تفاصيل اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحزب الله: بداية جديدة أم مجرد تسوية؟
التفاصيل الكاملة حول الهدنة بين إسرائيل وحزب الله: لماذا قبلت إسرائيل؟ وكم ستستمر؟
كتبت:بريجيت محمد
في الساعة 3 من صباح يوم الأربعاء، 27 نوفمبر 2024، بتوقيت إيطاليا (الساعة 4 صباحًا في لبنان)، بدأ وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحزب الله، وذلك بعد شهرين من الاشتباكات العنيفة.
تم الإعلان عن الاتفاق من قبل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، عقب وساطة أمريكية مكثفة. إليك كل ما تحتاج إلى معرفته عن الهدنة.
هل هو اتفاق أم تسوية؟
رسمياً، يعتبر هذا الاتفاق توقيعًا بين إسرائيل ولبنان على الرغم من أن الدولة اليهودية لا تزال في حالة حرب مع حزب الله. يضمن لبنان تنفيذ وقف إطلاق النار من قبل حزب الله.
ومع ذلك، يتعين على البرلمان اللبناني، الذي يضم أعضاء من حزب الله، الموافقة على الاتفاق وفقًا للدستور اللبناني. لذا، يفضل البعض وصفه بـ”التسوية” باعتبارها خطوة لتطبيق قرار الأمم المتحدة رقم 1701 لعام 2006، الذي تم التصديق عليه بالفعل من قبل الجمعية العامة للأمم المتحدة.
ما هو تأثير الهدنة على الصراع مع حماس؟
منذ نحو أربعة عشر شهراً، كان حزب الله يرفض أي اتفاق لا يشمل الجبهة الجنوبية أو قطاع غزة. ومع تحسن الوضع على الحدود الشمالية، أصبح بإمكان الجيش الإسرائيلي تركيز قواته بشكل كامل على مواجهة حماس في غزة.
رغم ذلك، تظل هناك مقاومة من جيوب صغيرة لحماس يصعب القضاء عليها بالوسائل العسكرية. لذا، تبقى الأسئلة مفتوحة بشأن ما إذا كان سيحدث تغيير ملموس في الواقع على الأرض.
بعض المحللين يعتقدون أن الهدنة التي تم التوصل إليها مع لبنان قد تؤثر على الصراع في غزة، وأن حماس قد تكون منفتحة على فكرة الاتفاقات المؤقتة.
ومع ذلك، تظل نقطة الخلاف الرئيسية هي إطلاق سراح الرهائن، حيث لا يمكن إنهاء الحرب دون ضمان ذلك.
ما الذي سيحدث عند انتهاء الشهرين؟
تستمر الهدنة لمدة 60 يومًا رسميًا، لكن يمكن أن تنتهي قبل ذلك في حال حدوث أي انتهاك من أحد الأطراف. وفي إطار المادة 4 من الاتفاق، يحتفظ أي طرف بحق “الدفاع عن نفسه” وفقًا للقانون الدولي.
مدة الاتفاق والاحتمالية بتحويله إلى حل دائم للصراع تعتمد بشكل كبير على التنفيذ الفعلي على الأرض. إذا استمر الاتفاق حتى 27 يناير 2025، فإنه سيكون في خضم متغيرات جديدة مرتبطة بوجود الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب في البيت الأبيض، مما يفتح باب التساؤل حول استراتيجياته المستقبلية.
لماذا قبل الألتراس الإسرائيليون بالاتفاق؟
على الرغم من الخطابات المتباينة، قبل الأعضاء الأكثر تطرفًا في ائتلاف رئيس الوزراء نتنياهو بالهدنة مع لبنان. على سبيل المثال، صوت وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير ضد السلطة التنفيذية ولكنه لم يستقل منها، بينما أبدى وزير المالية بتسلئيل سموتريتش دعمه للاتفاق.
ولكن تصريحات سموتريتش توضح بوضوح نظيرًا قدّمته إسرائيل للأطراف المتشددة، حيث أكد على ضرورة “احتلال” غزة وتسهيل “الهجرة الطوعية للفلسطينيين” منها.
وأضاف أنه يمكن تقليص عدد سكان غزة إلى النصف في غضون عامين من خلال هذه الإجراءات.
الخلاصة
إسرائيل وحزب الله قد توصلوا إلى وقف إطلاق النار بعد شهور من الاشتباكات العنيفة. ومع استمرار التوترات في المنطقة، يبقى المستقبل غير مؤكد، خصوصًا مع إمكانية تمديد الهدنة أو تجدد الاشتباكات، بحسب تطور الأوضاع على الأرض.
اقرأ أيضاً: