الجمهورية والعالم تحاور الفنانة منى قنديل..”فيديو”
حوار أجرته د. أمل درويش.
حين تتحول الفرشاة في يد الفنان إلى عصا سحرية تنثر باقات المشاعر، والحنين لعبق التاريخ فتمتزج الألوان لتنقش ملحمة حُفرت تفاصيلها في الوجدان وتهديها مسحةً من المعاصرة لتداعب خيالات كل العصور، وتفترش لها في الوجدان مكانا..
من دراسة الأدب عبرت فنانتنا بوابة التاريخ، وغاصت في بحاره العميقة لتعود لنا بلآلئ ونفائس أهدتها من روحها لمسة إبداع وزينتها لتبدو لنا في أبهى حُلّة تنادي كلّ مار: تعالَ معي في رحلة عبر الأزمنة والعصور..
لن أطيل عليكم وهيا بنا نستكشف عالم الفنانة منى قنديل، وما يحويه من سحر..
- ماذا يمثل لكِ الرسم؟
-الرسم بالنسبة لى هو شغف.. حب.. حالة متفردة.. مود جميل .. هروب أحيانًا من ضغوط الحياة.
- ومتى أصبح جزء من يومياتك؟
-من حوالى 20 سنة درست الرسم إلى جانب دراستي الأساسية فى كلية الآداب.. وأصبح جزءًا من تكويني وحياتي.
- مزجتِ بشكل بديع بين الفن التجريدي والتراث الشرقي..كيف بزغت الفكرة وكيف وجدتِ ردود الفعل عليها؟
-لقد ردست اتجاهات ومدارس فنية مختلفة.. الرسم كان هواية فى البداية .. ثم جاء وقت الاحتراف فكان لابد من اختيار خط فني خاص بي .. وكان ذلك عن طريق شيئين.. الأول الموضوع وهو تناول قصة تاريخية بشكل جديد عن طريق وضعها فى لقطات مختلفة داخل لوحة واحدة .. والشيء الثاني هو طريقة التناول عن طريق مزج عدد من التقنيات الفنية في موضوع فني واحد وإضافة لمسة معاصرة لموضوع قديم، مثل ارتداء شهرزاد لحذاء رياضي.
وهذا لاقى استحسان الكثيرين، ممن يعشقون التجديد وعدم الخضوع لقوالب ثابتة..
- ما هي القضية التي أردتِ التعبير عنها؟ وهل نجحتِ في إلقاء الضوء وتوصيل الرسالة؟
-أردت إحياء جزء من التراث الشرقي والعالمي.. وإبراز بعض القصص التاريخية عن طريق تناولها فى لوحة ولكن بطريقة مختلفة.. رسالتي هي أن هذه القصص والشخصيات التاريخية ما زلنا نذكرها.. والتاريخ يتكرر ولكن بشكل مختلف؛ فالحب والصراع والحروب موجودة منذ القدم وتتكرر على مر العصور وإن اختلفت تفاصيلها.
- الملك فاروق والملكة فريدة، قيصر وكليوباترا ثنائيات جميلة بتفاصيل رائعة.. حدثينا عن هذه الأعمال، وكيف جاءت لكِ الفكرة؟
-جاءت الفكرة كما ذكرت من الرغبة فى إلقاء الضوء على قصص شهيرة .. شخصيات وأحداث أثرت حياتنا وما زلنا نذكرها.. بما فيها من بطولات وحب وكراهية وغيرها. فتناولت مثلا قصة كليوباترا الملكة الفرعونية التى تزوجت اثنين من أعظم القادة فى عصرها.. فنتجت عنها لوحتيّ “كليوباترا وقيصر” و”كليوباترا وأنطونيو”..
- أيهما تفضلين ألوان الزيت أم الأكريليك؟
-أفضل ألوان الأكريلك.. لأنها تمنح ألوانًا قوية وصريحة..
- حدثينا عن تجربتك مع المعارض وكيف كانت ردود الفعل؟
-المعارض تثري الفنان لأنها تتيح له التواصل والمناقشة مع محبي الفن.. ومن جهة أخرى تطلعه على اتجاهات الفن عن طريق مشاهدة أعمال الفنانين المشاركين..
وقد شاركت في عدة معارض مشتركة مع زملاء مبدعين..
وقد لاقت أعمالي قبول واستحسان الزائرين من متذوقي فن الرسم.
- من هو جمهور الرسم؟
هل طبقة المثقفين والمفكرين، أم من عامة الشعب من متذوقي الفن ومحبي اقتنائه؟
-لا نستطيع التصنيف.. فمن يتذوق الألوان.. ويتمتع بمنظر فى الطبيعة.. من يحب الجمال فهو من محبي الفن..
- وكيف يختلف تلقي كل منهم وتذوقه للفن؟
-يختلف التلقي من شخص لآخر حسب خلفيته الفنية.. ذوقه.. فالبعض يشتري لوحة فنية لتزيين الجدار .. والبعض يشتري قطعة فنية تلمس جزءًا فى داخله..
- بمن تأثرتِ من كبار الرسامين؟
-فى مصر العظيم عبد الهادي الجزار فى تناوله لموضوعات مختلفة وفكره كان يسبق عصره.. ومن المعاصرين الفنان عمر النجدي، بهجوري .. وغيرهم من الفنانين أصحاب البصمة والتاريخ الفني المشرف..
ومن العالميين: اطلعت على أعمال الفنانين فى مختلف العصور.. من أصحاب المدارس المختلفة.. بيكاسو.. مونيه.. وغيرهم بالطبع.
- ما هي أقرب أعمالك لقلبك؟
-كل لوحة تعبر عن جزء مني.. لا أستطيع التفضيل.. كلهم أولادي..
- ما هو طموحك في مجال الرسم؟
-طموحى أن يتحدث الفن المصري بلغة يفهمها العالم كله.. لوحة لا تحتاج لترجمة أو توضيح..
- •بالنهاية للجمال حكايات وحكايات، يسردها كاتب بحروفٍ وكلمات، وينثرها رسام بالألوان على وجوه اللوحات..
والمتذوق هو الفائز في كل الحالات..
فهيا بنا نستمتع بمجموعة كليوباترا بينما نتذكر صوت الفنان محمد عبد الوهاب في مطلع أغنيته الشهيرة التي كتبها الشاعر علي محمود طه..
كليوباترا أيُّ حُلمٍ من لياليكِ الحسانِ،
طافَ بالموجِ فغنَّى وتغَنَّى الشاطئانِ،
وهفَا كلُّ فؤادٍ وشدا كلُّ لسانِ،
هذه فاتنةُ الدُّنيا وحسناءُ الزمانِ،
بُعِثتْ في زورقٍ مُسْتَلهمٍ من كلِّ فنِّ،
مَرِحِ المجدافِ يختالُ بحوراءَ تُغنِّي،
يا حبيبي هذه ليلةُ حُبِّي،
آه لو شاركتَني أفراحَ قلبي..
التعليقات متوقفه