ترامب يخاطر بحلفائه في الشرق الأوسط بسبب “ريفييرا غزة”
هل تتحول خطة ترامب في غزة إلى "حرب لا نهاية لها"؟
التوترات مع الحلفاء: مشروع “ريفييرا غزة” يهدد باندلاع صراع طويل الأمد
كتبت :بريجيت محمد
يثير إصرار الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب على دعم مشروع “ريفييرا غزة” العديد من التساؤلات، خاصة بعد تصريحاته الأخيرة حول إعادة توطين مليوني فلسطيني في “مجتمعات أكثر أمانًا وجمالًا”، على حد تعبيره، خلال مؤتمر صحفي مشترك مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.
ورغم محاولات بعض المسؤولين في إدارته التقليل من أهمية هذه التصريحات، إلا أن ترامب عاد ليؤكد عزمه على المضي قدمًا في تنفيذ خطته.
رفض عربي قاطع
لم يتأخر الرد العربي، حيث جاءت أولى الاعتراضات الحادة من مصر والأردن، وهما دولتان تربطهما علاقات وثيقة مع واشنطن وكانتا أول من وقع معاهدات سلام مع إسرائيل.
الأردن، الذي يُعد الوصي على المسجد الأقصى والأماكن المقدسة في القدس، يرى في هذه الخطة تهديدًا مباشرًا لاستقراره الداخلي، خصوصًا أن أكثر من 50% من سكانه من أصول فلسطينية، ما يعيد إلى الأذهان أحداث “أيلول الأسود” عام 1970 عندما اضطر الجيش الأردني لمواجهة محاولات منظمة التحرير للاستيلاء على الحكم.
أما مصر، بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي، فتدرك جيدًا المخاطر الأمنية والسياسية التي قد تنجم عن استقبال آلاف الفلسطينيين، خصوصًا مع وجود عناصر من حركة حماس، التي تعتبر امتدادًا لجماعة الإخوان المسلمين، التي تعدّها القاهرة تهديدًا وجوديًا.
الموقف السعودي والعقبة الأكبر
غير أن أقوى رفض جاء من ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، الذي يرى أن أي تطبيع للعلاقات مع إسرائيل يجب أن يتضمن حلاً عادلاً للقضية الفلسطينية، بما في ذلك إقامة دولة فلسطينية مستقلة.
فالسعودية، بصفتها حارسة الحرمين الشريفين وزعيمة العالم الإسلامي السني، لا يمكنها التخلي عن هذا الموقف، حيث يُعد التراجع عنه تقويضًا لدورها الإقليمي والديني.
مشروع محفوف بالمخاطر
إلى جانب الرفض العربي، تواجه خطة ترامب عقبات قانونية وأخلاقية جسيمة، إذ يعدّ فرض أو تسهيل التهجير القسري لمليوني فلسطيني خرقًا صارخًا للقانون الدولي واتفاقيات جنيف، التي تحظر سياسات الترحيل القسري والتطهير العرقي.
لكن الأخطر من ذلك هو التداعيات الأمنية لهذه الخطة، حيث سيجد ترامب نفسه في مواجهة صراع معقد في غزة، قد يتحول إلى مستنقع يشبه ما عاشته الولايات المتحدة في العراق وأفغانستان.
فحركة حماس، التي لم تتمكن إسرائيل من القضاء عليها رغم حرب مستمرة منذ أكثر من 15 شهرًا، ستجعل من أي وجود أمريكي في القطاع هدفًا دائمًا لهجماتها، ما قد يُدخل واشنطن في حرب استنزاف طويلة الأمد.
في ظل كل هذه المعطيات، يبدو أن مشروع “ريفييرا غزة” ليس مجرد خطة غير واقعية فحسب، بل هو مقامرة كبرى قد تضع ترامب في مواجهة مباشرة مع حلفائه الإقليميين، وتدفع الولايات المتحدة نحو صراع لا نهاية له، يتعارض تمامًا مع وعوده السابقة بتجنب الحروب الطويلة في الشرق الأوسط.
اقرأ أيضا:
احتجاجات في عدة عواصم أوروبية دعمًا لموقف مصر الرافض للتهجير “صور”
ردود الفعل الدولية على خطة ترامب للسيطرة على غزة وترحيل الفلسطينيين
التعليقات متوقفه