كيف ستبدو الحرب النووية بين روسيا والولايات المتحدة؟

فرشوطي محمد

 

الحرب العالمية الثالثة

بمناسبة الأزمة الأوكرانية، ذكر فلاديمير بوتين أوروبا بأن روسيا، البلد الذي هو زعيمه، هي قوة نووية.

كما حذر وزير الخارجية الروسي “سيرجي لافروف”،من أن الحرب العالمية الثالثة ستكون نووية وشاملة.

وقد أحيا هذا التحذير المخاوف القديمة والخوف من نشوب صراع ذري. ولكن ماذا سيحدث إذا أطلق العنان لمثل هذا الصراع؟ ما هي المدن التي سيتم مهاجمتها؟ كم عدد الضحايا الذين قد يسببهم؟ في أي إطار زمني؟ كيف ستبدو الحرب النووية؟

محاكاة جامعة برينستون

في عام 2019 ، أجرى برنامج العلوم والأمن العالمي بجامعة برينستون محاكاة لما ستبدو عليه المواجهة النووية بين روسيا والولايات المتحدة. صدام من شأنه بالطبع أن يشمل العديد من البلدان الأخرى (وخاصة تلك التي تستضيف قواعد الناتو).

الضربة الأولى: رؤوس حربية نووية وصواريخ قصيرة المدى في أوروبا

ووفقا لهذه المحاكاة، ستهاجم روسيا القواعد الأوروبية للناتو بنحو 300 رأس حربي نووي وصواريخ قصيرة المدى أولا، وسيرد الناتو ب 180 رأسا حربيا نوويا تم إطلاقها ضد أهداف روسية. في هذه المرحلة الأولى من الهجوم الهجومي والهجوم المضاد ، سيفقد 2.6 مليون شخص حياتهم في غضون ثلاث ساعات فقط.
هجوم من الولايات المتحدة

تفترض المحاكاة أنه مع تدمير أوروبا  ، ستشن الولايات المتحدة هجوما كبيرا ب 600 صاروخ نووي (من الأرض والغواصات) من شأنها أن تقضي على القوة النووية الروسية. ومع ذلك، يمكن لروسيا أن ترد بصواريخ تطلق من الصوامع والقوات المتنقلة والغواصات.

وتملك روسيا نوع خطير جدا من اخطر الصواريخ في العالم اسمه “سارامات”، كفيل بتدمير بريطانيا بالكامل فى دقائق، كما أنّ مداه يصل إلى الولايات المتحدة ويستطيع تدمير تكساس في ضربة واحدة.

هذا الفصل الثاني من الحرب النووية من شأنه أن يقتل ما يصل إلى 3.4 مليون ضحية في 45 دقيقة فقط.

المرحلة الثالثة: الإبادة الكلية

لتجنب انتعاش الخصم (مرة أخرى وفقا للمحاكاة التي وضعتها جامعة برينستون) ، سيشن كل من الناتو وروسيا هجمات نووية على البلدان ذات الأهمية الاقتصادية والاستراتيجية. وسيؤثر الدمار الذري على 85.3 مليون إنسان في هذه المرحلة في غضون 45 دقيقة فقط.

إجمالي الوفيات والإصابات: 91.5 مليون

وتقدر جامعة برينستون أن حربا نووية واسعة النطاق ستؤدي في المجموع إلى سقوط 91.5 مليون ضحية. ووفقا لهذه التقديرات، في غضون أربع إلى خمس ساعات فقط، قد يكون هناك 34.1 مليون قتيل و57.4 مليون جريح.

مثل هيروشيما

سيكون المشهد بعد المعركة مثل مشهد هيروشيما في عام 1945 ، الذي تحول إلى رماد بسبب الهجوم النووي للولايات المتحدة. توفي حوالي 80,000 شخص وأصيب 70,000 آخرون ، ولكن في السنوات التالية سيكون هناك العديد من الضحايا بسبب الإشعاع.ووفقاً لتقديرات الفيدرالية الأمريكية للعلماء، فإن روسيا تمتلك 6.800 رأس نووي، بينما لدي الولايات المتحدة 6,185. وفي كلا البلدين، وفقاً للتقديرات ذاتها، جرى نشر 1.600 رأس نووية استراتيجية في مناطق بعينها.

محاكاة تأخذ فيها روسيا زمام المبادرة

بدأت المحاكاة التي أجرتها جامعة برينستون من افتراض حرب تقليدية بين روسيا والولايات المتحدة (كما هو الحال في أوكرانيا؟) حيث أخذ الروس زمام المبادرة وأطلقوا الصواريخ النووية أولا.

لا توجد اختلافات كبيرة إذا هاجموا الولايات المتحدة أولا

ولكن لن يكون هناك فرق كبير إذا كانت الولايات المتحدة أول من أسقط قنابل نووية. وتستند المحاكاة إلى كيفية برمجة دفاع الناتو وروسيا في حالة نشوب صراع.
الحرب المخطط لها

إن مجال المناورة في حرب نووية ضيق للغاية: فكل شيء مبرمج تقنيا وليس هناك وقت لوقف المذبحة.

التدمير المتبادل مضمون”

إنها الفلسفة التي استند إليها السلام الهش في الحرب الباردة بين الولايات المتحدة وروسيا: التدمير المتبادل المؤكد. لا ينبغي لأحد أن يضغط على الزر النووي الأحمر، لأنه لن يفوز أحد الكل خاسر.

1 + 1 = 0

ينسب اختراع هذه النظرية إلى العالم جون فون نيومان ، الذي تم تصويره هنا في عام 1956 مع الرئيس دوايت أيزنهاور. ترجم العالم هذا المفهوم إلى الصيغة الرياضية: 1 + 1 = 0.

آلة الدينونة الأخيرة

سوف يتذكر عشاق السينما “آلة يوم القيامة” من فيلم ستانلي كوبريك الكلاسيكي “Doctor Strangelove” ، وهو كمبيوتر عملاق مبرمج لشن هجوم نووي ضخم في حالة بدء الولايات المتحدة الحرب. كما أكد تقرير صدر عام 2009 عن NPR ، الإذاعة العامة الأمريكية ، عن وجود هذا الجهاز … الذى لا يزال يعمل.

ألعاب الحرب: الفيلم

فيلم آخر يمكن أن يقوم بهذه المهمة هو “Wargames” الشهير ، الذي أخرجه المخرج جون بادهام في عام 1983. كيف تقنع الآلة بوقف الهجوم بمجرد بدء تشغيل آليتها المبرمجة؟

عندما يدخل فتى مراهق بدون قصد إلى حاسوب ضخم للجيش الأمريكي مبرمج للتنبؤ بالنتائج المحتملة للحرب نووية.

لعبة بدون فائز

في الفيلم (تحذير ، مفسد) ، يطلب من الكمبيوتر الذي يجب أن يبدأ الحرب النووية أن يلعب تريس مع نفسه. ينتهي الأمر بالآلة إلى إدراك أنه في لعبة مثل هذه لا يوجد فائز.

امنح السلام فرصة

وفي الوقت الحاضر، لا توجد الحرب النووية إلا في محاكاة نأمل ألا تصبح واقعا مأساويا.ولا يتمنّى المرءُ حدوثَ ذلك، وإن كان السيناريو حاضرًا وبقوّة.