إيطاليا: نجاة أبوقورة
طرد الإمام ذو الفقار خان من بولونيا: دعم لحماس وأيديولوجيا متطرفة تؤدي إلى الإبعاد
في تصعيد لقضية تتعلق بالأمن القومي، تم طرد الإمام ذو الفقار خان من بولونيا بعد اتهامه بتبني مواقف أصولية ودعمه لحماس. خان، الباكستاني الأصل، والمقيم في إيطاليا منذ عام 1995، يحمل تصريح إقامة تم إلغاؤه مع تنفيذ مرسوم الطرد الذي وقعه وزير الداخلية الإيطالي ماتيو بيانتيدوسي.
يُذكر أن خان، البالغ من العمر 54 عامًا، قد أدلى بتصريحات مثيرة للجدل حول المثلية الجنسية والجهاد، مما جعله تحت مراقبة السلطات الإيطالية منذ خريف عام 2023.
تفاصيل الطرد
الإمام ذو الفقار خان، الذي كان إمامًا لمسجد في شارع فيا جاكوبو دي باولو في بولونيا، اقتيد إلى مركز الشرطة حيث ينتظر تأكيد أو إلغاء أمر الطرد. محاميه، فرانشيسكو مورو، أعرب عن استنكاره لهذا القرار، مشيرًا إلى أن الأمر يعكس “عودة إلى دولة بوليسية ومحاكمة على جرائم الرأي.
” ولكن السلطات الإيطالية ترى في هذه القضية مسألة أمنية، إذ يشير مرسوم الطرد إلى تزايد تعصب الإمام الأيديولوجي وتبنيه مواقف متطرفة تمثل تهديدًا على الأمن.
تصريحات مثيرة للجدل
وفقًا للتقارير، أدلى خان بعدة تصريحات تحض على الكراهية، منها وصفه للمثلية الجنسية بأنها “مرض يجب علاجه”، مُدعيًا أن لكل مؤمن الحق في محاربتها لتجنب ما أسماه بـ “العواقب الكارثية”.
كما أشار إلى أن خان أطلق دعوات ضد الدول الغربية التي تدعم إسرائيل، مُتمنيًا أن “يدمر الله” هذه الدول، بما في ذلك الولايات المتحدة، ألمانيا، فرنسا، بريطانيا، وإيطاليا.
بالإضافة إلى ذلك، ادعى خان أن هذه الدول تدعم ما أسماه “الصهاينة النجسين”، وهو ما يعتبر تحريضًا على الكراهية ضد المجتمعات اليهودية.
الخلفية الأمنية
بدأت السلطات الإيطالية بمراقبة خان عن كثب في خريف عام 2023، عندما بدأت تتضح ميوله المتزايدة نحو التعصب الأيديولوجي والتطرف الديني.
ووفقًا لمرسوم الطرد، فإن خان كان يعبر عن رؤيته الأصولية للجهاد، حيث أدلى بتصريحات تُعتبر تهديدًا للأمن الوطني.
ويُشتبه بأن دعمه لحركة حماس والجماعات المرتبطة بها كان سببًا رئيسيًا في قرار إبعاده من إيطاليا.
ردود الفعل
يأتي طرد خان في سياق أوسع يتعلق بتشديد الإجراءات الأمنية في أوروبا ضد الأفراد الذين يُعتقد أنهم يمثلون تهديدًا بسبب مواقفهم الأيديولوجية.
وقد أثارت هذه القضية نقاشًا حول حرية التعبير والمواقف الدينية المتطرفة، حيث يرى البعض أن الطرد يمثل عودة إلى “سياسات بوليسية” تقمع حرية الرأي، في حين يرى آخرون أن هذه الإجراءات ضرورية للحفاظ على الأمن القومي.
إجراءات الأمن الوطني
يعتبر قرار الطرد جزءًا من سلسلة إجراءات قامت بها السلطات الإيطالية لمحاربة التطرف الديني.
إذ تتعامل إيطاليا، كغيرها من الدول الأوروبية، مع التحديات التي تفرضها الأيديولوجيات المتطرفة التي تُمثل خطرًا على السلام الاجتماعي والأمن الداخلي.
وقد شملت هذه الإجراءات تعزيز مراقبة الأنشطة الدينية المتطرفة وتطبيق قوانين صارمة بحق الأفراد الذين ينخرطون في نشر الكراهية أو دعم المنظمات الإرهابية.
الخلاصة
قرار طرد الإمام ذو الفقار خان يأتي في إطار جهود الحكومة الإيطالية لتعزيز الأمن ومكافحة التطرف الديني. ورغم اعتراض محاميه على هذا القرار واعتباره انتهاكًا لحرية الرأي، إلا أن السلطات الإيطالية ترى أن أيديولوجيا خان المتطرفة تشكل خطرًا على المجتمع.
ومن المتوقع أن يظل هذا النوع من التدابير جزءًا من السياسة الأمنية الإيطالية، في مواجهة التهديدات المتزايدة التي تشكلها المواقف الأصولية.
اقرأ أيضا:
إيطاليا تعتقل شاباً مغربياً يتوعد بشن حرب على الكفار ويدعي أنه “المنقذ”
جهادي يدعي أنه مثلي الجنس لتجنب الترحيل إلى المغرب
التعليقات متوقفه