راما، عن تعيين أول وزير رقمي بالكامل في تاريخها. الوزيرة الافتراضية، التي تحمل اسم دييلا – وتعني “الشمس” باللغة الألبانية – ستتولى حقيبة المشتريات العامة وإدارة أموال الدولة، وهو قطاع شديد الحساسية طالما ارتبط بقضايا الفساد.
ظهرت دييلا في شكل صورة رمزية (Avatar) لامرأة ترتدي الزي التقليدي الألباني، ويتم التحكم فيها عبر تقنيات الذكاء الاصطناعي. وبحسب ما أوردته منصة Balkanweb، فإن هذه الشخصية ليست غريبة تماماً على المواطنين الألبان، إذ كانت مدمجة منذ مايو 2022 في منصة e-Albania الخاصة بالخدمات الحكومية الرقمية، حيث ساعدت المواطنين في طلب الشهادات الرسمية، إدارة الوثائق، التقديم على الخدمات الصحية وغيرها من المهام الإلكترونية.
راما، الذي يقود حكومته الرابعة منذ توليه السلطة، أعلن رسمياً خلال مؤتمر للحزب الاشتراكي أن دييلا ستكون ضمن تشكيلته الوزارية الجديدة، مؤكداً أن الهدف من هذه الخطوة هو ضمان “شفافية مطلقة ومكافحة الفساد بنسبة 100%”، على حد تعبيره. ويرى أن إدخال الذكاء الاصطناعي في هذا المجال يمنح الحكومة ديناميكية جديدة، ويعزز ثقة الشباب في المؤسسات الرسمية.
من المقرر أن تعمل دييلا بلا حدود جغرافية، مع إمكانية الاستعانة بخبرات ومواهب من مختلف أنحاء العالم لدعم مهامها. غير أن التفاصيل التقنية المتعلقة بقدراتها ما زالت غير واضحة حتى الآن؛ فلا يُعرف نوع نموذج الذكاء الاصطناعي الذي تعتمد عليه، أو ما إذا كانت مزودة بتقنيات التعرف على الصوت ومعالجة اللغة الطبيعية، أو محركات رسوميات متقدمة تمنحها طابعاً أكثر تفاعلاً.
ورغم ذلك، من المرجح أن تكون دييلا قادرة على تحليل البيانات المالية، واقتراح سبل توزيع الموارد العامة بشكل عادل استناداً إلى خوارزميات دقيقة.
كما لا يُستبعد أن تشارك مستقبلاً في اجتماعات الحكومة عبر تقنيات المحاكاة الصوتية والتواصل التفاعلي.
ومع أن بعض المراقبين يعتبرون الخطوة مثيرة للجدل، فإنها تمثل محاولة جريئة لتحديث آليات الحكم ومكافحة الفساد في واحدة من أكثر القطاعات عرضة للتجاوزات. ويبقى السؤال: هل ستنجح ألبانيا في جعل “وزيرها الروبوت” نموذجاً يُحتذى به في العالم، أم أن التجربة ستبقى مجرد مبادرة رمزية؟