زلزال كونار يفضح واقع النساء الأفغانيات: “لا أحد يلمسهن أو ينقلهن إلى المستشفى”
كتبت: إليونورا بانسيري
زلزال أفغانستان… نساء عالقات بين الركام وقيود طالبان: “لا أحد يلمسهن أو ينقلهن إلى المستشفى“
ارتفعت حصيلة ضحايا الزلزال المدمر الذي ضرب إقليم كونار شرقي أفغانستان إلى أكثر من 1400 قتيل وما يزيد على 3 آلاف مصاب، بحسب ما أعلنت سلطات طالبان.
وبينما تكافح فرق الإغاثة للوصول إلى المناطق الجبلية المنكوبة، تواجه النساء الأفغانيات مأساة مضاعفة بسبب القوانين والقيود التي تمنع حركتهن وتعطل إنقاذ حياتهن.
يقول لوكا لو بريستي، رئيس مؤسسة Pangea Onlus الإيطالية، التي تعمل في أفغانستان منذ أكثر من عشرين عاماً:
“انهارت المنازل فوق رؤوس النساء وهن محبوسات بداخلها. كثيرات فارقن الحياة لأن لا أحد يستطيع إخراجهن أو نقل الجريحات إلى المستشفى. النساء غير قادرات على مغادرة المنزل بمفردهن، ولا يُسمح للرجال بلمسهن أو التحدث إليهن”.
ويضيف بريستي أن بعض النساء اللواتي وصلن إلى المستشفيات لم يتلقين العلاج لغياب الطبيبات:
“في حال غياب الزوج أو الطفل الذكر، تُترك النساء الجريحات دون إسعاف. لا يوجد من ينقلهن، وحتى إذا وصلن فغالباً لا يعالجن لعدم وجود كوادر طبية نسائية كافية. إنها كارثة بكل المقاييس”.
تحرك إنساني عاجل
أطلقت المؤسسة صندوق طوارئ لتوفير طواقم طبية نسائية وفتح عيادات خاصة بالنساء، إضافة إلى إيصال الغذاء والملابس والمستلزمات الأساسية إلى المتضررين.
ومن المقرر أن يتوجه بريستي شخصياً إلى المناطق المنكوبة في منتصف سبتمبر بعد استكمال إجراءات التأشيرات، مؤكداً أن طالبان استدعت بالفعل فريق بانجيا الطبي للمشاركة في جهود الإغاثة.
نساء بلا قانون
مع عودة طالبان إلى الحكم عام 2021، ازدادت معاناة النساء الأفغانيات بشكل غير مسبوق. فالقوانين القبلية التي كانت مطبقة بشكل عرفي في المناطق الريفية أصبحت اليوم مكتوبة وملزمة قانونياً. ويقول بريستي:
“خلال فترة الجمهورية، كان يمكن للمرأة أن تدافع عن نفسها في المحاكم. أما الآن، فقد اختفى القانون الذي يحميها. كل ما يقرره الرجل في الشارع أصبح مشروعاً بحقها، بدءاً من الجلد وصولاً إلى الرجم بحجج واهية مثل اتهامات الزنا”.
ويؤكد أن النساء العاملات مع مؤسسته يتعرضن للتهميش وكأنهن “غير مرئيات”، مضيفاً:
“حتى في اجتماعاتنا مع الوزراء، لا يتم الالتفات إليهن، وكأن وجودهن غير مرغوب فيه”.
نضال مستمر رغم القيود
على الرغم من الظروف الصعبة، تواصل مؤسسة بانجيا العمل منذ عقدين إلى جانب النساء وأسرهن عبر برامج التعليم والتنمية البشرية.
ويختم بريستي:”نؤمن أن التغيير ممكن، حتى لو كان بطيئاً. نزرع الوعي قطرة تلو أخرى لنثبت أن الرجال والنساء قادرون على العيش معاً بكرامة ومساواة”.
ترجمة :سارة غنيم من صحيفة :Fanpage.it
اقرأ أيضا:
بأمر من المرشد الأعلى: طالبان تحظر النوافذ للحفاظ على خصوصية النساء
“ظلام وراء البرقع: طالبان تحظر تعليم النساء في مجال الصحة”
طالبان تغلق المكتبات والمواقع الثقافية في كابل