تصاعد النزاع في سوريا: المعارضة تتقدم جنوبًا وإيران تدعم الأسد وسط تحذيرات تركيا من إقامة دولة كردية

641

المتمردون يتقدمون جنوبًا في سوريا: اشتباكات عنيفة في حماة وتصعيد في حلب

كتبت:بريجيت محمد

شهدت سوريا ليلة متوترة أخرى مع تصاعد العمليات العسكرية في عدة جبهات.

وفقًا لتقارير حكومية لبنانية نُشرت عبر منصة “X”، قُتل أبو محمد الجولاني، زعيم هيئة تحرير الشام، في غارة جوية روسية استهدفت مدينة إدلب.

في سياق متصل، لقي 16 مدنيًا مصرعهم وأُصيب 20 آخرون إثر هجوم يُعتقد أنه نفّذ بطائرات روسية استهدف تجمعًا للمدنيين عند دوار الباسل في مدينة حلب. وقد ارتفع إجمالي القتلى من المدنيين والمقاتلين خلال عملية “ردع العدوان”، التي بدأت صباح 27 نوفمبر، إلى 327 شخصًا.

معارك في حماة وهدف استراتيجي في تل رفعت

هذا الصباح، دخل المتمردون مدينة حماة، وفقًا لوسائل إعلام تركية، مع تصعيدهم نحو السيطرة على تل رفعت، التي تُعتبر مركزًا استراتيجيًا بسبب وجود مطار حيوي.

في المقابل، أكد وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، دعم بلاده الكامل للجيش السوري والحكومة السورية في مواجهة ما وصفه بـ”الهجوم الإرهابي”، مشيرًا إلى أن الأحداث الأخيرة جزء من “مخطط أمريكي-صهيوني لزعزعة استقرار المنطقة”.

الوضع الميداني في حلب

استولى آلاف المقاتلين المعارضين على معظم مدينة حلب يوم الثلاثاء، حيث أقاموا نقاطًا عسكرية في المدينة ووسعوا هجومهم ليشمل المناطق المجاورة. وأعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان أن المتمردين سيطروا على مطار حلب، ونشروا صورًا تؤكد وجودهم هناك.

كما شهدت محافظة حماة اشتباكات عنيفة مع تقدم آلاف المقاتلين نحو البلدات الشمالية، وسط مقاومة خفيفة من القوات الحكومية التي كانت قد استعادتها في عام 2016.

قوات الأسد ترد وتستعيد السيطرة على مارديس

 

في المقابل، عزز الجيش السوري دفاعاته في محافظة حماة وتمكن من صد المتمردين واستعادة السيطرة على منطقتي قلعة المضيق ومارديس. وأكد بيان للجيش أن “وحداتنا المسلحة عززت خطوطها الدفاعية ونجحت في تأمين عدة مناطق بعد تصديها للهجمات الإرهابية”.

تُعد مدينة مارديس موقعًا استراتيجيًا على الطريق السريع M5 الذي يربط الجنوب بالشمال السوري.

القوات الكردية تتقدم والنزوح يتزايد

في تطور متزامن، سيطرت القوات الكردية على مدينتي نبل والزهراء، بالإضافة إلى مواقع استراتيجية داخل مطار حلب، بعد انسحاب الميليشيات الإيرانية والقوات الحكومية. تسبب هذا التقدم في نزوح أكثر من 50 ألف شخص إلى مناطق مثل الأشرفية وحماة، بينما طالب الباقون بمساعدات عاجلة من السلطات الدينية العراقية.

تعزيزات تركية وصراع محتمل في منبج

في غضون ذلك، دفعت القوات التركية بتعزيزات عسكرية إلى مدينة منبج، حيث يلوح في الأفق صراع مع “مجلس منبج العسكري” المدعوم من قوات سوريا الديمقراطية. وعلى صعيد آخر، انسحبت القوات الروسية من قواعدها في تل رفعت، مما سمح للميليشيات الموالية لتركيا بتعزيز مواقعها بأسلحة ثقيلة ودبابات، مما ينذر بصراع وشيك في المنطقة.

هجوم منسق يُحرج دمشق

الهجوم الأخير للمتمردين، بقيادة هيئة تحرير الشام، وُصف بأنه “مخطط له منذ سنوات”، حيث أظهر قدرة التنظيم على تنفيذ عمليات معقدة ومدروسة. سيطرت المجموعات المسلحة على طرق استراتيجية ومدن مهمة، مما أثار تساؤلات حول جاهزية القوات الحكومية.

يبدو أن الأحداث الأخيرة تشير إلى تصعيد كبير في الحرب السورية، مع تزايد التحركات الإقليمية والدولية، وتدهور الوضع الإنساني في مناطق النزاع

ارتباط الأحداث في سوريا بالتطورات الإقليمية: دور إيران وحزب الله وموقف تركيا

الارتباط مع لبنان ودور إيران

الأحداث المتسارعة في سوريا تبدو جزءًا لا يتجزأ من المشهد الأوسع في الشرق الأوسط. تصاعد هجمات المتمردين جاء بعد أسابيع من العنف المتقطع، بما في ذلك قصف الحكومة السورية لمناطق المعارضة.

في السياق ذاته، ظلت الجماعات المرتبطة بإيران، وعلى رأسها حزب الله اللبناني الذي يدعم النظام السوري منذ 2015، في مواقعها دون تحرك ملحوظ. تزامن ذلك مع دخول وقف إطلاق النار بين حزب الله وإسرائيل حيز التنفيذ يوم الأربعاء، وهو اليوم نفسه الذي أعلنت فيه فصائل المعارضة السورية بدء هجومها.

من قلب ساحة سعد الله الجابري في مدينة حلب، أعلن مقاتل المعارضة محمد العبده عن عودته للمدينة للمرة الأولى منذ 13 عامًا، بعد مقتل شقيقه في بداية الحرب.

وأكد العبده: “إن شاء الله، ستتحرر بقية محافظة حلب من القوات الحكومية.”

الدور التركي: مراقبة وتدخل محدود

 

تركيا، التي تعد من أبرز داعمي جماعات المعارضة السورية، أعربت عن استيائها من تصاعد الهجمات الحكومية ضد مناطق المعارضة، والتي وصفتها بأنها انتهاك لاتفاقيات خفض التصعيد التي أُبرمت برعاية روسيا وإيران وتركيا.

وأشار مسؤولون أتراك إلى أن المعارضة خططت لعملية محدودة لوقف هجمات النظام السوري ولتأمين عودة المدنيين، إلا أن العملية توسعت مع انسحاب القوات الحكومية من مواقعها.

تحذيرات تركيا للولايات المتحدة

مع متابعة دقيقة للتطورات في سوريا، وجهت أنقرة تحذيرات واضحة للولايات المتحدة بشأن دعمها للأكراد. صباح اليوم، صرح وزير الخارجية التركي، هاكان فيدان: “لا دولة كردية في سوريا. هذا موقفنا الواضح، والأمريكيون يعرفونه جيدًا.”

وأوضح فيدان أن وحدات حماية الشعب الكردية، التي تعد شريكًا رئيسيًا للولايات المتحدة في سوريا، لا يمكنها الصمود أكثر من ثلاثة أيام بدون الدعم الأمريكي. وأكد الوزير أن تركيا لن تقبل بأي تغيير في الخارطة السياسية لسوريا، مشددًا: “هدفنا الأساسي هو الحفاظ على وحدة الأراضي السورية.”

تداعيات إقليمية وتوترات متصاعدة

مع استمرار التوتر في سوريا وتداخل المصالح الإقليمية، يبقى الوضع مفتوحًا على جميع الاحتمالات. التحركات الإيرانية والتركية تبرز كعاملين رئيسيين في تحديد المسار المستقبلي للأحداث، وسط تزايد الضغوط الدولية على الأطراف المتصارعة لإنهاء الأزمة.

اقرأ أيضاً:

 

Visited 19 times, 1 visit(s) today

التعليقات متوقفه