محاولة انقلاب في دمشق والجيش السوري يتصدى للهجمات: استمرار الاشتباكات والأنباء المتضاربة

673

تناقلت وسائل الإعلام الإيطالية والتقارير التركية أن العاصمة السورية دمشق تشهد محاولة انقلاب، حيث تم تداول مقاطع فيديو تظهر انفجارات واشتباكات في المدينة، التي يقال إنها نتيجة لتمرد جزء من الجيش السوري.

وأفادت صحف مقربة من الحكومة أن التلفزيون الرسمي السوري قد توقف عن البث، فيما لا يزال مكان وجود الرئيس بشار الأسد وعائلته مجهولاً.

بعض المصادر التي نقلت عن صحفيين سوريين أفادت بأن الرئيس الأسد ربما يكون قد فر إلى روسيا.

كما نقلت وسائل الإعلام التركية تصريحات رئيس الحكومة السورية المؤقتة، عبد الرحمن مصطفى، الذي أكد أن متمردي هيئة تحرير الشام يستعدون لشن عملية عسكرية على ثلاث جبهات للسيطرة على مدينة تل رفعت في شمال البلاد.

من جانب آخر، أكد الرئيس السوري بشار الأسد في تصريح له أن بلاده قادرة على “هزيمة الإرهابيين”، مشيراً إلى أن الجيش السوري مستمر في الدفاع عن استقرار البلاد ووحدة أراضيها ضد الهجمات الإرهابية، بفضل دعم حلفائها.

وفي ظل هذا الوضع المتوتر، ناشدت الجماعات المسلحة المعارضة لعودة عمال المخابز للعمل لضمان استمرار إنتاج الخبز وسط الظروف الصعبة. وأصدرت بيانًا دعت فيه الجميع للعودة إلى عملهم لضمان توفير المواد الأساسية للشعب السوري.

وفي بيان للجيش السوري، أعلن عن نجاح عملية التصدي للهجمات الإرهابية في شمال غرب البلاد، مؤكدًا أن التنظيمات المسلحة تواصل نشر الشائعات والأخبار الكاذبة لتأثير على معنويات الجيش والشعب السوري.

وفي نفس السياق، أعلن المركز الروسي للمصالحة بين الأطراف المتحاربة في سوريا عن مقتل 300 مسلح في عمليات مشتركة مع القوات السورية في محافظتي حلب وإدلب، شمال سوريا.

الأزمة السورية: حرب أهلية وحلفاء يدعمون البقاء في السلطة

شهدت سوريا حربًا أهلية دامية امتدت لسنوات، تخللتها معارك مدمرة وعواقب مأساوية على الشعب السوري. بلغت نسبة الفقر المدقع بين السكان 85%، وتدفقت موجات اللاجئين إلى الدول المجاورة وأوروبا بحثًا عن ملاذ آمن. في مواجهة هذه التحديات، لجأ الرئيس السوري بشار الأسد إلى التحالف مع قوى عسكرية لضمان استمراره في السلطة، مستعينًا بدعم إيران، التي قامت عبر الحرس الثوري بتدريب وتسليح ميليشيات موالية، إضافة إلى حزب الله اللبناني، الذي اكتسب خبرات عسكرية خلال الصراع السوري.

استعادة الأراضي بدعم روسي وإيراني

بدخول روسيا المشهد، عزز الأسد موقفه بوجود قاعدتين استراتيجيتين روسيتين في سوريا، إحداهما بحرية والأخرى جوية، لتصبح الحرب الأهلية ميدانًا لاختبار تكتيكات حرب العصابات الحضرية وتطوير القدرات العسكرية لحلفائه. بهذه القوة العسكرية، تمكن الأسد من استعادة السيطرة على معظم الأراضي السورية، بما فيها دمشق وحلب، بينما تراجع نفوذ الجهاديين والأكراد إلى جيوب صغيرة.

تغيرات في المشهد السياسي والعسكري

في السنوات الأخيرة، تغيرت موازين القوى، حيث أضعفت الحرب في أوكرانيا التركيز الروسي على سوريا، كما تراجعت قدرات حزب الله بسبب المواجهات مع إسرائيل. ورغم ذلك، عاد الأسد إلى جامعة الدول العربية العام الماضي، بعد تعليق عضوية سوريا بسبب اتهامات باستخدام الأسلحة الكيميائية.

معركة جديدة للبقاء

مع اقتراب عيد ميلاده الستين، يواجه الأسد تحديات متجددة للحفاظ على سلطته وضمان استمرار حكم عائلته، وسط مشهد إقليمي ودولي متغير يفرض عليه القتال مرة أخرى للبقاء في السلطة.

اقرأ أيضا:
تفاصيل الهجوم الأخير لهيئة تحرير الشام: تدمير مروحيات واستيلاء على أسلحة في حلب
تصعيد خطير في الشمال السوري: جبهة النصرة تستهدف القرى الآمنة

Visited 32 times, 1 visit(s) today

التعليقات متوقفه